Friday 27 July 2012

{الفكر القومي العربي} [Arabic] KOL eBulletin - 27 July 2012

كنعان النشرة الألكترونية

Kana'an – The e-Bulletin

السنة الثانية عشر العدد 2955

27 تمّوز (يوليو) 2012       

في هذا العدد:

إغواء الجزيرة، فضائيات القنص: رسالة إلى عبد الستار قاسم، عادل سمارة.

عندما يلعب تلامذة هنري برنار ليفي بورقة الجولان، إبراهيم علوش.

ليبيا:

·       أين تذهب أموال النفط؟ مصباح العوامي.

·       قراءة في كتاب "الحرب دون أن نحبّها: يوميات كاتب في قلب الربيع الليبي" لمؤلفه برنار هنري ليفي، مراجعة خليل صويلح.

* * *

 

إغواء الجزيرة، فضائيات القنص

رسالة إلى عبد الستار قاسم

عادل سمارة

 

خالطني تساؤل إثر مقالة الصديق د. عبد الستار قاسم عن القنص الذي تمارسه فضائيات على حقوق من يقابلنه لحديث او تعليق...الخ. هل تعرّض عبد الستار لقنص ما؟ وربما يكون السؤال، لماذا تأخروا عليه ؟ فالفضائيات وليدة الإعلام في مرحلة الانحطاط الأخلاقي للأنظمة السياسية للدول الراسمالية الغربية الكبرى التي تدير هذا الإعلام وهذا يذكرنا  بملاحظة كتبها ماركس قبل أكثر من قرن ونصف بان "العالم حيث تهيمن عليه علاقات إنتاج نمط الإنتاج الراسمالي أمام أحد خيارين فإما الاشتراكية أو البربرية".

ويبدو ان عالم راس المال الغربي وهو يعيش ازمة اقتصادية مالية جدية قد اطلق كافة شياطين الحفاظ على التراكم بكل ما فيها من بربرية كي لا تتحول الأزمة إلى ازمة اجتماعية وتتهالك الراسمالية. ولعل اهم مناطق نشر البربرية هي الوطن العربي، فمن الطبيعي ان تمثل فضائيات كثيرة لحظة الدخول بل جواز سفر العبور إلى البربرية فيمارسن الانحطاط المالي وهو سيد الانحطاط؟

 

مرضى الأضواء

 

في بعض الأحيان، أشعر أنه أمر طبيعي أن تفعلها هذه الفضائية أو تلك نظراً لتهافت المعلقين والمعقبين والخبراء...كي يظهروا على الشاشات. وكما أعلم فإن قائد أنجزة في رام الله يدفع راتباً شهريا لأكثر من موظف فضائيات كي يطلب منه الحضور على شاشة هو مراسلها.

لعل بريق اللمعان الإعلامي هو اشد أنواع البريق جذباً حيث تنخ له الرجال كما الجمال. وكما أذكر كان مؤسس تجنيد "المأخوذين بحب الأضواء والظهور" مراسل راديو الكيان يونا بن مناحيم. كنت اسمع أن سياسيي ومثقفي "المرحلة" كانوا يستجدونه كي يتحدثوا من راديو  الكيان وخاصة قبل ان تُنعم عليهم أوسلو بفيض من الإذاعات والفضائيات.

 

تجربتي مع اهل الأضواء

 

مثل غيري لي تجربة مع الفضائيات، قد أبدوا للبعض منها ساذجاً  لأنني لم أطلب مقابلاً مالياً. فاعتقادي هو أن الحديث إلى الناس خدمة لا يجب أن نطلب عليها ولا أن نرضى أجرة أو مكافئة فهي جزء من الخدمات التي لا تباع: العلمية  والوطنية والطبقية (اليست مقابلة ضد التطبيع هي خدمة للطبقات الشعبية كي لا تهدي دخلها لسلع الأجنبي العدو) . هي  لا تباع، لأنها خُلقت كقيمة استعمالية لا تبادلية. هذا من حيث المبدأ، وبعيداً عن الاختلاف مع مواقف وتاريخ وارتباطات وأهداف هذه الفضائية أو تلك.

ففي اي وقت يمكن لفضائية أن تطلب لقاء لتعليق على خبر أو لحديث طويل. أما حين تطلب فضائية أو إذاعة لقاء ضمن برنامج متواصل فهذا يصبح كالعمل الجزئي. هذا ما اقترحه علي فارس  صرفندي مراسل قناة العالم مقابل مبلغ عن كل ساعة نقاش، واستمر لبضعة اشهر ثم توقف كبرنامج، وبقيت اتحدث بين فترة وأخرى مجاناً من نفس مكتب العالم لدى محطة السيد ماهر الشلبي. وكما أذكر كانت فضائيات أخريات تغتنم الفرصة طالما الحديث مجاناً فيجرين مقابلات أحيانا عن نفس الموضوع منها أل.بي.سي، ومنها قناة العالم بالإنجليزية

التجربة المالية الطريفة كانت قبل أكثر من خمس سنوات حيث اتصل بي السيد ماهر الشلبي، وكنت اتحدث من محطته كثيرا كما قلت، وقال بأن قناة دبي الاقتصادية تريد أن تشارك في التحليل في مؤتمر صندوق النقد الدولي المنعقد هناك، وذلك لعدة ايام وكل نفاش سيكون ساعة على الأقل مقابل خبراء غير عرب وبالإنجليزية وأن هذه ساعات مدفوعة. وبالفعل تحدثت لساعات طويلة. بل في إحدى المرات طلب مني أن أكتب له الأسئلة التي سوف يسألها لي ولخبيرين أجنبيين وفعلت.

