From: alhewar@alhewar.com
To: sharkupper@hotmail.com
CC: samy19292003@gmail.com
Subject: FW: تعليق على تعليق زهير سالم حول مقال: الخاتمة هي تفتيت الأوطان
Date: Fri, 27 Jul 2012 16:23:05 -0400
FYI
From: Alhewar [mailto:alhewar@alhewar.com]
Sent: Thursday, July 26, 2012 11:00 PM
To: 'Asharq Alarabi'
Subject: تعليق على تعليق زهير سالم حول مقال: الخاتمة هي تفتيت الأوطان
سيأتي يوم، ربما بعد قرن من الزمن، يتساءل فيه العرب من جديد عما حدث في مطلع القرن الحادي والعشرين من خدعة دول لهم ووعود بالديمقراطية انتجت دويلات طائفية تسبح في الفلك الإسرائيلي
وسيكون هناك اكثر من "شريف حسين وأمير فيصل" وحركة وفصيل يعقدون اتفاقات وتفاهمات مع قيادات غربية وصهيونية، فقط لكي يكون لهم حصصاً في الحكم حتى على أنقاض أوطان.
وسيذكر التاريخ العربي بمرارة تجربة حزبية قومية اسمها "البعث" حكمت في العراق وسوريا، وتجربة حزبية دينية أسمها "حركة الأخوان"، حيث كلاهما ساهم في موقعي الحكم والمعارضة باضعاف الهويات الوطنية والقومية والدينية، وكلاهما أستدعى التدخل الأجنبي في الأمة، وكلاهما سببّ الموت والدمار في أوطانهما، وكلاهما تآمر لوأد اول تجربية وحدوية عربية في مطلع الستينات، وكلاهما ارتبط بالأجنبي ثم انقلب الأجنبي عليه، وكلاهما خدع الناس بشعارات واخلّ بتعهدات ثم استباح كل الأمور للوصول الى السلطة.
هو زمن إسرئيلي الآن، العربي فيه يقتل أخاه العربي وإسرائيل تتفرج. ألم يقل ذلك احد قادة اسرائيل بعد حرب العام 1967 بأن هذه الحرب لم تحقق الأمن الإسرائيلي وبأن الأمن اسرئيلي يتحقق فقط حينما يقتل العربي العربي وحينما يكون عدوه هو العربي الآخر لا الإسرائيلي.
هو زمن إسرائيلي حينما يُدان التنبيه للسوريين وكل العرب بعدم تكرار ما حدث في لبنان والعراق والجزائر والسودان وليبيا حيث سقط مئات الألوف من المواطنين الأبرياء ضحية الأنظمة وسؤ معارضيها المتعاونين مع القوى الأجنبية
هو زمن إسرائيلي حينما لا يجوز الحديث عن مشاريع اسرائيل واعمالها لعقود من اجل تقسيم الأوطان العربية
الفاتحة كانت ثورات بإرادة شعوب مقهورة، لكن الخاتمة هي فعلاً تفتيت الأوطان وتدويلها
***
التعليق ادناه لم يناقش اي فكرة وردت في المقال وتهرب من الاشارة ولو الى جملة واحدة فقط وردت فيه. تماماً هي أزمة بعض قوى المعارضة التي تعتبر اي نقد للتدخل الاجنبي هو بمثابة دفاع عن النظام، وهي بذلك تضع نفسها في موقع المدافع عن الأجنبي ومصالحه لا عن مصالح الشعب التي تدّعي تمثيله. فإذا كان زهير سالم، الناطق الرسمي باسم "حركة الأخوان المسلمين"، والمعروف بالفكر المنفتح والاستعداد لقبول الرأي الآخر، يكتب هذا التعليق ويرفض ادانة ما يحدث في عموم المنطقة العربية من حالات تقسيم وتدويل وتوظيف لصالح الخارج، فماذا يا تُرى ستفعل "حركة الأخوان" مع من سيخالفها الرأي حينما تحكم ؟
أرجو ان لا تصل رياح أفكار الفرنسي برنار ليفي الى دمشق (ولا الى لندن طبعا حيث تقيمون) بعد ان عصفت بليبيا فهذا الرجل يراهن على لعب دور "لورنس العرب" في القرن الحادي والعشرين والمعجبين به كثر من المحيط الى الخليج.
