المؤتمر الشعبي اللبناني
مكتب الإعلام المركزي
إحتفال حاشد لمجلس بيروت في المؤتمر الشعبي في الذكرى الرابعة والستين لقيام ثورة 23 يوليو
كمال شاتيلا: ألا يحترم الحكام العرب توقيعهم بالحبر على مقرارات قمتهم في الوقت الذي يوقع الفلسطنيون بالدم
النظرية الناصرية وفي قلبها العروبة الحضارية حمت الوحدات الوطنية للأقطار وحققت الوحدة الشعبية العربية
العميد حمدان: ثورة 23 يوليو ستبقى مثلاً ومثال ومنارة خالدة في ظل الظروف التي تعيشها أمتنا العربية
خواجة: المبادئ التي أرستها ثورة يوليو ما تزال متقدة وهاجة وإنجازاتها لا تعد ولا تحصى
مطران: خلاص الأمة يكون بالعودة إلى فكر عبدالناصر الذي جسد الأمل وشكل مشروعاً نهضوياً
أقام مجلس بيروت في المؤتمر الشعبي اللبناني إحتفالاً في الذكرى الـ 64 لقيام ثورة 23 يوليو الناصرية في مركز توفيق طبارة حضرها حشد من الشخصيات تقدمهم الرئيس حسين الحسيني، أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين- المرابطون العميد مصطفى حمدان، منسق عام تجمع اللجان والروابط معن بشور، عضو المكتب السياسي في حركة أمل محمد خواجة، المستشار الإعلامي في السفارة الفلسطينية خالد العبادي، السيدة سوسن عسيران ممثلة المجلس النسائي اللبناني، وممثلين عن الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية.
قدم الندوة مدير المركز الوطني للدراسات عدنان برجي الذي رحب بالحضور، وأكد على أن إحياء الذكرى ال64 لقيام ثورة 23 يوليو يأتي في إطار التمسك بالمبادئ الوطنية والقومية التي وضعها جمال عبدالناصر في التحرر والعدالة الإجتماعية والوحدة.
ثم كانت كلمة لعضو المؤتمر القومي العربي المحامي إلياس مطران الذي أكد أن ثورة 23 يوليو كانت وما زالت النجم المضيئ في الأمة العربية بالرغم من كل المشاكل التي تعانيها هذه الأمة. فهذه الثورة بقيادة الرئيس جمال عبدالناصر وحدت الأمة خلف قضية فلسطين لتحريرها، ووطدت العلاقات الأخوية العربية، ورفضت الإعتراف بالكيان الصهيوني حتى بعد هزيمة 1967، وحملت إلى المجتمع العربي الوحدة والتسامح والعيش المشترك، مشدداً على أن ما تعيشه اليوم الأمة هو نتيجة للنهج الساداتي المنهزم الذي إنقلب على مبادئ عبدالناصر وجلب التخلف والتبعية والإستعمار الجديد والإرهاب التكفيري والتمزق الإجتماعي والفقر والتخلف. فعبدالناصر أعطى للشعب العربي الأمل والطموح وأعاد له الكرامة، وأطلق مشروعاً للتحرر على مستوى العالم.
وأضاف: في ظل كل ما تعيشه الأمة، فإن الخلاص يكون بالعودة إلى نهج ومشروع جمال عبدالناصر الذي جسد الأمل، وشكل مشروعاً حيوياً ونهضوياً بالتحرر والإستقلال ومحاربة الصهيونية ورفض التطبيع، مؤكداً أن هذه المسيرة لن تتوقف حتى تحقيق النصر والوحدة والحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية.
ثم تحدث عضو المكتب السياسي في حركة أمل محمد خواجة الذي أكد أن المبادئ التي أرستها ثورة يوليو ما تزال متقدة وهاجة وإنجازاتها لا تعد ولا تحصى وحولت مصر إلى دولة رائدة وقائدة لحركات التحرر في آسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية، مشدداً على أن المشروع الناصري إرتكز على بُعد عالمي داعم للشعوب المستضعفة الحالمة بالإنعتاق من نير الإستعمار والتبعية، وبُعد قومي هادف لتوحيد العرب وتجميع طاقاتهم لتحرير فلسطين في إطار التضامن العربي الذي تغير مفهموه في يومنا هذا وتحول لمناهضة قوى المقاومة والتطبيع مع إسرائيل وإختلاق عداوات وهمية مع دول أخرى كإيران التي يجب إجراء حوار عربي معها لحل المشاكل الثانوية كما يدعو دائماً الرئيس نبيه بري. وبُعدٌ وطني مصري من خلال بناء دولة العدل والسيادة الحقيقية فتم تأميم قناة السويس وبناء السد العالي وتوفير قاعدة صناعية متطورة وتوزيع الأراضي على الفلاحين.