ومنذ أن انتهى المؤتمر وحتى الآن لم تُدفغ الأتعاب وقد كتبت له ولهم رسائل عديدة ولكن لا حياة لمن تنادي. وذات مرة أوصل لي خبرا بأن تلك المحطة اُغلقت! وهو عذر اقبح من ذنب، لأنني لا أعرفهم بل أعرفه.

إثر ذلك رفضت الحديث مع أية فضائية تبث من محطته أو مكتبه.

 

إغواء قناة الجزيرة:

 

في عام 2001 صدر كتابي بالإنجليزية بعنوان وباء العولمة Epedimic of Globlization وبعدها باشهر اتصل بي السيد خالد الحروب واقترح أن تستضيفني الجزيرة في لندن لمناقشة الكتاب وكان المناقش الحروب نفسه والمحرر الاقتصادي لجريدة القدس العربي   يعقوب دواني وهو نفسه كان اسيراً لدى الاحتلال في فترة نهاية الستينات وبداية السبعينات على ذمة الجبهة الشعبية كما كنت أنا. وقد دفعت الجزيرة أجرة الطائرة والإقامة في لندن لبضعة ايام. لم تكن هوية الجزيرة معروفة بعد. ومن الطرافة بمكان أنني رايت شخصية أكثر من واحد من موظفيها عياناً وخاصة السيد أحمد منصور الذي كان متخصصاً لصالح الإخوان المسلمين وضد القومية العربية. وهذا ما كان يثير لدي شكوكاً. ولا زلت اذكر كيف رد عليه المرحوم الراحل حسين الشافعي نائب الرئيس عبد الناصر حيث قال لأحمد منصور: "الله! لما انت متعرفش  بتتكلِّم ليه". المهم أن السيد احمد منصور الشديد التعصب للدين السياسي كان على العشاء بعيداً عن حدود الإسلام! قد يبدو اندهاشي سذاجة، لكن كما اعتقد أن من يُؤمن يجب ان يراعي ما يزعم.

وتدريجياً تكشفت الجزيرة وأذكر أنني كنت اقول لكثير من الأصدقاء بأن هذه المحطة خطرة، ولكن لم تكن الآذان صاغية وخاصة امام القدرة الإخراجية وتوفير مناخات "فشة الخلق" وتغطية عدوان الكيان على جنوب لبنان ورسائل بن لادن لتبث عبرها والتركيز على النساء الجميلات بهدف...الخ. ولكنني كنت قد عرفت أن معظم كوادرها الأول كان في بي.بي.سي البريطانية!

أذكر حينما كانت تبث الجزيرة حلقات شاهد على العصر مع السيد أحمد جبريل، سمعته وقد أورد نقطة ليس كما كانت عملياً هنا في الأرض المحتلة وذلك في شهر كانون أول 1967 وكنت أحد مسؤولي الجبهة الشعبية والتي كانت تضم جماعة جبريل وتضم ابطال العودة وشباب الثأر عن القوميين العرب، وكذلك جماعة السيد أحمد زعرور، وذلك قبل الانشقاق المتعدد في الجبهة الشعبية حيث خرجت الديمقراطية وجبهة التحرير الفلسطينية بقيادة السيد جبريل لتأخذ اسم القيادة العامة. فقد اتصلت بالجزيرة كي أصحح المعلومة، فحددوا يوما لأرد على بعض النقاط التي لا اتفق فيها مع السيد أحمد جبريل. لكن كانت الشكوك بالجزيرة قط تراكمت لدي. وتوصلت لقناعة بأن هدفهم ليس الحقيقة بل إحراج الرجل. وفي موعد الاتصال لم أرد لا على الخلوي ولا على الأرضي لا أنا ولا أحد من الأسرة. والتعليق كان بشان عملية مطار اللد التي على إثرها اثرها اعلنت الجبهة الشعبية 11-12-67 واعتقلنا إثر العملية.

بعد العدوان على غزة اتصل بي شخص كما أذكر اسمه خالد أو عمرو اليشرطي وقال بأنه مساعد فيصل القاسم وبأن لديهم حلقة عن التنمية في الوطن العربي لبرنامج الاتجاه المعاكس وبالتالي فأنا مدعو إلى الدوحة للمشاركة. ولكن حينها كنت على يقين بخطورة الجزيرة لا سيما وأن السيدة الصهيونية تسيفي ليفني كانت ضيفة بترحاب عالٍ في قطر، كما أن شمعون بيرس تربع على شاشة الجزيرة اربعين دقيقة متواصلة وهو يبين "شرعية" تدمير غزة خلال القصف. وبالمناسبة لا أدري اليوم كيف تصبح الدوحة دوحة للسيد مشعل بديلا لدمشق! أفهم جيداً لقاء د. عزمي بشارة مع ليفني وبيرس كاعضاء كنيست، ولكن ماذا عن مشعل وهنية...الخ؟

قلت للرجل، يا عمي أنا لا بعرفك ولا بعرف فيصل ولكن أنا أرفض الحديث على الجزيرة.