وارجو ان لا يبارك الله بالأموال الطائلة التي يتم دفعها الآن لكل كاتب ومفكر وإعلامي ودبلوماسي وعسكري يدعو للتدخل العسكري الأجنبي في الأوطان العربية ويسكت عما يحدث في الأمة العربية وأوطانها من تفتيت تشارك فيه قوى حاكمة ومعارضة ومن حروب أهلية ومن تشويه لحقائق الصراعات.
قرأت هذه الأبيات ولا أعلم قائلها:
وما من كاتب إلا سيفنى
ولا يبقي الدهر إلا ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شئ
يسرك يوم القيامة ان تراه
هل لديكم اجابات على الأسئلة التي وردت في آخر فقرة بالمقال:
"فمن الطبيعي أن تنتفض شعوب المنطقة وأن تُطالب بأوضاع أفضل وأن تسعى من أجل حقّ المشاركة الفعّالة في الحياة العامّة، لكن المشكلة أنّ التحرّك الجماهيري يحتاج إلى آفاق فكرية واضحة المعالم، وإلى أطر تنظيمية سليمة البناء، وإلى قيادات مخلصة للأهداف، وليس لمصالحها الخاصّة.. فهل هذه العناصر كلّها متوفّرة في الحركات الشعبية العربية الظاهرة حالياً؟ ويبقى السؤال المهمّ: من يقود قطار الديمقراطية الآن ولماذا مساره يتجه فقط نحو نفق مخاطر تجزئة الكيانات أو إخضاعها أولاً للسيطرة الأجنبية؟! "
صبحي غندور
26-7-2012
From: Asharq Alarabi [mailto:asharqalarabi.uk@gmail.com]
Sent: Thursday, July 26, 2012 7:07 PM
To: alhewar@alhewar.com
Subject: Re: Article in Arabic = .. الخاتمة هي تفتيت الأوطان = صبحي غندور
قد لا يجد البعض صعوبة في الدفاع عن مغتصب حرائر مسلمات قانتات وقاتل أطفال
وقد يتفنون في مخادعة الله والناس
يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وهم لا يشعرون ..
أمام المرآة فقط يدرك الواحد من هؤلاء كم مهمته خسيسة .
قيل لسفيان الثوري : من السفلة قال من باع دينه بدنياه
قيل فمن سفلة السفلة قال من باع دينه بدنيا غيره ..
ما أروع الشاعر المصري البسيط والعظيم أحمد فؤاد نجم عندما اعترف أنهم عرضوا شيكا مفتوحا ليزور دمشق فأبى هذا ابن البلد بالجلابية ..
وما أهون الذي باعوا ...
زهير سالم
----- Original Message -----
From: Alhewar
Sent: Thursday, July 26, 2012 8:06 AM
Subject: Article in Arabic = .. الخاتمة هي تفتيت الأوطان = صبحي غندور
To read this message in Arabic, please check the attachment
Article in Arabic as published in AlBayan Newspaper – Thursday, July 26, 2011
http://www.albayan.ae/opinions/articles/2012-07-26-1.1695803
الخاتمة هي تفتيت الأوطان
صبحي غندور*
تعيش المنطقة العربية حالياً مرحلة سقوط "النظام العربي الرسمي المريض" في ظلّ تنافس دولي وإقليمي حاد على موقع المنطقة وثرواتها. هي مرحلةٌ لا يمكن الدفاع فيها عن واقع حال هذا "النظام العربي الرسمي" أو القبول باستمرار هذا الواقع، لكن التغيير المنشود ليس مسألة شعارات فقط، بل هو أيضاً ممارسات وأساليب وبرامج وتمييز دقيق في المراحل والأجندات والأولويات والصداقات. فمن الواضح الآن أنّ هناك سعياً محموماً لتدويل الأزمات الداخلية في المنطقة العربية ممّا يُعيد معظم أوطانها إلى حال الوصاية الأجنبية، التي كانت سائدة في النصف الأول من القرن الماضي.
