لا تتوقف حركات الإسلام السياسي باختلاف مواقعها و مواقفها عن الدعوة
لقيام ما تسميه بالحكم الإسلامي و هو في حقيقته "دولة دينية" تتعارض مع
مدنية الدولة. البعض يعلنها صراحة من خلال دولة الخلافة و تكفير
الديمقراطية و المجالس المنتخبة و الحكم الوضعي مثل الحركات السلفية و
حزب التحرير و غيرها و بعضها يحاول على شاكلة حركة الإخوان المسلمين و
حركة النهضة في تونس التستر عن الدعوة للدولة الدينية من خلال ازدواجية
الخطاب و محاولة مغالطة الناس و المجتمع. إضافة للمغالطات المفضوحة و
اعتماد ازدواجية الخطاب تمارس حركات الإسلام السياسي في الوطن العربي كل
أشكال العنف الفكري و اللفظي و المادي و الجسدي لترهيب الناس و خاصة
الخصوم من خلال التعنيف و التكفير و بث الاشاعات و التهم و الاهانات حتى
داخل المساجد لكل من يخالفهم الرأي و كأنهم لم يسمعوا ما جاء في القران
الكريم عن رب العزة :
-ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
- -فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا
غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ
وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ
فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ
-عَبَسَ وَتَوَلَّى أَن جَاءَهُ الأَعْمَى وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ
يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى أَمَّا مَنِ
اسْتَغْنَى فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى
-وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ
-فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر
كل هذه الآيات الكريمة تدل بلا ادنى شك ان الله سبحانه و تعالى قد أمر
رسوله بان يدعو الى سبيل ربه بالحسنى و بالموعظة الحسنة و انه أرسل رحمة
للعالمين اي لكل الناس و ليس للمؤمنين فقط او للمسلمين و انه ليس بمسيطر
على الناس فمن شاء يؤمن و من شاء يكفر . فلا تكفير و لا اكراه في الدين و
لا تعالي على الناس و لا ادعاء ما ليس له به علم. كتب السير ة تروي ان
النبي الكريم فرش بردته الطاهرة لابنة حاتم الطائي و اجلسها جنبه و هي
على غير دين محمد لأنها ابنة اكرم العرب .كما تروي كتب التاريخ وقوفه
لجنازة اليهودي و مجالسته لسكان المدينة من غير اتباعه و زيارتهم و
عيادتهم و الإحسان لهم ان لزم الامر . هذا هو دين محمد الذي تدعي حركات
الإسلام السياسي انها تدعو له و تعمل على تطبيقه و حريصة على حمايته
باسم العودة لنهج السلف الصالح . فهل كان يمكن لهذا النهج الذي عاش
رسول الله و خاتم النبيين و من تبعه من الخلفاء الراشدين ان يبني دولة
دينية اي هل عرف العرب في تاريخهم الدولة الدينية ام ان الإسلام مختطف و
محرف بل يزداد ابتعادا عن منهجه السمح تحت عباءة حركات الهرطقة و فتاوى
ما تحت الصرة. لنتبين هذا الأمر نحاول مناقشة بعض ظواهر الحكم الذي سار
عليه النبي محمد و الخلفاء الراشدين من بعده.
الرسول الأكرم و هو يؤسس لدولة المدينة التي تضم المؤمنين و المسلمين و
اليهود و النصارى و حتى المنافقين جعل لهم دستورا وضعيا سماه "
الصحيفة" ينظم الحياة بين الجميع و لم يقل لهم ان القران هو دستور
الدولة و انتم أهل ذمة. هل كان محمد يخالف شرع الله بعدم إعلانه القران
دستورا للدولة التي بناها. حاشا لرسول الله صلى الله عليه و سلم ان
يخالف امر ربه و لكنه كان يبني دولة مدنية يتعايش فيها الجميع و كان
يدرك ان القران دستور المؤمنين فقط و ليس المسلمين حتى . أولم يقل الله
في كتابه العزيز" قالت الإعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا
ولما يدخل الإيمان في قلوبكم و هو ما يعني ان الإسلام غير الإيمان بل
يمكن للمرء ان يكون مسلما و لكنه غير مؤمن.