يبدو أن الرجل أُخذ بالموقف فتعثر لبضع ثوانٍ ليسأل:

لماذا؟

قلت لأن ليفني وبيرس مقيمان لديكم.

قال: هل هذا آخر ما عندك؟

قلت نعم.

حتى هنا الأمر طبيعي.

بعدها ربما بشهرين اتصلت بي سيدة وقالت: أنا ميساء من الجزيرة، يوجد لك شيك عندنا منذ بضعة اشهر.

قلت على ماذا أنا لم أحضر على شاشتكم؟

قالت تحدثنا معك على الهاتف عن الاقتصاد في الضفة والقطاع.

قلت ولكن لم نتحدث عن فلوس!

كان ذلك قبل الاتصال للاتجاه المعاكس بعدة اشهر حيث سألني أحدهم على الهاتف لأعلق على حدث اقتصادي  وأنا أمشي في الشارع، وبالطبع أجبت دون أنتباه.

قلت للسيدة طنشي الموضوع.

 قالت نحن ندفع للجميع ما عدا الوزراء

قلت أنا لست وزيراً بل فقيرا وعاطل عن العمل ولن استلم فلوساً.

نقطة نقاشي هنا، هل كان الهدف أن أتورط في أخذ الشيك لأبدو كمن يقبض منهم سراً رغم أنه رفض الحديث على القناة علانية؟ أليس هذا شكلاً من أشكال الإيقاع بالناس؟ هذا الخوف تأكد بعد افتضاح الجزيرة في الفبركات ضد ليبيا وخاصة بعد خلع القفازات ضد سوريا والذي بدأ انكشافه بعد تورط عزمي بشارة كما اتضح في مقطع فيديو ليكون ذلك قمة جبل الجليد. اليس تعبيراً جميلاً جبل جليد في صحراء الخليج القائظة! هذا يحتاج خيال المتنبي.

أنا لا أدين من يأخذوا مقابل أتعابهم، فلكل امرىء نهجه. بل في لقاءاتي مع فضائية المنار ولقاءاتي الحالية مع السورية أرفض حتى أن يدفعوا لي وقود سيارتي التي آتي بها من القرية لأنها قنوات مقاومة وممانعة. وحتى القنوات النظيفة الأخرى مثل القدس وفلسطين اليوم، ففي معظم الأحيان أدفع الوقود من جيبي.

اتصلت معي منذ ربما ستة اشهر مراسلة بي .بي . سي, فقلت لها، هذه القناة جزء من العدوان على القطر العربي السوري ولذا أرفض التحدث لديكم، وهذا ما اجبت عليه صحيفة القدس المقدسية مرات بانكم صحيفة تقف مع تدمير سوريا لصالح الولايات المتحدة وقطر والسعودية وتركيا وقوى الدين السياسي، لذا لن اتحدث إليكم كان آخر اتصال من الجريدة يوم 26 تموز 2012 من قبل محرر من عائلة البرغوثي.

من طرائف هذا المجال أن راديو عُمان دأب لأكثر من عامين على أخذ تعليق اقتصادي مني عن الأرض المحتلة وذلك بمقابل لأنه كان كل اسبوع تقريباً. وحينما بدأ الحراك في سوريا وبدأ يتضح سريعاً امتطاء الثورة المضادة  للحراك في سوريا كنت حتى قبل الحراك ضد ما يمكن أن يحصل في سوريا وفي إيران ليس لأني ضد الإصلاح، ولكن لأنني كنت أتوقع أنه سيكون فرصة لضرب المقاومة والممانعة. هذا مع أنني منذ عام 1975 وأنا أنتقد النظام في سوريا حتى عشية ما حصل في سوريا. لكنني في هذه المرحلة أدرك أن المعركة على الوطن وليس على الحريات. وهذا ما قلته في نقاش حصل في رام الله قبل أن يبدأ أي حراك في سوريا لانه في هذه الفترة سيكون فرصة  اندساس للغرب الرأسمالي وأنظمة النفط المفخخ.

بعد أن قام نظام عمان بمواجهة المحتجين وأجرى بعض الإصلاحات، اتصل معي أخ من المحطة وقال نريد أن نتحدث معك عن ما يجري في سوريا وعن الإصلاحات في عُمان.

شعرت بضرورة الحرص على الرجل لأن جميع من كانوا يتحدثون معي للتقرير الاقتصاد الذي كنت القيه بصوتي كانوا مهذبين ولديهم نفس عروبي. قلت له يا أخي إذا تحدثت سوف انتقد نظام عمان وأدافع عن سوريا، وهذا سوف يؤثر عليك أنت، لذا، لا تتصل. طبعاً كنت أعلم أنهم سيوقفوا تلك الفلوس القليلة مقابل تحليلاتي وهذا ما حصل فعلاً.