كذلك نجد الآن أنّ هناك توظيفاً واسعاً واستثماراً كبيراً للحراك الشعبي العربي من أجل خدمة مصالح وأجندات خارجية، تماماً كما حدث مع العرب بمطلع القرن العشرين، عندما حصلت في تلك الفترة مراهناتٌ عربية على دعم الأوروبيين لحقّ العرب المشروع في الاستقلال وفي التوحّد بدولة عربية واحدة. وسُمّيت تلك المرحلة ب"الثورة العربية الكبرى"، وهي ثورة قام بها الشريف حسين حاكم مكة عام 1916 ضدّ الدولة العثمانية بدعمٍ من بريطانيا خلال الحرب العالمية الأولى، لكن الإمبراطورية البريطانية لم تنفّذ وعودها مع العرب بل حصل تنفيذ الوعد البريطاني الذي أعطاه آرثر بلفور باسم الحكومة البريطانية لليهود بمساعدتهم على إنشاء "وطن قومي يهودي" لهم في فلسطين. وقد استتبع هذا "الوعد" البريطاني آنذاك "اتفاقية فيصل – وايزمان" التي وُقّعت من قبل الأمير فيصل بن الشريف حسين مع حاييم وايزمان رئيس المنظمة الصهيونية العالمية في مؤتمر باريس للسلام 1919م والتي أعطى بها الأمير فيصل لليهود تعهدات بتسهيلات لإنشاء وطن يهودي في فلسطين.
فما بدأ كثورةٍ عربية مشروعة في أهدافها انتهى إلى ممارسات وظّفتها القوى الأوروبية لصالحها، كما استفادت الحركة الصهيونية منها، فنشأت "دولة إسرائيل" ولم تنشأ الدولة العربية الواحدة!.
وقد خبِرَت الأمَّة العربية، وجرّب العرب، في العقود الأربعة الماضية كلَّ البدائل الممكنة عن نهج وتيار العروبة الذي ساد في عقدي الخمسينات والستينات من القرن الماضي. فقد كانت زيارة أنور السادات لإسرائيل في العام 1977 بداية الانقلاب الفعلي على نهج العروبة في مصر وعموم المنطقة العربية. وشهدت مصر بعد ذلك سياسة الانعزال عن العرب، والتطبيع مع إسرائيل بدعمٍ كبير من الدول الغربية. ولم يكن نهج التقوقع الإقليمي والانعزال هو وحده البديل الذي ساد في بلاد العرب، عقب عزلة مصر التي فرضتها اتفاقيات "كامب ديفيد" والمعاهدة مع إسرائيل، بل ظهرت أيضاً بدائل أخرى بألوان دينية وطائفية، بعضها كان متجذّراً في المنطقة لكن دون تأثيرٍ سياسيٍّ فعّال، وبعضها الآخر كان نتاجاً طبيعياً لمرحلة الحروب الإسرائيلية وتداعياتها السياسية في المشرق العربي.
وقد ترسّخت في العقود الأربعة الماضية جملة شعارات ومفاهيم ومعتقدات تقوم على مصطلحات "الإسلام هو الحل" و"حقوق الطائفة أو المذهب" لتشكّل فيما بينها صورة حال المنطقة العربية بعد ضمور "الهويّة العربية" واستبدالها بمصطلحاتٍ إقليمية ودينية وطائفية.
وهاهي الآن بلاد العرب تنتعش بحركات تغيير وحراك شعبي واسع من أجل الديمقراطية، لكن بمعزل عن القضايا الأخرى المرتبطة بالسياسات الخارجية وبمسائل "الهويّة" للأوطان وللنظم السياسية المنشودة كبديلٍ لأنظمة الاستبداد والفساد.
وهاهي ثورات حدثت تترافق مع تساؤلاتٍ عديدة عن طبيعة الحكم القادم في كلٍّ منها في ظلّ تزايد المخاوف من هيمنة اتجاهات سياسية دينية على مقدّرات الحكم.
وهكذا تمتزج الآن على الأرض العربية مشاريع تدويل أزمات داخلية عربية مع مخاطر تقسيم مجتمعات عربية، وسط رياحٍ عاصفة تهبّ من الشرق الإقليمي ومن الغرب الدولي، ومن قلب هذه الأمّة حيث مقرّ المشروع الصهيوني التقسيمي.
للأسف، يعيش العرب اليوم عصراً أراد الفاعلون فيه، محلياً وخارجياً، إقناع أبناء وبنات البلاد العربية أنّ مستقبلهم هو في ضمان "حقوقهم" الطائفية والمذهبية، وفي الولاء لهذا المرجع الديني أو ذاك، بينما خاتمة هذه المسيرة الانقسامية هي تفتيت الأوطان والشعوب وجعلها ساحة حروب لقوى دولية وإقليمية تتصارع الآن وتتنافس على كيفيّة التحكّم بهذه الأرض العربية وبثرواتها.
هناك حتماً أكثريّة عربية لا تؤيّد هذا الطرح "الجاهلي" التفتيتي ولا تريد الوصول إلى نتائجه الوخيمة، لكنّها أكثرية "صامتة" إلى حدٍّ ما، ومن يتكلّم منها بجرأة يفتقد المنابر الإعلامية والإمكانات المادية، فيبقى صوته خافتاً أو يتوه هذا الصوت في ضجيج منابر المتطرّفين والطائفيين والمذهبيين الذين هم الآن أكثر "حظّاً" في وسائل الوصول إلى الناس.