لقد جاء في القران الكريم :
"انَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ
وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا
أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ
و الذين امنوا و لم يهاجروا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ
شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ
فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ
مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ"
الله سبحانه و تعالى يقول للمؤمنين من رعايا دولة المدينة المنورة بقيادة
الرسول الأعظم ان المؤمنين الذي لم يهاجروا ليسوا من رعايا دولتكم و ما
لكم من ولايتهم شيء و اذا تعرضوا لمظلمة و طلبوا نصرتكم فانصروهم ما لم
يكن نصرهم على حساب قوم بينهم و بين المؤمنين ميثاق. اي أن الله يأمر
المؤمنين أتباع محمد باحترام المواثيق و العهود حتى مع غير المؤمنين و
على حساب المؤمنين . انه منطق الدولة المدنية التي يكون الولاء فيها
للمواطنة و ليس للعقيدة و الدين و التي لا حروب دنية فيها حيث تحمي
مواطنيها من غير المؤمنين و لو على حساب المؤمنين اذا استنصروا. انه قول
بين لا يحتاج الى اجتهاد كبير .
توفي محمد ابن عبد الله و لم يترك وصية في أمر المدينة و تركه شورى بين
أهلها و قادتها و هو ما يتعارض مع الدولة الدينية . هل كان محمد غير
قادر على اختيار من يحكم المدينة أو على الأقل نصح أصحابه حفاظا على
الدين ام ان ترك الأمر شورى بينهم مرتبط بطبيعة الحكم المدني البشري لا
الديني او الالاهي الذي أراد الرسول أن يرسيه. توفي الرسول فاختلف
أصحابه في اختيار الحاكم و هو مسجى في بيته و كادت الامور تتطور الى
قتال و لا احد منهم عاد الى القران و السيرة النبوية لحسم الأمر و لا
احد منهم اعتبر ان الامر دينيا صرفا لا يجب الخلاف حوله و الا انقسم
الجمع الى مؤمنين و غير ذلك. ليس هذا و لا ذلك و قد حسم الامر بتقسيم
السلطة بين المهاجرين و الانصار " منا الأمير و منكم الوزير" و هو تصرف
مدني مرتبط بالحكم و السلطة و غير مرتبط بالدين و ثوابته.
آل الأمر لأبي بكر رضي الله عنه و روت كتب التاريخ ان بعض القبائل تمردت
و رفضت دفع الزكاة اي أنها أخلت بأحد عناصر الحياة الجماعية المدنية و هو
دفع الضريبة فكان لا بد من حربها و مواجهتها الى ان تفيء الى وعد ربها .
هل كان الخليفة ابوبكر الصديق ينفذ قرارا دينا ام قرارا مدنيا مرتبطا
بطبيعة الدولة التي يحكمها. هل نسي انه ليس عليهم بمسيطر و ان يدعو إلى
سبيل ربه بالموعظة الحسنة و إن من شاء يؤمن و من شاء يكفر ام ان بناء
الدولة يتطلب مساهمة الجميع في متطلباتها من خلال دفع الزكاة " ضريبة
العصر" بعيدا عن الإيمان و الكفر لان إجبار هذه القبائل على دفع الزكاة
لا يعني إطلاقا إجبارها على الإيمان و التسليم بما جاء به محمد و ما كان
عليه الجماعة. منطق الدولة الدينية يتطلب التسليم بالأمر و بمن ال اليه
لأنه بني على قاعدة دينية إيمانية لا يختلف حولها القوم و هو ما يعني
قبول الناس بها دون جدل او نقاش او احتجاج. غير اننا نجد علي ابن ابي