لذا، معذرة من الكتاب الذين لا يقبضون وإنما يكتبون لصالح قطر والسعودية وتركيا وامريكا وفي النهاية لصالح الكيان معتقدين بسذاجة  انهم يطالبون بالحرية لدمشق الشام ، واعتقد انهم بحاجة لتدقيق التهديف. فهؤلاء عكس من يكتبون ليقبضوا، يعيش ليقبض!

لا غرابة إذن يا صديقي عبد الستار ان يسرقك البعض وعليك ان تتوقع المزيد انا اعلم انك لست اشتراكيا ولكنها البربرية!

( *** )

عندما يلعب تلامذة هنري برنار ليفي بورقة الجولان

د. إبراهيم علوش

 

فليسمح لي الساسة والكتاب الوطنيون في سورية، وأنصارها العرب، وهم كثر بالمناسبة، أن أتناول مسألة قد تبدو بديهية بالنسبة لهم، ولكنها كثيراً ما تستخدم في الخطاب التحريضي ضد سورية في الشارع العربي، خاصة منذ بداية حركة الإرهاب والعصيان المسلح المدعومة من حلف الناتو وأذنابه، كما سبق أن أثبتنا عبر أكثر من وثيقة وتقرير غربي.

 

تلك المسألة هي مسألة الجولان.  إذ كثيراً ما تسمع من يرد علينا، عندما نشير أن سورية تحتضن المقاومات ونهج المقاومة، ولم تنجر كغيرها للتطبيع مع العدو الصهيوني وعقد المعاهدات معه – ذلك التطبيع وتلك المعاهدات التي اتخذت مشروعية انتخابية وإسلاموية بعد "الربيع العربي"- أن القيادة السورية، على ما زعموا، لم تطلق طلقة واحدة من الجولان عبر أربعين عاماً، وأن جبهة الجولان هي الأهدأ بين جبهات الصراع العربي-الصهيوني، الخ…

 

والغريب أن من يثير مثل تلك الدعاية المغرضة لا يسأل قط عن موقف من يسميهم البعض "ثواراً سوريين" من تحرير الجولان، حتى على المستوى السياسي، ولمّ يتجاهلونه في برامجهم، ولمَ لا يوجهون أسلحتهم تجاه العدو الصهيوني، إذا كانوا ضده لهذه الدرجة، بديلاً من توجيهها ضد أخوتهم السوريين (ومجندي جيش التحرير الفلسطيني)، ولمّ يعادون المقاومة اللبنانية التي هزمت العدو الصهيوني مرتين، ولمَ صرح صدر الدين البيانوني، المراقب العام السابق للإخوان المسلمين، أنه مستعد لعقد السلام مع "إسرائيل"، التي اعتبرها موجودة، ولمَ يمارس قادة "الثورة" السورية التطبيع العلني المفضوح مع اللوبي الصهيوني، ومع الإمبريالية الأمريكية والأوروبية، راعية الكيان الصهيوني وصانعته، ولمَ قبلوا بالصهيوني الكبير هنري برنار ليفي قائداً سياسياً ومرشداً روحياً ل"ثوراتهم"؟!  ولمَ… ولمَ… ولمَ… ومن المؤكد أن القارئ اللبيب يستطيع أن يضيف عشرات الأسئلة/ الردود هنا.

 

بالرغم من ذلك، وبعيداً عن التشويه المغرض، والنفاق السياسي، والمواقف التي تنبعث منها رائحة البترودولار،  وبعيداً عن دور سورية الواضح في تبني نهج المقاومة، وعن دفعها أغلى الأثمان بسبب ذلك، لا بد أن نعترف أن كثيرين قد التبس عليهم الأمر فيما يتعلق بالجولان وفيما يتعلق بغيره، وأننا لنخطئ، بالأخص في هذه المرحلة، لو تجاهلنا تساؤلات من قد يتأثرون بالتضليل الإعلامي، فالتحريض والتشويه والفتنة أشد من القتل، والمقدمة الضرورية للقتل.

 

بدايةً ليس صحيحاً أن القيادة السورية لم تطلق طلقة واحدة من الجولان منذ أكثر من أربعين عاماً، وها هي حرب تشرين عام 73 – تلك الحرب التي يتم استهداف القيادات العسكرية والأمنية السورية التي اشرفت عليها اليوم بشكل مباشر لمصلحة العدو الصهيوني – تثبت بأن مثل هذا القول هو محض هراء.

 

لكن الإجابة الحقيقية على مسألة جبهة الجولان تتطلب إلماماً بشيء من الجغرافيا السياسية، بالتحديد، إلماماً بميزان القوى الإقليمي في الوعاء الجغرافي الذي يضم سورية.

 

فبعد دخول أنور السادات حقبة الصلح المنفرد مع العدو الصهيوني، وبعد خروج مصر من معادلة الصراع العربي الصهيوني بعد توقيع السادات معاهدة كامب ديفيد، بات صعباً لسورية أن تخوض حرباً تقليدية هجومية ضد العدو الصهيوني.