لقد استغلّت أطراف خارجية ومحلية سلبياتٍ كثيرة ترافق وجود حال "النظام الرسمي العربي المريض"، لكن هذه الأطراف قزَّمت الواقع العربي إلى مناطق ومدن وأحياء في كلّ بلد عربي، فتحوّلت الهوية الوطنية إلى "هُوية مناطقية"، والهويّة الدينية الشمولية إلى "هويّة طائفية ومذهبية" في مواجهة الشريك الآخر في الوطن، إنْ كان من طائفةٍ أخرى أو مذهبٍ آخر، أو حتّى من اتجاهٍ سياسيٍّ آخر!
إنّ الخطر الأكبر الذي يواجه العرب حالياً هو انشغال شعوب المنطقة بصراعاتها الداخلية. فمن رحْم هذه الأزمات تتوالد مخاطر سياسية وأمنية عديدة أبرزها الآن مخاطر الصراعات الطائفية والمذهبية والإثنية، إضافةً إلى الصراعات السياسية والتنافس على السلطة. ذلك كلّه يحدث في ظلِّ المشروع الإسرائيلي الهادف إلى تقسيم البلاد العربية، بحيث تكون الدولة اليهودية في المنطقة هي الأقوى وهي المهيمنة على الدويلات المتصارعة.
وعلى جوار حدود الأرض العربية، تنمو مشاريع إقليمية تستفيد من غياب المرجعية العربية ذات المشروع الضامن لمصالح الأمّة العربية. ولو لم يكن حال الأمّة العربية بهذا المستوى من الوهن والانقسام، لما كان ممكناً أصلاً استباحة بلاد العرب من الجهات الأربع كلّها.
لكن دروس التاريخ تعلّمنا أيضاً أنّ المنطقة العربية هي نهرٌ جارف لا بحيرة راكدة. وهذا ليس بخيار لأبناء هذه الأمَّة، بل هو قدَرُها المحكوم بما هي عليه من موقع استراتيجي مهم، وبما فيها من ثروات طبيعية ومصادر للطاقة، وبما عليها من أماكن مقدّسة لكلِّ الرسالات السماوية. فحتّى لو اختارت بعض شعوب الأمَّة العربية العزلة عن جوارها وعن العالم المحيط بها، فإنّها لا تقدر على ذلك بسبب خيارات القوى الأخرى الإقليمية والدولية التي تطمح إلى السيطرة على ما في هذه البلدان من خيرات.
ثمّ إنّ الصراعات بين القوى الإقليمية والدولية وتنافسها على المنطقة العربية، يزيد من هدير هذا النهر الجارف في المنطقة. فالسؤال إذن هو ليس حول حدوث التغيير فيها أو عدمه، بل عن نوعية هذا التغيير ومواصفاته واتجاهاته، وعن أطرافه المستفيدة أو المتضرّرة، سواء محلّياً أو خارجياً.
فالصراعات والتحدّيات وحركة التغيير، هي قدَر أرض الأمّة العربية على مدار التاريخ، لكن ما يتوقّف على مشيئة شعوبها وإرادتهم هو كيفيّة التعامل مع هذه التحدّيات، وهو أيضاً نوعية التغيير الذي يحدث على كياناتها وفي مجتمعاتها.
هناك بلا شك خميرة عربية جيدة صالحة في كلّ بلدٍ عربي وفي أكثر من مكان بالخارج، وهي خميرة رافضة لما يحدث بين العرب من انقساماتٍ وتدخّلٍ أجنبي، لكنّها تعاني الآن من صعوبة الظرف وقلّة الإمكانات وسوء المناخ السياسي والإعلامي المسيطر، إلاّ أنّ تلك الصعوبات لا يجب أن تدفع لليأس والإحباط بل إلى مزيدٍ من المسؤولية والجهد والعمل. فالبديل عن ذلك هو ترك الساحة تماماً لصالح من يعبثون في وحدة بلدان هذه الأمّة ويشعلون نار الفتنة في رحابها.
