Friday 2 March 2012

{الفكر القومي العربي} الدستور السوري الجديد بعيون ناصرية

مرحبا ياعراق
الدستور السوري الجديد بعيون ناصرية
                                                                              حسين الربيعي
كانت العادة أن انشر في منتدى الفكر القومي ما أكتبه ، وكان من بين مانشرت (الاستفتاء على الدستور السوري الجديد) ، وعليه فقد حدث نقاش ساخن حول الموضوع ، وهذه ظاهرة جيدة لو أدت لنتائج واعني النتائج : اقناع بعضنا عن طريق الحوار الجدي العلمي الصادق الذي يتوج بتفهم مشترك ، والا كان سجالا يتصاعد الى التشتت . الموضوع الدستور السوري الجديد ، وما طرحه بعض حول ضرورة الرجوع الى دساتير الغرب ، وان من كتب الدستور الجديد ليسوا فقهاء وليس لديهم تجربة ،وهذا المنطق خطير ، فيه نسف كامل للتجربة الناصرية في اختيارها مبدأ الصواب والخطأ لتمييز فكرنا وثقافتنا وسياستنا ، وهذا المنطق نذير خطأ ... أراه يتعمق اذا ترك من دون تصدي ، ولسوف أستشهد بمقولة واحدة للزعيم الخالد عبد الناصر من نص الميثاق ، جاء فيها ( كذلك ففي هذه المرحلة الخطيرة من النضال الوطني تنتكس حركات شعبية ؟أخرى ، حين تنهج للتغيير الداخلي نظريات لاتنبع من التجربة الوطنية ) .
ان معاييرنا في تقييم الامور تبني على مرجعيتنا الناصرية ، وهي الحكم النهائي فيما نختلف فيه ، تأكيداً على اننا امة عريقة ما فتأت على ان تكون في قيادة البشرية نحو بناء القيم والدساتير التي تنظم الحياة ، وعليه فأن دعوات الاخوة الاستعانة بدساتير الغرب قد تكون حلقة من حلقات الرجعية ، ويكفي للاجابة ان نعود للوثيقة الناصرية الاخيرة (بيان 30 مارس) لنتبين صواب او خطأ الدستور السوري الجديد ، فاذا كان يتطابق مع "الخطوط العامة" التي حددها عبدالناصر وفق "تقديره" للدستور ... فأننا ملزمون ان نعبر عن تمسكنا به ... وان نطالب بتطبيقه كاملاً ... وعليه يجب قبل "دق" ابواب الغرب لأستجداء المعونة في كتابة دستور ... ان كنا ناصريين ... ان نقرأ هذه الخطوط ... وهي كالتالي :
1ـ تأكيد الانتماء الى الامة العربية ، تاريخياً ونضالياً ومصيرياً ، وحدة عضوية فوق اي فرد وبعد اي مرحلة .
2ـ حماية كل المكتسبات الاشتراكية وتدعيمها ، بما في ذلك النسبة المقررة بالميثاق للفلاحين والعمال في كل المجالس الشعبية المنتخبة ، واشتراك العمال في ادارة المشروعات وارباحها ، وحقوق التعليم المجاني والتأمينات الصحية والاجتماعية ، وحماية حقوق الامومة والاسرة .
3ـ الصلة الوثيقة بين الحرية الاجتماعية والحرية السياسية ، وان تتوفر كل الضمانات للحرية الشخصية والامن بالنسبة لجميع المواطنيين في كل الظروف ، كل الضمانات لحرية التفكير والتعبير و النشر والرأي والبحث العلمي والصحافة .
4ـ قيام الدولة العصرية وادارتها ظن لأن الدولة العصرية لم تعد مسألة فرد ولم تعد بالتنظيم السياسي وحده ، وانما اصبح للعلوم والتكنلوجيا دورها الحيوي ، ولهذا فأنه يجب ان يكون واضحاً ان رئيس الجمهورية يباشر مسؤولية الحكم بواسطة الوزراء ، وبواسطة المجالس المتخصصة التي تضم كافة خلاصة الكفاءة والتجربة الوطنية ، بما تحققه ادارة الحكومة عن طريق التخصص واللامركزية .
5ـ تحديد واضح لمؤسسات الدولة واختصاصها ، بما في ذلك رئيس الدولة والهيئة التشريعية و التنفيذية ، ومن المرغوب فيه ان تتأكد سلطة مجلس الامة باعتباره الهيئة التي تتولى الوظيفية التشريعية ، والرقابة على اعمال الحكومة ، والمشاركة في وضع ومتابعة الخطة العامة للبناء السياسي ، زللتنمية الاقتصادية والاجتماعية ، إفساح الفرصة لوسائل الرقابة البرلمانية والشعبية لتحقيق حسن الأداء وكفالة أمانته .
 