طالب كرم الله وجهه يرفض مبايعة ابي بكر الصديق رغم ما يعلمه من قربه من
رسول الله و من مكانته في الدولة و في مصاحبة الرسول و تروي كتب التاريخ
انه طاف على القبائل طالبا المساعدة في تمكينه من الأمر و قد تخلف في
البيعة مرتين . هل كان الرجل يجهل تعاليم القران و هو القريب من محمد و
زوج ابنته و ابن عمه و احد صحابته المقربين ام ان أمر الحكم شورى بين
المسلمين يتساوى فيه الجميع و يختلفون و لو كانوا صحابة رسول الله صلى
الله عليه و سلم
تولى أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه أمر المؤمنين و اتخذ
قرارات عديدة هامة نكتفي بذكر بعضها:
- قرر منع صحابة رسول الله من الخروج من المدينة للتجارة في الأمصار
إيمانا منه بان خروجهم للتجارة في الأمصار يفسد السوق و يجعل الناس
يميلون إليهم. لم يعتبر عمر ان صحابة الرسول و بعضهم مبشر بالجنة و عايش
الرسول لا يخطئون و لكنه اعتبرهم بشر كأي بشر و ان من مسؤولية الحاكم
حماية الجميع و لا تفضيل على أساس ديني او عقائدي و هو ما يتنافى و منطق
الدولة الدينية التي تبجل رجال الدين خاصة في مرحلة مازال وضع الدولة هش
و لم تبنى اجهزتها بشكل كلي و مازال اغلب صحابة رسول الله على قيد الحياة
-عندما حلت بالمدينة سنة قحط أبطل عمر ابن الخطاب تنفيذ الشرع في قطع يد
السارق و ما كان للرجل ذلك لو كان يحكم بمنطق الدولة الدينية التي تفرض
تطبيق الحدود كما جاءت في التشريع. عمر ابن الخطاب أمير المؤمنين و خليفة
المسلمين كان يحكم من خلال ما يمليه عليه عقله و ما يلقاه من نصيحة
مستشاريه من صحابة الرسول رغم اطلاعه الدقيق على كتاب الله و سيرة نبيه
الأكرم . بل ان عمر ابن الخطاب أمر أصحابه أن يربوا ابناءهم لعصر غير
عصرهم و لم يقل ربوهم على السلف و على القران لانه قطعا كان يؤمن ان
القران صالح لكل زمان و مكان بما يحمله من أحكام كليه يلتزم بها الجميع
باختلاف عصورهم و مواقعهم . انه تعلم ان الإحكام الشرعية تراوح بين
الأقصى و الأدنى و بينها يجتهد المجتهدون وضعيا فقطع يد السارق و رجم
الزاني هي أحكام قصوى ليست للتطبيق الدائم في كل الحالات بل ان المشرع
الوضعي يمكن ان ينزل بالعقوبة إلى ما هو ادني من ذلك بكثير دون ان يخالف
شرع الله لكنه بالضرورة يتعارض مع الدولة الدينية و يرتبط بمدنية الدولة.
عندما أقتربت من أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب المنية طالبه أصحابه
بالوصية فقال مقولته الشهيرة " لا تجعلوها في آل بن الخطاب" و "كيف ما
كنتم يولى عليكم" و" لا أتحملها حيا و ميتا" و لم يوصي بفلان ا وعلان رغم
مكانة الجميع من حوله عنده و هم من صحابة الرسول المبشرين بالجنة.ترك عمر
الأمر شورى بين الناس و لم يأمرهم بالعودة للقران ليجدوا فيه الحل و كان
الرجل شديد التعلق بكتاب الله و سيرة نبيه و مع ذلك كان يعتبر ان امر
الحكم امر بين الناس اي انه مدني و لم تنزل فيه أحكام بينة في القران و
السيرة. هل كان عسيرا على الله سبحانه و تعالى ان يضع معايير ومقاييس و
ضوابط محددة لحاكم البلاد و ينزلها في القران ام ان الاسلام يعتبر ان امر
الحكم مسالة مدنية يتشاور فيه الناس في كل العصور حسب شكل الشورى.