فمن الطبيعي أن تنتفض شعوب المنطقة وأن تُطالب بأوضاع أفضل وأن تسعى من أجل حقّ المشاركة الفعّالة في الحياة العامّة، لكن المشكلة أنّ التحرّك الجماهيري يحتاج إلى آفاق فكرية واضحة المعالم، وإلى أطر تنظيمية سليمة البناء، وإلى قيادات مخلصة للأهداف، وليس لمصالحها الخاصّة.. فهل هذه العناصر كلّها متوفّرة في الحركات الشعبية العربية الظاهرة حالياً؟ ويبقى السؤال المهمّ: من يقود قطار الديمقراطية الآن ولماذا مساره يتجه فقط نحو نفق مخاطر تجزئة الكيانات أو إخضاعها أولاً للسيطرة الأجنبية؟!
مركز الحوار العربي" في واشنطن
===============================================
لقراءة مقالات صبحي غندور عن مواضيع مختلفة، الرجاء الدخول الى هذا الموقع:
http://www.alhewar.net/Sobhi%20Ghandour/OtherArabicArticles.htm
========================================================================================================
"مركز الحوار العربي"
تجربة عربية فريدة تؤكد على وحدة الهوية وعلى تعددية الآراء والأفكار
*إنّ الشعوب أو الجماعات التي تهمّش دور الفكر في حياتها تُهمّش عملياً دور العقل لتُحِلَّ مكانه الغرائز والانفعالات فتصبح الشعوب أدوات فتن، وتتحوّل الأوطان إلى بؤر صراعات تؤجّحها القوى التي تملك "أفكارا" لتنفيذها هنا وهناك.
*كيف يمكن للعرب أن يخرجوا ممّا هم فيه من انقسامات وأن يواجهوا ما أمامهم من تحدّيات إذا كانت هويّتهم الثقافية المشتركة موضع شكٍّ أصلاً، يصل إلى حدِّ الرفض لها أحياناً والاستعاضة عنها بهويّات ضيّقة تسمح للقوى الأجنبية بالتدخّل في شؤونها وباستباحة أوطانها؟!
*كيف يمكن مخاطبة الآخر غير العربي ومحاورته بالقضايا العربية العادلة إذا كان الإنسان العربي نفسه لا يملك المعرفة الصحيحة عن هذه القضايا ولا يجد لديه أي التزام تجاهها؟!
*هل يمكن بناء جالية عربية واحدة في أي مجتمع غربي إذا كان أفراد هذه الجالية رافضين لهويّتهم العربية؟!
******
يدرك من تابع "مركز الحوار العربي" منذ إفتتاح نشاطه الأول يوم 18 ديسمبر 1994، كيف ان وجود المركز وموضوعات ندواته كان نوعية نادرة في منطقة العاصمة الأميركية. فرغم أهمية واشنطن السياسية والاعلامية، ورغم وجود المراكز الرئيسة للجمعيات العربية الأميركية وللبعثات الدبلوماسية العربية، إضافة للعديد من الأكاديميين والمهنيين ورجال الأعمال العرب.. رغم هذا الوجود العربي النوعي، فأن العاصمة الأميركية كانت خالية من أي نشاط دوري ثقافي عربي مستقل.
17 سنة مرّت على تأسيس "مركز الحوار العربي" في العاصمة الأميركية. وهي سنوات كانت بمعظمها صعبة جداً على الجالية العربية في أميركا، ورغم ذلك، ورغم ضعف امكانيات المركز، نجحت التجربة في خدمة القضايا العربية على الساحة الأميركية، وبتعزيز الدور الإيجابي للعرب في المجتمع الأميركي من حيث تنمية مضمون الأفكار وتحسين أسلوب الحوار وإيجاد منتدى دائم للتفاعل الدوري المفيد بين الأشخاص وبين الجمعيات الأميركية العربية. فالظروف الصعبة لا تغيّر من حاجة الجالية العربية في أميركا إلى مؤسسات ومنابر ثقافية تعزز دورها في المجتمع الأميركي وتصون هويتها الثقافية وجذورها الحضارية.
إن تأسيس المركز كان حالة "مختبرية" لما هو مطلوب على صعيدٍ عربيٍ عام، وأينما كان، وذلك بأن يتفاعل العرب مع بعضهم البعض بشكل حضاري لا صدامي.. وأن يتفهم صاحب أيّ رأي، مضمون الرأي الآخر، إذا تعذّر التفاهم مع هذا الرأي الآخر، وكجزءٍ من مجتمعٍ يحرص الجميع فيه على ضمانة حرية الفكر والرأي والقول والمعتقد.
