Wednesday 25 July 2012

{الفكر القومي العربي} Re: مقال للنشر


ما الفرق بين الأسير الفلسطيني أكرم الريخاوي و شاليط الإسرائيلي ؟ ...
الكاتب علاء الريماوي
مئة وثلاثة أيام من الإضراب المتواصل عن الطعام  يسطرها الأسير  أكرم الريخاوي في عجيب ملحمة ينتصر بها على جلاديه .
 لكنه يعيد الى حجورنا كرة نار ملتهبة تحرق كثير حقائق فررنا منها تجميلا لصور عجزنا القبيح وحتى لا نظل في الحالة هذه أحببنا بصراحة السؤال : ما الذي قدمته الأمة للأسير الفلسطيني وهو يدفع عمره للدفاع عن الامة ، عرضها ، كيانها ، أمنها ، بل وجودها .
 
في رحلة أكرم وإخوانه مع الإضراب عن الطعام حاولة رصد طبيعة النشاط المتضامن في الداخل والخارج ، وتتبعت الحراك الرسمي لنصرة قضية الأسرى على الساحة العربية والمحلية فوجدت في الخلاصة مسيرة هنا ، ووقفة هناك ، زيارة من هذا وإتصال من ذاك ، وحين إرتفاع مشهد الفداء  ذروته في النصرة وجدنا لصور الأسرى انتشارا على صفحات الفيس البوك بشكل لافت .
 
في حكاية التضامن والنصرة سمحت لنفسي المقارنة بين ما فعله الاحتلال ( عديم الاخلاق ، القاتل ، لعين الحرسه ) مع أسيره الذي وقع في يد المقاومة الفلسطينية في غزة  بغية معرفة فداحة ما نفعله تجاه الأسرى ونصرتهم ، وحتى لا نظل في الكلام النظري حاولت تتبع نشاط التضامن الصهيوني مع شاليط من خلال محاور رئيسية تمثلت في الآتي  .
 
1 . على الصعيد الحكومي : قام الكيان بتشكيل طاقم  سياسي على أعلى مستوى يديره مباشرة رئيس الوزراء الصهيوني في عمله قام بمئات اللقاءات مع رؤساء دول ، وزراء خارجية ، مؤسسات دولية والاهم مكن عائلة شاليط الاجتماع و الوصول الى أعلى هرم السياسة العالمية وتحويل إسم ولدهم الى منطوق في كافة المحافل العالمية والخطب الرسمية .
 
2. على الصعيد الامني : شكلت أذرع الأمن المختلفة في الكيان خلية أزمة جعلت هدفها الرئيس شاليط ومكنتها من كافة الوسائل التقنية المتطورة ، وجعلت مرجعيتها رئاسة أجهزة الاستخبارات المختلفة ، وكانت كلفة النشاط الاف ساعات العمل ومبالغ مالية طائلة ، ونشاط عسكري و أمني  ضخم وكبير كان الأهم في ذلك إعتبار شاليط  احد ألأهداف الرئيسية في الحرب على غزة .
 
3. على الصعيد الشعبي : تشكيل لجنة شعبية دائمة الانعقاد أشرفت على الاف الأنشطة العالمية والمحلية ، جوا وبحرا وبرا .
هذا الحديث ليس للمبالغة فقد قامت لجان التضامن ، بنشاط لشاليط في عمق البحر ، وفي أعالي الفضاء ،  ثم غدت المحافل الرسمية وغير الرسمية تجعل من بروتوكول الحضور فيها وجود أسرة شاليط في مقدمة الحضور .
 
4. على الصعيد الاعلامي : وضعت المسؤسسات الاعلامية شارات بصورة شاليط في الصحف ، القنوات التلفزيونية ، المواقع الاخبارية ، وجعلت أخبار شاليط إفتتاحية الصحف وعناوينها الرئيسة .
 
5. على صعيد النخب والساسة : رئيس الدولة ، رئيس الوزراء ، الوزراء ، اعضاء البرلمان ، رجال الثقافة ، رجال الأمن ، تقاطروا لزيارة أسرة شاليط ، أو إستضيفوا على موائدهم مع تقديم شرح واف للجهود التي تبذل بغية الافراج عن ولدهم  .
 وتوج نشاط التضامن بعمل نموذج لسجن تقاطر عليه هذا الصنف من النخب للبقاء فيه ساعات طويلة بشكل فردي للتذكير في الحالة التي عليها شاليط .
 
6. على المستوى الثقافي : أيام عمل ، ورش ثقافيه ، قصائد ، نشاط طلابي مدرسي ، جامعي ، لقاءات تعريفية ، أفلام وثائقية كلها بهدف حشد الدعم لشاليط .
 
7. على صعيد الفعل : مبادلة شاليط بألف أسير فلسطيني من الاحكام المؤبدة و الذين نفذوا عمليات جهادية قتل فيها أكثر من 500 إسرائيلي وآلاف الجرحى .
 
في ذكري للنقاط  أحببت فتح نقاش حولها لنرصد حالة مقارنة بين ما فعل من ذلك وما يجب أن نقدمه كأمة للأسرى .
 
بعض محق سيقول دفعنا من اجل الأسرى الكثير ، في غزة والضفة ، هنا قد نتفق على أن ما قدمه الشعب الفلسطيني على المستوى الشعبي معتبر ، لكن نسأل اليوم عن ديمومته ، عن دور السلطة ، دور النخب المثقفة ، الامة ، الساسة ، الزعماء من كان في ضيافته والد أسير أو أم مجاهد .
للأسف في مروري على نشاط للمعلمين المفصولين وإطلاعي على كشف للمحرريين المقطوعة رواتبهم وجدت ان مئات من الأسرى يمنعون العمل ، ويمنعون الراتب ، الأدهى والأمر أن شهادة حسن السلوك تعطى لعميل الإحتلال وتمنع عنهم .
في حرصي على وحدة الكلمة في هذا الملف ، وبغضي للفرقة على العموم أطلق رجاء في هذا الشهر الكريم بأن يتفق الفرقاء والخصماء على إخراج القيم من خصومتهم ، قيم الشهادة ، الأسر ، الجرحى ... حتى يظل من قدم وضحى يشعر أن تضحيته لم تكن يوما وبالا عليه كما نشعر اليوم بهذا ... وللاسف .
وحتى لا نبتعد عن الموضوع يظل السؤال مفتوحا حول الفرق بين الريخاوي الفلسطيني و شاليط الإسرائيلي ؟

No comments:

Post a Comment