المكتبة القومية
من فلسفة الثورة حمال عبد الناصر
فلسفة الثورة كاملا
http://elw3yalarabi.org/modules.php…
يقول جمال عبد الناصر في سفره الرائع "فلسفة الثورة" واصفا تصوراته قبل الثورة "لقد كنت اتصور قبل 23 يوليو أن الأمة متحفزة متأهبة ، وانها لا تنتظر إلا طليعة تقتحم امامها السور، فتندفع الأمة وراءها صفوفاً متراصة منتظمة تزحف زحفاً مقدساً إلى الهدف الكبير .. وكنت أتصور دورنا على انه دور طليعة الفدائيين ، وكنت أظن أن دورنا هذا لا يستغرق أكثر من بضع ساعات ، ويأتي بعدها الزحف المقدس للصفوف المتراصة المنتظمة إلى الهدف الكبير، بل لقد كان الخيال يشط أحياناً فيخيل إلي أني أسمع صليل الصفوف المتراصة واسمع هدير الواقع الرهيب لزحفها المنظم إلى الهدف الكبير ، اسمع هذا كله ويبدو في سمعي ، من فرط ايماني به حقيقة مادية ، وليس مجرد تصورات خيال"
وهو بلا شك ما يمثل الأمل الذي يسبق الثورات، حيث تعيش الشعوب على هذا الامل بما يكفي ان يهيأ لها ان الثورة بمجرد قيامها ستدخل الشعوب الى الجنة الموعودة دون حساب.
--------------------
ماوجده من واقع بعد الثورة
يقول جمال "ثم فاجأني الواقع بعد 23 يوليو … قامت الطليعة بمهمتها ، واقتحمت سور الطغيان ، وخلعت الطاغية ، ووقفت تنتظر وصول الزحف المقدس للصفوف المتراصة المنتظمة إلى الهدف الكبير ..وطال انتظارها .. لقد جاءتها جموع ليس لها آخر .. ولكن ما ابعد الحقيقة عن الخيال ..!
كانت الجموع التي جاءت اشياعاً متفرقة ، وفلولاً متناثرة ، وتعطل الزحف المقدس إلى الهدف الكبير، وبدت الصورة يومها قاتمة مخيفة تنذر بالخطر .. وساعتها أحسست وقلبي يملؤه الحزن وتقطر منه المرارة أن مهمة الطليعة لم تنته في هذه الساعة ، وإنما من هذه الساعة بدأت … كنا في حاجة إلى النظام ، فلم نجد وراءنا إلا الفوضى … وكنا في حاجة إلى الاتحاد ، فلم نجد وراءنا إلا الخلاف .. وكنا في حاجة إلى العمل ، فلم نجد وراءنا إلا الخنوع والتكاسل".
وقد رأينا جميعا الاحباطات التي اعقبت الانتفاضات العربية والتعثر الذي جابهته نتيجة الفجوة ما بين الحلم والواقع ونتيجة التصور الجمعي المستعد نفسيا للعمل ولكنه اصطدم بتحديات تفوق تصوره وتجعل عمله ليس مجرد كفاح وانما اقرب لجهاد في معركة.
ويضيف جمال ايضا "وذهبنا نلتمس الرأي من ذوي الرأي ، والخبرة من أصحابها … ومن سوء حظنا لم نعثر على شيء كثير … كل رجل قابلناه لم يكن يهدف إلا إلى قتل رجل آخر !
وكل فكرة سمعناها لم تكن تهدف إلا إلى هدم فكرة اخرى ! ولو أطعنا وسمعنا ، لقتلنا جميع الرجال وهدمنا جميع الافكار ، ولما كان لنا بعدها ما نعمله إلا أن نجلس بين الاشلاء والانقاض نندب الحظ البائس ونلوم القدر التعس
فلسفة الثورة كاملا
http://elw3yalarabi.org/modules.php…
يقول جمال عبد الناصر في سفره الرائع "فلسفة الثورة" واصفا تصوراته قبل الثورة "لقد كنت اتصور قبل 23 يوليو أن الأمة متحفزة متأهبة ، وانها لا تنتظر إلا طليعة تقتحم امامها السور، فتندفع الأمة وراءها صفوفاً متراصة منتظمة تزحف زحفاً مقدساً إلى الهدف الكبير .. وكنت أتصور دورنا على انه دور طليعة الفدائيين ، وكنت أظن أن دورنا هذا لا يستغرق أكثر من بضع ساعات ، ويأتي بعدها الزحف المقدس للصفوف المتراصة المنتظمة إلى الهدف الكبير، بل لقد كان الخيال يشط أحياناً فيخيل إلي أني أسمع صليل الصفوف المتراصة واسمع هدير الواقع الرهيب لزحفها المنظم إلى الهدف الكبير ، اسمع هذا كله ويبدو في سمعي ، من فرط ايماني به حقيقة مادية ، وليس مجرد تصورات خيال"
وهو بلا شك ما يمثل الأمل الذي يسبق الثورات، حيث تعيش الشعوب على هذا الامل بما يكفي ان يهيأ لها ان الثورة بمجرد قيامها ستدخل الشعوب الى الجنة الموعودة دون حساب.
--------------------
ماوجده من واقع بعد الثورة
يقول جمال "ثم فاجأني الواقع بعد 23 يوليو … قامت الطليعة بمهمتها ، واقتحمت سور الطغيان ، وخلعت الطاغية ، ووقفت تنتظر وصول الزحف المقدس للصفوف المتراصة المنتظمة إلى الهدف الكبير ..وطال انتظارها .. لقد جاءتها جموع ليس لها آخر .. ولكن ما ابعد الحقيقة عن الخيال ..!
كانت الجموع التي جاءت اشياعاً متفرقة ، وفلولاً متناثرة ، وتعطل الزحف المقدس إلى الهدف الكبير، وبدت الصورة يومها قاتمة مخيفة تنذر بالخطر .. وساعتها أحسست وقلبي يملؤه الحزن وتقطر منه المرارة أن مهمة الطليعة لم تنته في هذه الساعة ، وإنما من هذه الساعة بدأت … كنا في حاجة إلى النظام ، فلم نجد وراءنا إلا الفوضى … وكنا في حاجة إلى الاتحاد ، فلم نجد وراءنا إلا الخلاف .. وكنا في حاجة إلى العمل ، فلم نجد وراءنا إلا الخنوع والتكاسل".
وقد رأينا جميعا الاحباطات التي اعقبت الانتفاضات العربية والتعثر الذي جابهته نتيجة الفجوة ما بين الحلم والواقع ونتيجة التصور الجمعي المستعد نفسيا للعمل ولكنه اصطدم بتحديات تفوق تصوره وتجعل عمله ليس مجرد كفاح وانما اقرب لجهاد في معركة.
ويضيف جمال ايضا "وذهبنا نلتمس الرأي من ذوي الرأي ، والخبرة من أصحابها … ومن سوء حظنا لم نعثر على شيء كثير … كل رجل قابلناه لم يكن يهدف إلا إلى قتل رجل آخر !
وكل فكرة سمعناها لم تكن تهدف إلا إلى هدم فكرة اخرى ! ولو أطعنا وسمعنا ، لقتلنا جميع الرجال وهدمنا جميع الافكار ، ولما كان لنا بعدها ما نعمله إلا أن نجلس بين الاشلاء والانقاض نندب الحظ البائس ونلوم القدر التعس
No comments:
Post a Comment