 

فميزان القوى العسكري والتكنولوجي بين سورية وحدها والكيان الصهيوني المدعوم بأحدث أنواع التكنولوجيا الغربية، وبترسانة حربية ضخمة، وبإمداد مالي إمبريالي كبير، كان سيجعل أي هجوم سوري مباشر عبر جبهة الجولان غير مجدٍ عسكرياً، وكان من ينتقدون سورية اليوم لعدم إشعال جبهة الجولان سينتقدونها لأنها جرت على الأمة هزيمة 67 أخرى…  كما لا يزالون يفعلون مع القائد القومي جمال عبد الناصر، متجاهلين أيضاً دوره في انتصار ثورة الجزائر وتفجير العمل الفدائي عبر قطاع غزة في الخمسينات وكل إنجازاته الأخرى.

 

ولهذا تم رفع شعار "التوازن الإستراتيجي" في تلك المرحلة، لأن خوض حرب هجومية بدون توازن إستراتيجي كان سيكون ضرباً من الرعونة.   كذلك باتت المعادلة الإقليمية أن الحرب التقليدية ليست ممكنة بدون مصر، ولا السلام ممكناً بلا سورية، ولهذا لم تنجر سورية للسلام، أو سمه الاستسلام، كما انجر غيرها، حتى عندما انجر له غيرها، وعندما قدمت اتفاقية أوسلو ذريعةً لذلك، وعندما تدهور ميزان القوى أكثر مع انهيار الاتحاد السوفييتي ودول المنظومة الاشتراكية، فساعدت سورية بذلك على إبقاء ملف الصراع مع العدو الصهيوني مفتوحاً، وفتحت بالتالي مجالاً أكبر لقوى المقاومة لكي تمارس دورها في الصراع.

 

لكن القول: إن الهجوم المباشر التقليدي، بالدبابات والمشاة والطائرات مثلاً، على جبهة الجولان، صار خياراً أكثر تعقيداً، لا يعني أبداً أن الصراع العسكري المباشر ما بين سورية والعدو الصهيوني توقف في غير الجولان.  ونذكر هنا معركة الطائرات الكبرى أبان العدوان على لبنان عام 1982، التي أكدت عدم إمكانية خوض مواجهة تقليدية آنذاك.  أما القوات السورية في لبنان، فخاضت معارك بطولية ضد العدو الصهيوني، من مطار بيروت إلى المصنع على الحدود اللبنانية-السورية، مع تحفظي على تعبير "حدود" بين الدول العربية، خاصة ضمن بلاد الشام، وهي المعارك التي حمت دمشق، ومهدت لانطلاق المقاومة الوطنية اللبنانية.

 

كما أن القول: إن فتح معركة عسكرية تقليدية مباشرة بات إشكالياً من الناحية الاستراتيجية لا يعني أن سورية لم تفتح جبهات غير تقليدية ضد العدو الصهيوني.  فسورية، الدولة المركزية في بلاد الشام، استطاعت أن تفتح أبواب الجحيم على العدو الصهيوني على الجبهتين اللبنانية والفلسطينية، حيثما وجدت قوى لبنانية وفلسطينية مؤهله لحمل مشروع من هذا النوع.

 

وقد استغلت سورية، عن وجه حق قومي، موقعها الجغرافي-السياسي في بلاد الشام، وقوانين التجزئة العربية نفسها، في آنٍ معاً، لدعم المقاومة ضد العدو الصهيوني ومساندتها.  فلو أطلقت طلقة عبر الجولان مثلاً، وكان النظام السوري مسؤولاً عنها، فإن ذلك كان سيعطي الكيان الصهيوني الذريعة لخوض حرب تقليدية غير متكافئة ضد سورية، أما في ظل التجزئة القطرية التي فرضها الاستعمار نفسه، فإن العملية الفلسطينية أو اللبنانية ضد العدو الصهيوني التي تجري من خارج الحدود السورية، وكلها سوريانا في النهاية، لا يمكن تحميل مسؤوليتها بشكل مباشر للقيادة السورية، بغض النظر إذا كانت القيادة السورية تدعمها أم لا.

 

وقد دفعت سورية ثمناً سياسياً واقتصادياً كبيراً، وتدفع الآن ثمناً دموياً، بسبب ذلك النهج، لكن لا يستطيع أي عاقل أن ينكر أنه طريقة سورية مبدعة في ضرب العدو الصهيوني في ظل ميزان قوى إقليمي ودولي رديء ظل يزداد رداءة، حتى صعود روسيا والصين من جديد، وتورط الولايات المتحدة في أوحال أفغانستان والعراق، ذلك التورط الذي أسهمت سورية فيه، بالتحديد في العراق، وفق ما أكد الأمريكيون.

 

ولا يستطيع أن ينكر عاقل أن أسلوب حرب العصابات، لا المواجهة التقليدية المباشرة، الذي اتبعته المقاومة اللبنانية، بدعم مباشر من القيادة السورية، حرر الشريط الحدودي المحتل في جنوب لبنان عام 2000، وأسهم في صد العدوان الصهيوني على لبنان عام 2006، فمقاتلو حزب الله لم تكن لهم قواعد ثابتة، ولم يكن يستطيع العدو الصهيوني رؤيتهم بالأقمار الصناعية ولا غيرها.