و تروي كتب التاريخ انه بعد وفاة عمر ابن الخطاب اجتمع السته المعروفين
فأعلمهم عبد الرحمان ابن عوف بعدم رغبته في الأمر و تركه بين الخمسة
الباقين و منهم علي و عثمان فطلبوا منه ان يحكم بينهم فخرج لاستشارة
القبائل قائلا لقد قتل عمر و لم يوصي بالحكم لأحد فأشيروا علينا بين
أصحابه الخمس و قيل ان نتيجة الترتيب كانت لصالح علي ابن ابي طالب فلما
عرض عليه الأمر طلب منه ان يحكم بما انزل الله و على منهج رسوله و ما قام
به الشيخان و المقصود بذلك ابوبكر و عمر فكان رد علي ابن ابي طالب كرم
الله وجهه ان التزم بجكم القران و سيرة الرسول و لكنه أصر على الاجتهاد
فيما تبقى و عدم الالتزام بما أتاه الشيخان فوقع التخلي عن تكليفه
بالأمر و كلف عثمان بالحكم. و السؤال لماذا رفض علي ابن ابي طالب
الالتزام بنهج الشيخين هل كان مخالف لتعاليم القران . لا طبعا و لكن
الرجل يدرك أن لكل زمان حكمه و قوانينه و ضوابطه المختلفة عن زمان سابق و
لو كان زمان السلف الصالح دون أن يحيد أحدا عن القران و العقيدة.
تروي كتب التاريخ ان عهد عثمان ابن عفان شهد انقلابا تاما عن عهد سلفه
في الإدارة و التجارة و المال و أسلوب الحكم و رغم ورع الرجل و تقواه و
حبه لرسول الله غير انه حكم بغير حكم سلفه مما ادى بثورة في الامصار
انتهت بقتله. لم يكن من قتل عثمان كافرا لكنه كان يصلي و يصوم و يشهد ان
لا الاه الا الله و ان محمد رسول الله. كيف تصل الأمور الى هذا الحد فترة
قصيرة بعد غياب الرسول الأكرم و رغم وجود جمع من صحابته الكرام في
المدينة. هل كان الجماعة ينفذون امرأ دينيا صرفا ام أنهم يحكمون بما
يجتهدون و هو امر مدني وضعي و لو كان صاحبه من صحابة رسول الله و الا
لقلنا هذا الخليفة مؤمن و هذا غير ذلك.
يمكن ان ناتي باحداث و حيثيات اخرى عديدة مرتبطة بحكم علي و بالفتنة
الكبرى و لكن نكتفي بهذا الحد لنسال من جديد هل يمكن ان نتحدث عن دولة
دينية وفق ما وقع بيانه و تبيانه. هل الفهم السطحي لبعض الآيات و
للسيرة النبوية باسم العودة للسلف الصالح او تحت يافطة من لم يحكم بغير
ما انزل الله هي أساس المشكل. اننا نعتبر ان الله سبحانه و تعالى قد حدد
في كتابه العزيز بعض الإحكام و فصلها تفصيلا و ما تبقى مما يستحقه الناس
في ذلك المواطنون من غير المؤمنين . انها ببساطة الاحكام المدنية. كما
ان الاحكام ليست قاطعة و حاسمة و حدية بل ان قوانين الكون تعلمنا ان
الاشياء بما فيها الإنسانيات تسبح بين الاقصى و الادنى و فيما بينها
يجتهد المجتهدون ما داموا في إطار القوانين الكلية التي جاء بها القران.
الإسلام يتعرض الى تحويل وجهة منذ مدة ليتحول إلى ما يشبه الكنسية
المقيتة ليصبح الدين إكراها و الحكم فردي و الفتاوى تكفيرية في حين يفتى
لموالاة الأجنبي و إلباس ذلك بحلول فقهية واهية. فحين يعتبر شيخا ان
طائرة الناتو طيرا أبابيل أرسلها الله لتدمر ليبيا و قتل ابنائها و حين
يشبه البعض اتفاقية كامب دافيد بصلح الحديبية و حين يشرع لتدمير الأوطان
و فرض اشكال اللباس و طرق الحياة باسم الدين و الشرع يصبح الإسلام الحنيف
في خطر يستوجب ان يهب الجميع للدفاع على سماحته و مدنيته و دوره في تطوير
العقل و المنطق.
--
الناصر خشيني نابل تونس
Email Naceur.khechini@gmail.com
Site http://naceur56.maktoobblog.com/
http://www.facebook.com/reqs.php?fcode=9d34d7041&f=693791089#!/profile.php?id=1150923524
groupe
http://groups.google.com/group/ommarabia?hl=ar
--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
To unsubscribe from this group, send email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
For more options, visit this group at http://groups.google.com/group/alfikralarabi?hl=en.
No comments:
Post a Comment