وشدد على أنه في الذكرى الرابعة والستين لثورة يوليو، فإن القوى العروبية والناصرية مطالبة بتوحيد الصفوف والعمل الجاد لتطوير الخطاب القومي بما يتلاءم مع تحديات الحاضر والمستقبل وليكون بديلاً لمشاريع الفدرلة والتطييف والمذهبية والإنقسامات، خاتماً بتوجيه التحية لروح القائد الخالد جمال عبدالناصر وإلى أرواح كل الشهداء الذين سقطوا على دروب فلسطين ومحاربة العدو الصهيوني.
ثم تحدث أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين- المرابطون العميد مصطفى حمدان الذي وجه التحية لروح الرئيس الخالد جمال عبدالناصر، شاكراً المؤتمر الشعبي اللبناني على دعوته مؤكداً أنه أحد أبناء الناصرية وإتحاد قوى الشعب العامل مطالباً الشباب العربي بإستخدام وسائل التواصل الحديثة لإنشاء جيش إلكتروني ناصري للتعريف بالفكر الناصري لأنه الثروة الحقيقية للأمة العربية وطريق خلاصها الوحيد، ويشكل أهم وأصلب عقيدة سياسية وإجتماعية على صعيد العالم.
وأضاف: إن ثورة 23 يوليو الناصرية ستبقى مثلاً ومثال ومنارة خالدة في ظل الظروف التي تعيشها أمتنا العربية، وسنبقى متمسكين بمبادئها وثوابتها الثورية في مواجهة مشاريع التقسيم والتفتيت والبؤر المذهبية والطائفية المصنوعة أميركياً وصهيونياً، مؤكداً أن مصيبة الأمة تكمن بالأخوان المتأسملين التي إنتقلت مرجعيتهم من المستعمر البريطاني إلى المستعمر الأميركي الصهيوني، داعياً كل القوى العروبية للتوحد لتحرير الأمة ومواجهة الرجعية العربية، ومؤكداً أن الإنتصار لا يتحقق إلا بتوحيد نقاط القوى في مصر وسوريا وحماية الأمن القومي للأمة العربية، موجهاً التحية لأبطال الجيشين السوري والمصري لأن إنتصار هذين الجيشين العربيين سيؤدي لنهضة قومية عربية تعادي من يعاديها وتصادق من يصادقها.
ثم كانت قصيدة في المناسبة للشاعر الأمير طارق آل ناصر الدين مما جاء فيها:
ماذا أقول لهم؟ أتى الأحباب ليعيدوك... ودون وجهك باب
سموه موتاً أو غياباً صحت لا أنت الحضور هنا ونحن غياب
يزداد حبك بعد كل مصيبة فالحب يكبر والحبيب مصتاب
ختام الكلمات كانت مع كلمة رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا الذي وجه التحية للرئيس حسين الحسيني القامة الوطنية الكبيرة، وللحاضرين في هذه المناسبة وكل الذين شاركوا في إحتفالات مؤسسات المؤتمر الشعبي في مختلف المناطق اللبنانية لأن في ذلك دليل وفاء لمبادئ جمال عبدالناصر وللعروبة، مبدياً أسفه لتواضع مستوى الإحتفالات التي جرت في المناسبة في مصر والتي لم تكن على مستوى الحدث التاريخي الكبير والقيم التي أرستها هذه الثورة، داعياً لإعادة النظر في كتاب التاريخ المصري لأنه في عهدي أنور السادات وحسني مبارك تم حذف جزء كبير من مضمون هذا الكتاب المتعلق بثورة 23 يوليو وقضية فلسطين.