 

ويمكن أن يقول المرء الكثير حول الدولة القطرية واستحقاقات وجودها وبقائها كدولة قطرية، حتى لو كانت تتبنى توجهاً قومياً ومقاوماً، إذ لولا ذلك لأمكن ممارسة حرب العصابات ضد العدو الصهيوني من داخل سورية، ولكن ذلك يتطلب مسبقاً عدم وجود قواعد ثابتة يمكن ضربها، ويمكن أن نلاحظ هنا أن المقاومة ضد الأمريكان في العراق اشتعلت أكثر بكثير بعد الاحتلال، وعدم وجود قواعد ثابتة للدولة العراقية، لكن هذا ليس موضوعنا هنا، فهو يتطلب بحثاً أخر.

 

موضوعنا هنا هو:  ماذا الآن؟  فسورية تتعرض لهجمة لم يسبق لها مثيل يعلن القادة الصهاينة على الملأ تأييدهم لها، ولا يخفى دور أولئك الصهاينة والإمبرياليين فيها.  وهم يتساءلون:  ماذا بعد أن تحسن تسليح سورية بشكل ملموس، وأنظمتها الدفاعية والصاروخية والجوية؟  هل يمكن أن توجه سورية ضربة مباشرة للعدو الصهيوني رداً على عبثه بأمنها القومي؟

 

والجواب هنا: فلنتركهم يتساءلون.  ولنلاحظ أنهم لا يتساءلون إذا كان محمد مرسي سيهاجم الكيان الصهيوني… ولا راشد الغنوشي.   وأهم ما في ذلك التساؤل أنه يترك الكيان الصهيوني على أعصابه من مجرد وجود قوة سورية مستقلة قادرة على اتخاذ قرار مستقل في الحرب أو غيره.  وهذا بحد ذاته جواب على الأسئلة المخترقة حول حقيقة المواجهة بين سورية والعدو الصهيوني.

:::::

المصدر: الصوت العربي الحر

http://freearabvoice.org/?p=1919

( *** )

ليبيا:

أين تذهب أموال النفط ؟

مصباح العوامي

 

هل تصدقون أن هناك أكثر من 16 ألف عائلة ليبية في مدينة بنغازي فقط تعيش تحت خط الفقر ومسجلة في وزارة الأوقاف وشؤون الزكاة بالمدينة التي تقدم لها المساعدات في شهر رمضان.

الدولة وعلى رأسها المجلس الانتقالي والحكومة لم تضع خطة لاحتواء الفقراء في ليبيا بعد القذافي بل صار أعضاء المجلس الانتقالي ووزراء الحكومة والمسؤولين في الدولة يسرقون أموال الشعب الليبي ويقومون بتحويلها إلى الخارج فكم من وزارة سرقت وكم من مصرف تم التلاعب به وكم من أموال وسبياك ذهبية أخذت من عدة مدن ليبية خلال حرب التحرير وأصبح سرقوها اغنياء وأصحاب الملايين   (إلا من رحم ربي منهم) وأصبح المواطن الليبي( الراقد ريح) يلهث من أجل توفير لقمة عيش كريمة لعائلته.

دخل شهر رمضان المبارك علينا ومعظم العائلات الليبية تفكر في مصروفات الشهر الفضيل حيث أصبح كيلو اللحم الوطني 23 دينار وأسعار المواد الغذائية في ازدياد بالرغم من إلغاء الضرائب على التجار إلا أن الأسعار لازالت مشتعلة.

الليبيون شعب فقير يعيش في دولة غنية بامتياز , ليبيا تقع على بحيرات من الذهب الأسود والغاز والعديد من الثروات الطبيعية، وتضع قدماها في مياه البحر الأبيض المتوسط الشفافة ,  سكّان ليبيا كما يقول الليبيون أنفسهم: حارتين و فرد.. للإشارة إلى  ما يقرب من خمسة مليون نسمة  تعيش على  جغرافية واسعة تعادل مساحة  مجموعة من  الدول الأوروبية  , لكن هناك الكثير من الليبيون أطفال نساء رجال يتسولون لسد العجز.

هناك أكثر من ذلك فقد أشارت تقارير صحفية   في أكثر من مناسبة بأنه هناك مئة وثمانون ألف أسرة ليبية تعيش على مئة دينار ليبي شهرياً, هذه الإحصائية تعني أن خمس سكان ليبيا يعيشون تحت خط الفقر , إضافة إلى  نسبة من البطالة بلغت ثلاثون في المئة  , مما يعني أن هناك مليون مواطن ليبي عاطل عن العمل  في بلد معروف بثرواته الهائلة , لكنه يفرّخ الفقر على حواف أبار النفط .