لم يكن تأسيس "مركز الحوار العربي" في العام 1994، تقليداً لشيءٍ موجود في أي مكانٍ آخر، إذ كان حالة جديدة وفريدة.. أيضاً تأسيس "مركز الحوار العربي" لم يكن منافسة لما هو موجود في واشنطن من مؤسسات وجمعيات أخرى ذات طابع حركي عربي/أميركي. على العكس، فإنّ وجود "مركز الحوار" أفاد ويفيد هذه المؤسسات كلها، وشكّل لها رافداً لدعم بشري وعملي ومعنوي، كما وفّر لها منبراً تصل من خلاله إلى بعض الفعاليات العربية.
ويلاحظ من يطّلع على لائحة ندوات "مركز الحوار" – أكثر من 860 ندوة حتى الآن - من خلال موقعه على الأنترنت http://www.alhewar.com/oldevents.html أو مطبوعات "الحوار"، كيف أن المركز ومطبوعاته هما ساحة للمؤسسات والجمعيات الأخرى، بينما لا يحدث ذلك في مطبوعات هذه المؤسسات أو مراكزها.. فالمسألة بالنسبة للمركز ولمطبوعاته أعمق من مفهوم "العلاقات التجارية" التي على "قدر ما تأخذ تعطي" أو التي تضع "لكل شيءٍ ثمنه". المعيار في تجربة "مركز الحوار" هو رؤية الجانب الإيجابي الذي يمثله وجود ودور أي عمل عربي على الساحة الأميركية، ومقدار مساهمة هذا العمل (الصادر عن أفراد أو جماعات) في إصلاح الواقع العربي هنا أو هناك، وبغض النظر عن الأشخاص والأسماء والهيئات.
"مركز الحوار" كان أيضاً حالة مختبرية لأهمية الخروج من شرنقة الفكر الضيق وضرورة الانفتاح على الفكر الآخر.. فالمركز هو دعوة لعدم الاكتفاء فقط بالنظر الدائم إلى الذات في المرآة بل إلى النظر أيضاً عبر النافذة ورؤية ما يحدث خارج "البيت الخاص"!.
"مركز الحوار العربي" هو تجربة عربية غير مسبوقة بما هي عليه من طبيعة وأسلوب وهدف. فهناك لقاءات عربية هامّة عديدة، تحدث في أكثر من مكانٍ وزمان، لكنّها بطابعٍ موسمي أو محكومة بخصوصية وطنية (مكان حدوثها)، أو بخصوصية دينية أو فكرية أو سياسية أو إعلامية، ولوقتٍ محدد أو هدف مؤقت، بينما الحوار الحاصل في "مركز الحوار" هو حوار أسبوعي دوري وعربي شامل بدون أفضلية لأية خصوصيات وطنية أو دينية أو مهنية.
إنّ الحوار العربي/العربي، هو حوار بين أبناء أمّة واحدة وثقافة واحدة لكنهم ينتمون إلى دولٍ وكيانات متعددة.
لذلك فإنّ الحوار العربي الدوري هو حاجة مهمة لمسألتين متلازمتين معاً: تأكيد الهوية الثقافية العربية المشتركة، وتفعيل الدور الساعي لمستقبل عربي أفضل.
أنّ بداية تجربة مركز الحوار العربي لم تكن فقط يوم افتتاح مقرّه في 18 ديسمبر 1994 .. بل كانت عملياً قبل ذلك بسنتين أي منذ عام 1992 في لقاءاتٍ جرت بشكلٍ دوري شهري دعت لها مجلة "الحوار" بعد نشر افتتاحية بشكل نداء للمفكرين العرب، كان عنوانها: "الأمّة التي لا يفكّر لها أبناؤها تنقاد لما يفكّر لها الغرباء".
إنّ وحدة الانتماء الحضاري ووحدة الانتماء الثقافي لا يجب أن تعنيا إطلاقاً وحدة الانتماء الفكري أو وحدة الرأي السياسي .. ولا يجوز ولا يجب أن يكون اختلاف الفكر والتوجه السياسي سبباً للخلاف بين الأشخاص أو لصراعات عنفية بين الجماعات في المجتمع الواحد. هناك آية قرآنية كريمة، ينطبق معناها على ندوات "مركز الحوار"، والتي تقول:
" الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.. أولئك الذين هداهم الله".
