Sunday, 4 March 2012

{الفكر القومي العربي} الأنتخابات الروسية والنظام العالمي الجديد

                             الأنتخابات الروسية والنظام العالمي الجديد
                                                                                         حسين الربيعي
العالم حالة واحدة ... تتأثر أجزائه ببعض ، مصالحه وأماله واحدة . فبعد الأهتمام بالأنتخابات الأمريكية ، صار الأهتمام بالأنتخابات الروسية أكثر وأوسع وأشد ... وإن هذا يعني شئ ، فإنه يعني منزلة روسيا عالميا واهميتها بعد منافستها البطولية للقطب الدكتاتوري الأوحد (أمريكا) خصوصا بعد موقفها المميز والمتميز في مجلس الأمن بشأن الأزمة السورية ... ناهيك عن رغبة الرأي العام العالمي عموما ، والعربي خصوصا لأستمرار وتعاظم حالة النهوض " القطبي " إن صح التعبير لروسيا ، مع الإدراك المسبق أن هذا الأستمرار لايمكن حدوثه مالم يكن على قمة الحكم في روسيا زعامة روسية وطنية مستقلة ، تقدر أهمية وتأريخ روسيا ودورها الأستراتيجي في العالم .
قد يكون أستمرار " العودة القطبية " لروسيا وتعاظم زعامتها ، واحد من أسباب عودة المشروع القومي العربي للنهوض وتنامي قدراته ، وتنشيط حراك فعاليات التحرر العربية والعالمية ، وعودة الأمل للعالم الثالث ، الذي يبحث عن ملجأ أمن لطموحاته ... وفي مقدمته شعوب أمتنا العربية ، ولذلك فإنني أجدني مشدودا لشاشة روسيا اليوم ، باحثا عن أخبار الأنتخابات الروسية ، وإن كنت قد تعلمت أن أكون جريئا ، ظنا أن الجرأة والصراحة من علامات البطولة ... فأني لا أخفي أمنياتي بفوز الرئيس بوتين ، بل داعيا له من كل قلبي بالفوز العظيم ، لأن روسيا بوتين ... وبوتين روسيا ، علامة بارزة من علامات الصداقة الحقيقية بين شعبنا العربي والشعب الروسي ، وعلامة من علامات العلاقات الولية المتوازنة والعادلة ، بعيدا عن الهيمنة والأستعمار الجديد ، وفق مقولة الحياد الإيجابي ، أحدى تجارب المدرسة الناصرية الرائدة ، وبالقدر الذي تحتاج فيه روسية لرجل الأصلاح بوتين ، تحتاج شعوب العالم والكرة الأرضية المقهورة هذا الرجل على أمل إصلاح النظام العالمي .، وعليه فإن الأنتخابات الروسية ، تكاد تكون إنتخابات عالمية أو أستفتاء أنساني ضد عالم الشر والهيمنة والتخريب الذي قادته الولايات المتحدة منذ ما يقارب العقدين ، تحت يافطة لا للتبعية .

No comments:

Post a Comment