فيما مضى كن نقول أن القذافي وأبنائه وأزلامه يسرقون أموال الشعب الليبي وخيراته والآن وبعد هذه الثورة المباركة وتحرر البلاد منذ حوالي 10 أشهر والمواني النفطية تعمل منذ عدة شهور وتنتج حوالي مليون ونصف المليون من الخام النفطي فقط أين تذهب أموالها ومن المسؤول عنها وكيف لدولة غنية بالنفط يوجد بها عائلات فقيرة؟

وهل لا زالت ليبيا تدفع في فاتورة الناتو إلى الآن وأين هي الأموال المجمدة التي في الخارج سؤال  لابد من الإجابة عليه من  المجلس الانتقالي في نهاية أيامه لأنه هو المسؤول على شؤون البلاد منذ  فبراير من العام الماضي.

:::::

المصدر: قورينا الجديدة

http://qurynanew.com/38578

( *** )

 

هكذا قاد BHL... الثورة الليبية!

 خليل صويلح

 

ثلاث شخصيات، هي لورنس العرب، وأندريه مالرو، ودون كيخوته، تتناوب في مرآة الفيلسوف الصهيوني. في «الحرب دون أن نحبّها: يوميات كاتب في قلب الربيع الليبي» (دار بدايات ـــ دمشق) يدوّن تجربته الليبية مقدّماً نفسه كمحرّض على الثورة، ولا يفوته التطرّق إلى سوريا

خليل صويلح

يسجّل برنار هنري ليفي يوميات الثورة الليبية، من موقعه شاهداً عياناً أولاً، في كتابه «الحرب دون أن نحبّها: يوميات كاتب في قلب الربيع الليبي» (دار بدايات ـــ دمشق، ترجمة سمر محمد سعد). لكن ما إن يمضي ليفي إلى الأمام قليلاً، في توضيح كواليس ومجريات الأحداث في الفترة بين 23 شباط (فبراير) و20 أيلول (سبتمبر) 2011 حتى يحضر هذا الكاتب الفرنسي المثير الريبة كصانع للحدث، ومحرّك لخيوطه المتشابكة، منذ أن قرّر الذهاب من «ميدان التحرير» القاهري إلى بنغازي، ليس بوصفه صحافياً ميدانياً، بل محرّضاً على الثورة ضد القذافي.