أي ليس المهم من القائل لهذا القول، بل المهم هو القول نفسه.. وعلى الإنسان أن يستمع أولاً قبل أن يحكم سلباً أو إيجاباً.. ثم على الإنسان أن يستخدم عقله للتمييز بين الأقوال أو الأفكار لكي يتبعها فلا تُفرض عليه بل يختار أحسنها.. هؤلاء هم الذين هداهم الله .. والإنسان المهتدي هو الذي يعرف إلى أين يسير وما الذي يريد فعله. هذا هو باختصار معنى وجود "مركز الحوار العربي".. أي تجربة تتفاعل فيها الأفكار والآراء والأقوال.. ويستفيد منها من يشاء بقدر ما يشاء، وبغض النظر عن "القائل" في الندوة أو المقال.
إنّ الشعوب أو الجماعات التي تهمّش دور الفكر في حياتها تُهمّش عملياً دور العقل لتُحِلَّ مكانه الغرائز والانفعالات فتصبح الشعوب أدوات فتن، وتتحوّل الأوطان إلى بؤر صراعات تؤجّحها القوى التي تملك "أفكارا" لتنفيذها هنا وهناك.
ثمّ كيف يمكن للعرب أن يخرجوا ممّا هم فيه من انقسامات وأن يواجهوا ما أمامهم من تحدّيات إذا كانت هويّتهم الثقافية المشتركة موضع شكٍّ أصلاً، يصل إلى حدِّ الرفض لها أحياناً والاستعاضة عنها بهويّات ضيّقة تسمح للقوى الأجنبية بالتدخّل في شؤونها وباستباحة أوطانها؟!
وكيف يمكن مخاطبة الآخر غير العربي ومحاورته بالقضايا العربية العادلة إذا كان الإنسان العربي نفسه لا يملك المعرفة الصحيحة عن هذه القضايا ولا يجد لديه أي التزام تجاهها؟!
وهل يمكن بناء جالية عربية واحدة في أي مجتمع غربي إذا كان أفراد هذه الجالية رافضين لهويّتهم العربية؟!
إنّ حال العرب أينما وُجدوا (في داخل المنطقة العربية أو في أوروبا أو أميركا) هو حالٌ واحد: معاناة من غياب العلاقات السليمة بين أبناء الوطن الواحد، وأيضاً بين أبناء الأمّة الواحدة القائمة على عدّة أوطان ممّا أدّى أحياناً إلى الصراع بين أبناء هذه الأوطان.
إن تعميق الهوية الثقافية العربية ومضمونها الحضاري النابع من القيم الدينية، أساس لبناء أي دور عربي مستقبلي أفضل في أي مكان. كذلك بالنسبة للعرب في أميركا حيث لا يمكن تحقيق دور عربي فعّال في المجتمع الأميركي ما لم نحقق أنفسنا أولاً. وتحقيق الذات لا يمكن أن يتم في فراغ فكري وثقافي، ف"فاقد الشيء لا يعطيه"، ولا يمكن تحسين "صورة" العرب والمسلمين في أميركا ما لم يتحسن وضعنا أولاً: فكراً وأسلوباً. فتحسين "الأصل" هو المدخل لتحسين "الصورة".
إن وجود "مركز الحوار" حقق ويحقق الأهداف التالية:
1. المعرفة الأفضل لمعنى العروبة وللهوية الثقافية العربية، وللتلازم بين العروبة ومضمونها الحضاري الذي يشمل العرب جميعهم بمختلف طوائفهم وأصولهم الأثنية.
2. الأسلوب الأفضل للحوار وبناء ضوابط للتحاور المثمر ولتبادل الآراء المختلفة.
3. الدور الأفضل في إطار المجتمع الأميركي من خلال:
أ- بناء المعرفة الفكرية والسياسية والثقافية، حيث "أن فاقد الشيء لا يعطيه".
ب - التدرب على أسلوب التحاور الجاد والهادئ.
ج- الحوار الدوري الذي يحصل في المركز مع فعاليات أميركية، وتوظيف "مركز الحوار" وأنشطته الدورية لصالح أنشطة الجمعيات والمؤسسات العربية الأميركية عموماً.
***
إن "مركز الحوار" في واشنطن، هو تجربة متواضعة جداً بإمكاناتها، لكنها تعتز بدورها النوعي وبأسلوب الحوار فيها القائم على مخاطبة العقل والفكر، بدون أي قيد، إلاّ شرط الاحترام المتبادل للأشخاص والآراء معاً.
