Saturday 3 March 2012

{الفكر القومي العربي} اللعنة والتوبة في الحسابات الوطنية

اللعنة والتوبة في الحسابات الوطنية ....  حسين الربيعي
 
" لم أتمالك نفسي من الضحك ، لا لكون طلب الوزير العراقي لاقانونيا ، لاسامح الله ، بل لسذاجة الشهرستاني لسببين :
أولهما ان الشهرستاني وحكومته وحزبه وعراقه ،أضعف من أن يهددوا حكومة أقليم كوردستان ، فهو أي الشهرستاني وحكومته ، لايستطيعان تحريك ساكن ، ولا يستطيعان حتى التقرب من حدود أربيل ... فكوردستان محمية من قبل البيشمركة وشعبها" .
                                                                              هشام عقراوي
                                                              رئيس تحرير موقع صوت كوردستان
لست مدافعا عن الشهرستاني ، ولا عن الحزب الذي ينتمي اليه ، ولا عن الحكومة التي يعمل فيها نائبا لرئيسها ... لكنني أدافع عن العراق ، وأستهجن الطريقة التي تكتب فيها مناقشات حساسة بهذا المستوى من شأنها المهم والعالي ، بجمل وكلام من مستوى بائس ومتدني ، وان يكن "عقراوي " متمرد على شرفه العراقي ، فلابد ان تكون هناك رجعة حتى في مستوى التفكير الضيق ، كوننا أمتين تملكان تأريخا مشتركا ومصالح مشتركة ... خصوصا ممن يحسبون في خانة المثقفين .
لاشك ان العراق تتنازعه ثقافتين يتصارعان ضد بعضيهما ، ثقافة المواطنة وثقافة الغربة ، ثقافة الوحدة وثقافة الأنفصال ، ثقافة أنسانية وثقافة أستعلائية . وان لم يخلو تأريخنا من هذه الثقافات ، ولكن صراعهما لم يكن بهذا الحجم ، فأن الأحتلال هيأ نهوضا غير متوقعا للثقافة الغربة والأنفصال والشوفينية ، مثلما هيأ مستلزمات نهوضا في الثقافة الطائفية ، وكليهما ـ الشوفينية والطائفية ـ من أهم أسلحة الأحتلال تحت بند فرق تسد .
ولكن هذا لايعني أن الثقافة التي أنطلقت تحت تأثيراتها مقالة " عقراوي " ونعني بها الثقافة الشوفينية الأستعلائية ، قد سادت واصبحت ثقافة الشعب الكردي العزيز ، وأحمد الله كثيرا على احتفاضي بعلاقات أخوية مع اصدقاء واخوة أكراد وطنيين وحدويين . وان هذا بالأضافة لحقائق التأريخ ، يجعلان من طريقة الأستخفاف من العراق ، لن يجني منها أصحابها ومنفذيها سوى الخيبة والخسران ، فالعراق له صفحات مضيئة في تأريخ البشرية ، وكانت بغداد حاضرة الدنيا وشعبها من اكثر الشعوب علما وثقافة وتقدم ، حين كانت غيره من الشعوب لم تكن الا قطاع طرق ... بل أن شعبه حين كان يحفر فوق جدران الزمن مسلته الجديدة ويسجل اسطورة مقاومته الرائدة ضد الأحتلال الأمريكي ، كان غيره يستجدي الحماية والأمن من الغرباء المحتلين ... وحين حقق انتصاره بطرد الأحتلال ، كان الأخرين يرجون الأحتلال بقاءا ويفتحون ( ارضهم ) ومنازلهم قواعد له .
وان كان من واجبي  كعراقي مؤمن بوحدة بلاده وأمته ، أن اشجب وأستنكر وأحتقر كل من يحاول المساس بالعراق وكرامته ، فأنني أستدرك ان من العيب ليس في " عقراوي " وأمثاله ، بل بالذين ارتضوا ان يمزقوا العراق بتوصيفاتهم الطائفية والعنصرية ، وان يمزقوا وحدة القومية الكبرى في العراق تحت يافطات مذهبية عقيمة ، ولعل الشهرستاني يدفع ثمن ذلك نتيجة قبوله بهذه التوصيفات ، وعسى ان يكون كل من اخطأ بحق العراق ، قد أدرك خطأه و يعلن برائته وتوبته النصوح ، لعل هناك فسحة من الزمن للتصافف مع الوطنية مرة اخرى .       

No comments:

Post a Comment