سيرفع سماعة الهاتف طالباً التحدّث مع الرئيس الفرنسي حينها نيكولا ساركوزي بقصد تشجيعه على التدخّل لإنقاذ مناوئي القذافي من القتل. مكالمة قصيرة بين «الفيلسوف» الصهيوني والرئيس، تنتهي بموافقة ساركوزي على فكرة الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي ومقابلة أعضائه في باريس. بدءاً من هذه اللحظة، سيستعير ليفي (1946) صورة «لورنس العرب» مفجّر الثورة العربية الكبرى ضد العثمانيين في عشرينيات القرن المنصرم، وبالطبع أندريه مالرو الذي استعار منه عبارته المعروفة عنواناً لكتابه، وسيتناسى عمداً صورة الفارس الجوّال «دون كيخوته» في مغامراته المجنونة. ثلاث شخصيات، إذاً، تتناوب في مرآة «فيلسوف الحرب» وهو يصنع التاريخ على هواه. سيطمئن أصدقاءه الإسرائيليين إلى أنّ ثوار ليبيا الجدد لن يكونوا أعداءً لدولة إسرائيل، ويبدد مخاوفهم من «الربيع العربي». يسأله وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان: «ولماذا سنُقلق ملك الأردن الشاب، فضلاً عن الملك السعودي العجوز الذي تُقيم إسرائيل معه علاقات سريّة، ويعيش الرعب من رؤية الربيع العربي يجرف عرشه؟»، ثم يعود إلى مواقعه في الميدان لتحريك خيوط اللعبة مجدّداً. مقابلات مع زعماء الثوّار، وخطابات حماسية في ساحات المدن الليبية الثائرة، تنتهي بحمله على الأكتاف بوصفه بطلاً، والمطلوب رقم واحد من القذافي مقابل مكافأة مجزية. لكنه لن يعبأ بالمخاطر، ولن يتردّد لحظةً واحدة في إكمال مهمته، فيما يتبعه الآخرون كالمسرنمين. يكتب البيان الرقم واحد لـ«المجلس الوطني الانتقالي»، ويكتب نصّاً آخر سينشره في صحيفة «لو فيغارو» بتوقيع رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل، ويرافقه إلى الإليزيه، وحين لا يجد ما يتكلّم عليه في ما يخص ليبيا، يذهب بنا إلى البوسنة، ليذكّرنا بدوره هناك، ويعرّج أيضاً على أفغانستان، ورواندا، ودارفور، وتل أبيب، راسماً خرائط جديدة للعالم، قبل أن يعقد صفقات أسلحة لثوار ليبيا بموافقة الجنرال عبد الفتاح يونس قبل مقتله الغامض (يتّهم كتائب القذافي باغتياله)، كذلك سيستعيد ذكرياته عن أجداده اليهود في صحراء بني ساف، وموت جده شالوم بن يعقوب
كقديس.
بعد أن ينخرط ساركوزي في لعبة الحرب، لن يكف هاتف الفيلسوف عن الرنين للرد على استفسارات الرئيس وخططه واحتمالات الفشل والنجاح. ساركوزي هنا، أسير أفكار الفيلسوف، رغم اختلافهما الإيديولوجي. لعل هذا الانصياع التام، وهذه الثقة العمياء، تتعلق بشغف الرئيس بالشهرة أيضاً، فكلاهما ـــ في نهاية المطاف ـــ استعراضيان، وهذا ما حدا بهما إلى إبعاد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه عن كواليس المطبخ الحربي. لا يتورّع هنري ليفي عن كشف أسرار ما حدث في ليبيا خلال وجوده هناك، وإضاءة وقائع الحرب بوصفها واقعاً: «سواء أراقتْ لنا أم لا، لم تطلب من أحد السماح لها بأن توجد، وتسلك المجرى الذي حدّده لها التاريخ».
هذه الحماسة، من جهة أخرى، تنطوي على أنا متضخّمة، ونرجسية، تزيح الآخرين من الصورة، ليقف هذا الفيلسوف وحده في إطارها المذهّب. لن ينسى في غمرة انشغاله في تصوير المعارك أن يستعير صورة أخرى له كمثقف متفرّد. هذه المرّة، يرتدي قناع جان بول سارتر، موجّهاً اللوم إلى مثقفين أوروبيين وقفوا ضد الحرب بمقولة لمارسيل آميه «نقطة ضعف الكتّاب كلّهم تقريباً أنهم يقدّمون أفضل ما عندهم، وأكثر ما كتبوه تفرّداً، وذلك للحصول على وظيفة ماسحي أحذية في السياسة». قد تتناسب هذه العبارة مع مواقف برنار هنري ليفي، لا الآخرين. يبرر انخراطه بأن «لا حرب عادلة»، لكنّ هناك شرطاً آخر هو «الأمل المعقول في النجاح». ويضيف: «هذا الأمل واضح في ليبيا، فهل سيكون واضحاً بالطريقة نفسها في سوريا؟ ماذا سيكون أثر الضربات الجويّة في هذا البلد كثيف السكان؟».
لا شك في أنّ نهم هنري ليفي وشهيته في صناعة «مونودراما الحرب» لن تتوقف عند حدّ، في منطقة ملتهبة، ستتيح له ببساطة أن يؤدي دور المحارب الأوحد فوق خشبة تاريخ مهتزّ، يحتاج إلى بهلوان مثله، فهل سيوافق على أداء دور جديد في دمشق كمحصلة لرجاء معارضة سورية أتته بوصفه «السيد ليبيا» لاستنساخ الشيء نفسه في سوريا؟ يجيب: «كان من المؤلم القول لها إن التاريخ لا يعيد نفسه إلا نادراً، والاحتمال ضعيف جداً بإيجاد الكوكبة نفسها من الأشخاص والظروف، أو من الخلافات والضرورات». ويضيف مُطمئناً محدثته: «ولكن، في المحصّلة، لا ندري». هنا يستعير دور خبير الأرصاد الجويّة: «ذوبان الثلوج المفاجئ يعني ربيعاً مجهضاً». بعد شهر من تلك الواقعة، سيوافق على «الاجتماع الأول من أجل سوريا» (4 تموز/ يوليو 2011)، وذلك في «سينما سان جيرمان» في باريس، كي لا يقال عنه إنه يكيل بمكيالين. هكذا، حشد شخصيات سورية وفرنسية من مشارب متعددة لإنجاح المهرجان.
ستتدفق سيول من الشتائم على شبكة الإنترنت العربية ضد «الصهيوني برنار هنري ليفي»، وسيفكر في إلغاء المهرجان، ثم يعود متحدياً، ومدافعاً عن مواقفه من إسرائيل: «العلاقة مع إسرائيل هي مُكوّن من مكونات يهوديتي، ولن أنكر نظريتي في مؤتمر القدس: يتعيّن أن نكون في منتهى القسوة مع الإسلام الفاشي، وقلت دائماً إن حرب الحضارات الوحيدة القائمة في الإسلام، هي التعارض بين الإسلاميين الفاشيين والمعتدلين، بين أعداء الديموقراطية وأصدقائها.
هذه هي الحرب التي أُلاحقها». فيلسوف أم جاسوس أم مغامر؟ تلك هي الصورة التي ستبقى ملتبسة حتى السطور الأخيرة من هذا الكتاب...

:::::

"الأخبار"

______

 

تابعوا "كنعان اون لاين" Kana'an Online على:

·       موقع "كنعان" بالعربية:

http://kanaanonline.org/ebulletin-ar

·       بالانكليزية:

http://kanaanonline.org/ebulletin-en

·       "فيس بوك" Facebook:

http://www.facebook.com/pages/Kanaan-Online/189869417733076?sk=wall

·       "تويتر" Twitter:

http://twitter.com/#!/kanaanonline

 

·       موقع "كنعان" من عام 2001 الى 2008:

http://www.kanaanonline.org/ebulletin.php

 

 

  • الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع  أو محرري "كنعان".

·         عند الاقتباس أو إعادة النشر، يرجى الاشارة الى "كنعان".

·         يرجى ارسال كافة المراسلات والمقالات الى عنوان "كنعان" الالكتروني: mail@kanaanonline.org

 

 

No comments:

Post a Comment