Monday 23 September 2019

{الفكر القومي العربي} ظاهرة الثنائيات في الإعلام المصري (1) .. مصطفى بكري وأخوه الصغير محمود بكري

ظاهرة الثنائيات في الإعلام المصري (1) ..
مصطفى بكري وأخوه الصغير حلاوة.. قصدي محمود بكري..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد مصطفى بكري (الشهير بمصطفى بكري) وأخوه محمود جايين القاهرة من الصعيد، وتحديدا من محافظة قنا..
ورغم الأصل الصعيدي لمصطفى بكري، إلا إنه لما اترشح لمجلس الشعب في العشرين سنة الأخيرة كان دايما بيترشح في دايرة حلوان بالقاهرة.. واللي كان بيعلنه إنه حقق شعبية كبيرة في حلوان ويستحق ان يكون مرشحها.. لكنه لا يذكر طبعا السبب الحقيقي وهو انه لا يستطيع أن يرشح نفسه في بلده بقنا..
لأنه من أسرة من "الخدامين"..
وهذا هو الاسم المؤدب الذي يطلق على أسر العبيد والموالي في الصعيد اليوم ، اللي رغم تحررهم من العبودية والرق بحكم القانون لا يزالون في مكانة اجتماعية أقل من سادتهم السابقين، ولم يرفعهم تحررهم من مرتبة العبيد إلا إلى مرتبة الخدم، فلا يمكن لأحدهم أن يطمع في أن يكون نائبا عن أسياده في البرلمان..
طبعا أنا أرفض العبودية والاسترقاق وأرفض تمييز إنسان على آخر، وأؤمن إن كل البشر سواء في الحقوق والواجبات.. لكن لازم نبين السياق الاجتماعي اللي أثر بشدة على الشاب محمد مصطفى بكري، مواليد عام 1956..
ففي نشأة كهذه لم يكن غريبا أن يفعل الابن مصطفى كل شيء، من أجل المال والنفوذ، لعله يتحرر من عقدة "العبودية".. (والكلام ينطبق على أخوه أيضا)..
فلم يتورع عن العمل مخبرا للجهات الأمنية وهو طالب في جامعة أسيوط في السبعينيات، وسط الناصريين، وغيرهم .. وظهر تعاونه مع الأمن في انتفاضة يناير 1977م..
وفي الثمانينيات.. دفعوه نحو خالد عبد الناصر وتنظيم "ثورة مصر"، التنظيم الذي أرعب الاسرائيليين والأمريكان، وكان الهدف ان يجمع أي قدر من المعلومات، حتى إنه قد ألف كتابا عن التنظيم..
وفي المجال الصحفي توجه بكري رغم ناصريته المعلنة، ليعمل مع مخبرين آخرين في جريدة الأحرار، التابعة لحزب الأحرار الليبرالي، الذي لمؤسسه كامل مراد، الضابط السابق، ملف أسود في مجال التطبيع مع العدو الصهيوني..
وفي النصف الثاني من التسعينيات كافأ نظام مبارك مصطفى بكري بمنحه رخصة جريدة الأسبوع، وافتتحها رئيس الوزراء بنفسه آنذاك، في مقرها الضخم بوسط البلد، رغم ان بكري كان يرتدي ثياب المعارض النزيه عالي الصوت.. حتى أن عادل إمام اختاره في فيلمه "السفارة في العمارة" كممثل للتيار المصري الرافض للتطبيع.. وحتى اليوم لم يسأل أحد مصطفى بكري عن مصدر الأموال التي اسس بها الجريدة ومقرها..
لم يتورع بكري عن العمل مع أي أحد وكل أحد من أجل المال..
فمن "الخدمات الخاصة" التي كان بقدمها للأميرة الخليجية الشاذة إياها وصاحباتها..
إلى كوبونات نفط صدام حسين..
إلى الملايين من القذافي، وسبوبة قناة الساعة..
ثم سبوبة "اتحاد القبائل العربية" التي أسسها الليبي أحمد قذاف الدم في مصر، ويشارك مصطفى بكري في قيادتها حاليا، رغم انه كما قلنا لا ينتمي للقبائل العربية، بل هو بالمفهوم القبلي من "الموالي" ..
حتى المقاومة الإسلامية في لبنان قلبهم مصطفى بكري بقرشين، لما اشتغل مدير لمكتب قناة المنار بالقاهرة لسنوات..
والظريف أنه حين تم الكشف عن قضية خلية حزب الله عام 2008 ، ذهب محمود بكري لسلم نقابة الصحفيين بوسط القاهرة، وأخرج ورقة من جيبها ومزقها في حماسة ووطنية أمام الناس، وقال انها العقد الذي بينه وبين قناة المنار.. وانه لا يمكن ان يعمل مع من يهدد بلده.. الظريف هنا ان مصادر في حزب الله والقناة أكدت أنه الأخوين بكري لم يعملا معهم بعقد مكتوب مطلقا، وأن محمود بكري ربما يكون قد مزق ورقة طلبات من السوق كتبته لها زوجته ..
مصطفى رجل أعمال ناجح يمكن ان يعمل مع أكتر من جهة في نفس الوقت، ولو كانوا متخاصمين، فلا يهم ان كان القذافي وحزب الله وصدام حسين لا يمكن جمعهم في مجال السياسة، فقد جمع مصطفى بكري بينهم، وجمع دولاراتهم في جيبه..


No comments:

Post a Comment