Monday, 5 May 2014

{الفكر القومي العربي} العيد الذى لا تحتفل به مصر ... حرية الكلمة

 
 
http://www.alwafd.org/مقالات-الرأى/158-مصطفى-عبيد/670469-العيد-الذى-لم-تحتفل-به-مصر
 
 
 

العيد الذى لم تحتفل به مصر

 

 

الكلمة رصاصة ، وردة ، رحيق ، بهجة ، وغضب ، ووطن جدير بالحياة ، لذا كنت أتمنى على الدولة المصرية أن تحتفل بالكلمة وبحريتها مثلما تحتفل بشم النسيم وبعيد العمال وبعيد القمح .

 

3 مايو كان يوم الاحتفال العالمى بحرية الكلمة ،أقام اليونيسكو احتفالا صاخبا ، زارت باقات الورود كبار الكتاب والصحفيين فى أوروبا ، تبادل الأدباء فى أمريكا اللاتينية التهنئة بالعيد ، وشرب المثقفون أنخاب عمر من الابداع والحرية ، والاختلاف الجميل فى الرأى ، بينما كنا نحُن نتبادل الاتهامات والشتائم ونشهر الخلافات سيوفا تطالب بدماء الآخرين فى قضايا سياسية وفنية وكروية .

 

سلالم منكسرة ، وعسس يراقب ، وأوراق تطوى ، وخوف يجر خوفا . هكذا حال الكتبة فى دولة لا تقدر الكتابة ، ولا ترفع المبدعين والادباء والصحفيين فوق الرؤوس . بين الخوف من التشرد وتحميل المعانى أكثر مما تحتمل ، وعيون تُشكك ، وقلوب تُخون ، ولُحى تُكفر تتراجع الكتابة فى بلد علّم العالم التدوين والنقش على الحجر منذ ثلاثة آلاف سنة .

 

" نون ، والقلم وما يسطرون " هكذا أقسم الله بالقلم فى كتابه الكريم ، لكننا لم نحترمه ، لم نوقره .  نظرنا إليه شذرا ، وكسر بعضنا أقلام بعض ، ودفنّا مبدعينا أحياء وأغلقنا عليهم مقابرهم .

 

حكى لى بعض الأدباء والكتاب الكبار كيف ماتوا عشرات المرات اهمالا ونسيانا وتجاهلا من بلد ليس فيه اتحاد كتاب حقيقى ، ولا نقابة صحفيين قوية ، ولا تجمع واحد لأصحاب القلم يمكن أن ينصفهم عندما ينساهم الناس ، أو يتقدم بهم العمر .

 

 حكى لى آخرون كيف عرفت الشيخوخة طريقها إليهم و هدهم المرض واكتفت الدولة بمعاشات ضئيلة تمنح للمتقاعدين ، فصاروا يبحثون عن عمل ما يكفيهم أقوات أسرهم ، أو علاجا "مؤقتا " يخفف آلامهم . كيف دار بعضهم على المستشفيات الخاصة فلم يدخلوا فقرا ، وبؤسا ، وانتظروا حتى تحتضنهم رحمة الموت .

 

أى وطن هذا الذى يحتفى بقدم لاعب كرة ، وينسى رأس مفكر ! أى دولة تلك التى تُعالج راقصة على نفقتها وتُهمل روائى !

 

أى مُرشحين رئاسة هؤلاء الذين يؤسسون صلحا بين شخصيتين رياضيتين ولا يقدمون دعما ماليا لانشاء صندوق لحماية وتأمين الصحفيين الميدانيين !

 

 أى شعب ذلك الذى يهتم باثبات نسب أطفال ممثلة ما ، ولا يلتفت لموت أديب عالمى عظيم مثل ماركيز !

 

ما كل هذا الظلام ؟ ما كل هذا الفقر المعرفى ؟ وما كل هذا النُكران لمن حمل قلما وخط كلمة وقال رأيا أو ترك ابداعا؟  ما أفلح قومٌ نسوا مُبدعيهم ، وما نهضت دولة لا تحتفل بحرية الكلمة. والله أعلم .

 

 

مصطفى عبيد

mostafawfd@hotmail.com  

 
 

No comments:

Post a Comment