6ـ أهمية العمل باعتباره المعيار الوحيد للقيمة الإنسانية.
حماية الملكية العامة، والملكية التعاونية، والملكية الخاصة، وحدود كل منها ودوره الاجتماعى  .
حصانة القضاء، وأن يكفل حق التقاضى، ولا ينص فى أى إجراء للسلطة على عدم جواز الطعن فيه أمام القضاء ، ويرد أى اعتداء على الحقوق أو الحريات .
10ـ حد زمنى معين لتولى الوظائف السياسية التنفيذية الكبرى؛ وذلك ضماناً للتجدد وللتجديد باستمرار .
وبعد هذا ، ألم يكن عبد الناصر وصحبه في الثورة ، شباب بدون تجربة أو خبرة في الحكم؟؟؟ ثم قدما تجربة رائدة ، واذا كنا بحاجة للأثبات فنحن على استعداد ، ولكني اظن أننا نهلك أنفسنا في حوارات غوغائية لافائدة منها ، ولاأعتقد أن هناك من يجهل الحقائق ، الأن أمامنا دستور وحدوي ، أشتراكي ... لاينازعه في مضامينه دستور اخر الأن ، ويجب ان نعترف بأخلاص ان من كتب الدستور كان ملما بمطالب الناس اولا ، ومقدرا المرحلة التأريخية ... مستمدا التجربة القومية الناصرية ، وبذلك فانهم يستحقون بجدارة صفة الفقهاء ، ولن يكون افضل منهم كتبة دساتير الغرب ، وعليه فاننا حينما قلنا بعد أنتصار 2006 من قيادة الأمة تتحول لمن يقدر على القيادة والمقاومة ، ورفعت هنا وهناك صور تجمع صورتي عبد الناصر والسيد حسن نصر الله معنونة بشعار ( ما أخذ بالقوة لن يسترد بغير القوة ... قالها عبد الناصر وصدقها نصر الله ) ثم دعوني أتسأل لماذا نوافق على ان نطلق على الزعيم الفنزويلي ، الزعيم الناصري ، ونغضب ان يكون الأسد ناصريا ؟ أن الذين يخافون على الناصرية ، لايخافون تجددها في بشار الأسد ، كما لم يخافوا من تجددها في غيره ، وجوهر الكلام فان ما يواجهه ويتصدى له بشار الأسد يجعله بحق ناصرا جديدا ، وهذا سر عداء الغرب والصهيونية والرجعية العربية ... بل عداء كل الذين عادوا عبد الناصر بكل تسمياتهم .
دعونا من فقاعات النوايا الدفينة ولننطلق مرة ثانية بثوابت عبد الناصر المدرجة ضمن الدستور السوري الجديد ، فقط يجب أن نطال بتنفيذ فقراته بالتواصل والعمل المشترك ، حين ذاك يكون الزعيم في رحلته الأبدية مطمئنا ومرتاحا أكثر الف مرة من رفع صورة وسط اطار على جدار لعلها تخفي العيوب !! 

No comments:

Post a Comment