"مركز الحوار" هو الآن ندوات دورية أسبوعية في منطقة واشنطن (أكثر من 860 ندوة حتى الآن)، وهو أيضاً مطبوعات تصدر باللغتين العربية والإنجليزية وتصل إلى أفراد وجماعات مهمة داخل أميركا وخارجها. والمركز هو أيضاً موقع ونشرات شبه يومية على الإنترنت فيها توثيق لتجربة "الحوار" ولبعض ندوات المركز، والكثير من المقالات والمواضيع التي تساهم في طرحٍ صحيح للقضايا العربية، وباللغتين العربية والإنجليزية.
ورغم أن "مركز الحوار العربي" ليس هو بجمعية حركية سياسية بل هو تأسس كمنتدى فكري وثقافي عربي في منطقة واشنطن، رغم ذلك، فإنه كان دائماً في مقدمة المؤسسات والجمعيات العربية الأميركية التي تعمل وتنشط دفاعاً عن قضايا عربية هامة داخل المجتمع الأميركي. ف"مركز الحوار العربي" هو في مقدمة من يعملون من أجل توعية الأميركيين عموماً بحقوق الشعب الفلسطيني وبعدالة المسألة الفلسطينية. كما خصّص المركز على موقعه على الأنترنت صفحة هامة جداً باللغة الأنكليزية عن حقوق الشعب الفلسطيني وعن مخاطر إستمرار الدعم الأميركي المفتوح لإسرائيل.
كذلك في الجانب الفكري والثقافي، حيث كان تاريخ 23 سنة من عمر مؤسسة "الحوار" هو سجل ناصع من العرض السليم للثقافة العربية ولمضامين الحضارة الإسلامية، وفي الرد على الحملات العنصرية داخل المجتمع الأميركي.
هي أولوية موازية لأولوية التعامل المعرفي مع "الآخر"، بأن يعمل العرب في أميركا والغرب على تعميق معرفتهم أولاً بأصولهم الحضارية والثقافية وبالفرز بين ما هو "أصيل" وما هو "دخيل" على الفكر الديني والثقافة العربية. فالمرحلة الآن – وربّما لفترةٍ طويلة - هي مرحلة إقناع المواطن الأميركي والغربي عموماً، بمن نكون "نحن" أكثر ممّا هي "ما الذي نريده".. وتجربة "الحوار" تساهم بذلك لأكثر من عقدين من الزمن رغم صعوبات الظروف وضعف الامكانات.
في مسيرة السنوات ال17 الماضية أقام المشتركون في "مركز الحوار" حالةً نموذجية لما يحلمون به للمنطقة العربية من مراعاة للخصوصيات لكن في إطارٍ تكاملي عربي وبمناخٍ ديمقراطي يصون حرية الفكر والرأي والقول. فلقد جسَّدت تجربة المركز حالة مختبريَّة (تماماً كما هي المختبرات العلمية التي تقيم التجارب لتصل إلى القوانين الصحيحة) لِما هو منشود للعرب جميعاً.
والحمد لله، نجحت هذه التجربة في الاختبار، بل أصبحت الآن قيد التقليد في أماكن أخرى عديدة داخل أميركا وخارجها، رغم أن لا علاقة للمركز بأي مؤسسة أخرى تحمل أسم "الحوار" في أي مكان آخر.
==========================================================================================================================
How to Subscribe or to Support Al-Hewar Center
كيف يمكن دعم مركز الحوار
إنّ "الحوار" تعتمد في ميزانيتها منذ تأسيسها على الإشتراكات المالية السنوية، وهذه الإشتراكات هي غالباً محدودة العدد وقليلة القيمة المادية، ولا تتناسب مع حجم التأثير الإيجابي الذي تحدثه هذه التجربة على مر السنين، كما لا توفر المدخول اللازم لتغطية الحد الأدنى من المصاريف المتوجبة.
لذلك ندعوكم للمساهمة في الحملة الهادفة إلى التشجيع على الاشتراك بالمركز وعلى تقديم الدعم لهذه التجربة العربية الفريدة.
يمكنكم دعم "الحوار" من خلال:
· الاشتراك السنوي في المركز: (الفردي: 100 دولار، العائلي: 130 دولاراً، المؤسسات: 300 دولار، التشجيعي: 500 دولار)
· الإسراع في تجديد الاشتراكات التي انتهت صلاحياتها.
· دعوة أصدقاء وأقارب للاشتراك في "مركز الحوار".
· تشجيع المؤسسات وأصحاب المهن على نشر إعلانات على "موقع الإنترنت".http://www.alhewar.com
***
يمكنكم الاشتراك في المركز بواسطة بطاقات الأئتمان عبر خدمة PAYPAL على شبكؽ
No comments:
Post a Comment