ورأى: إن الحملات التي تستهدف الفكر الناصري أو النظرية هدفها أن لا يبقى جمال عبدالناصر نموذجاً ومثالاً ورمزاً للأجيال التي لم تعاصره، لذلك يقال عنه أنه كان قائداً لمرحلة إنتهت أو قائداً سياسياً وطنياً وقومياً ولم يكن مفكراً ولم يكن يمتلك نظرية بل أفكاراً جمعها وإستنبط منها التجربة، وهذا ما تنافيه الحقيقة. فالنظرية الناصرية قائمة على المبادئ الستة لثورة 23 يوليو، وكتاب فلسفة الثورة، والميثاق الذي صدر في العام 1962 الذي شكل الأساس الفكري والعقائدي للنظرية الناصرية وبيان 30 مارس الذي صدر بعد نكسة 1967 والجانب الفكري في خطب جمال عبدالناصر إضافة للتجربة والواقع الذي كانت تعيشه مصر قبل الثورة.
وأضاف: إن الخطر الأكبر بالنسبة للإستعمار الصهيوني هو بقاء النظرية الناصرية وفي قلبها العروبة الحضارية للأجيال القادمة لأن هذه النظرية أثبتت التجارب التي عاشتها وتعيشها الأمة العربية بعد رحيل عبدالناصر صحتها. فتجربة العصبيات القطرية التي حلت بديلاً عن التجربة الناصرية ماذا حصدت؟ أين التنمية بعد أربعين عاماً من الإنقلاب على القومية العربية والتحول للتعبية الأجنبية والإنصياع لتعليمات البنك الدولي؟ في الوقت الذي كان فيه النمو في مصر عام 1968 بحسب تقارير البنك الدولي 6% علماً ان جزء كبير من الإقتصاد المصري كان موجه للإنتاج الحربي بعد النكسة، داعياً للتمسك بالثوابت التي وضعتها الناصرية وعلى رأسها الوحدة العربية في إطار تكاملي لا إندماجي.
وحول القمة العربية، قال شاتيلا: من حيث الشكل نستغرب هذا التكبر الذي أظهره الرؤساء والملوك العرب بعدم الذهاب إلى قمة موريتانيا لعدم وجود مقرات مناسبة لإستضافة الوفود العربية، متسائلاً هل المطلوب أن يجوع الشعب الموريتاني لبناء القصور الفخمة لإستضافة الملوك والرؤساء العرب؟ وهل الحكام العرب بنوا قصورهم من الصناعات الوطنية والتنمية في دولهم أم من عائدات البترول؟ وكيف يجرؤ وزير الصحة اللبناني على القول أن الوفد اللبناني لن يقيم في موريتانيا لأنها تفتقد لأبسط المعايير الصحية، وكأن الوضع الصحي في لبنان ممتاز؟ أما من حيث مضمون القمة ألم يتساءل أمين عام الجامعة العربية ورؤساء الوفود العربية لماذا لم تطبق مقررات قمة شرم الشيخ وخاصة المتعلقة بفلسطين والقوة العربية العسكرية المشتركة الموجهة ضد إسرائيل والسوق العربية المشتركة، وتعديل نظام الجامعة العربية إلى نظام إتحادي؟ ألا يحترم هؤلاء الرؤساء والملوك توقيعهم بقلم الحبر في الوقت الذي يوقع الفلسطينيون بالدم؟ وما هي قيمة هذا التوقيع إذا لم يطبق ما تم الإتفاق عليه؟ مستغرباً كيف لا يتم التطرق لمشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يفتك بالأمة العربية بكلمة واحدة في البيان الختامي للقمة، مشدداً على أهمية التضامن العربي في مواجهة إسرائيل.
وختم: إن القومية العربية في عهد عبدالناصر حمت الوحدات الوطنية للأقطار العربية وحققت الوحدة الشعبية العربية وسادت عقيدة أن علاقة الدول العربية مع الغرب تتمحور على قاعدة "نصادق من يصادق ونعادي من يعادينا"، بينما نحن اليوم نسعى لحماية الوحدات الوطنية لكل قطر عربي، داعياً لتعزيز العلاقات مع دول الجوار وخاصة إيران وتركيا وأثيوبيا على قاعدة عدم التدخل السلبي المتبادل في الشؤون الداخلية.
------------------------- 29/7/2016
Email: info@al-mawkef.com – info@kamalchatila.org بيروت – برج أبو حيدر – بناية شاهين – ط8/ص.ب: 7927/11 – هاتف: 305627 – 307287/01 فاكس: 312247/01
No comments:
Post a Comment