Thursday 12 July 2012

{الفكر القومي العربي} الاعتداء على جيش التحرير الفلسطيني عدوان على كل الشعب الفلسطيني

الاعتداء على جيش التحرير الفلسطيني عدوان على كل الشعب الفلسطيني

بقلم: زياد ابوشاويش

تبت يد القتلة المجرمين الذين اختطفوا المجندين الفلسطينيين في جيش التحرير ثم اغتالوهم بعد أيام بدم بارد وبأوامر من جهات لن تظل بمنأى عن الافتضاح ونيل ما تستحق من العقاب.

إن عملية الخطف التي جرت لستة عشر مجنداً في جيش التحرير على طريق مصياف حماة ثم قتلهم بدم بارد تمثل ذروة الإرهاب والعمالة، وهي محاولة يائسة لاستدراج الفلسطينيين لمعارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل حيث موقف كل فلسطيني شريف يتمثل في الدعوة لوقف القتل والعنف وحل الخلافات الداخلية في سورية الشقيقة بالحوار وبالتسامح والعفو عند المقدرة.

لقد أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية في سورية موقفاً متوازناً من مجريات الأحداث في سورية ومثل موقفها إجماعاً بين أبناء الشعب الفلسطيني وكل خروج عن هذا الموقف يعني خروجاً عن الصف الوطني ومساً بأمن الفلسطينيين ومكانتهم بين أشقائهم في القطر العربي السوري ولا غطاء له من أي جهة، والأهم أنه موقف مدان من الجميع.

إن الخاطفين وقد تأخروا في تنفيذ مهمتهم القذرة بقتل الشباب الفلسطيني بعد عدة أيام من اختطافهم قد كشفوا عن حقيقة ما جرى ومن هي الجهة التي نفذت العمل الإجرامي والممولين والمحرضين أيضاً، فقد كان منطقياً لو كان هؤلاء يعملون دون توجيهات من أي طرف أن يقتلوهم أو يطلقون سراحهم بعد فترة قصيرة جداً من خطفهم واقتيادهم لمركز قيادتهم في إدلب المدينة التي نعرف جميعاً أن قيادة الجيش الحر ومعظم منتسبيه يتمركزون فيها.

إن المسألة الطبيعية في الحالة التي نتناولها أن يصدر هذا الجيش وقيادته العسكرية والسياسية بياناً يدينون فيه هذا العمل البشع الذي يفتقد أدنى مقومات الحس الإنساني أو الحرص على العلاقات التاريخية والأخوية بين أبناء الشعب الفلسطيني والسوري بكل مكوناته وطوائفه.

لقد تكرر الاعتداء على ضباط وجنود جيش التحرير الفلسطيني بل وعلى مواطنين فلسطينيين مدنيين بطريقة قصدية لا يمكن وصفها سوى بالعبثية والتخريبية رغم أنها مدروسة ومتعمدة وفي خدمة العدو الصهيوني وعملائه المحليين والخارجيين، وهذا الأمر سبق أن تناولناه في مقال سابق بعنوان "من يقف وراء اغتيال ضباط جيش التحرير الفلسطيني بسورية؟" وأشرنا إلى جهات عربية عميلة تقوم بالتخطيط والتحريض والتمويل وفي ذهنها أن تزج بالفلسطينيين في معركة يعتقدون أنها تخدم أهدافهم القذرة بتدمير فرص التهدئة والحل السلمي للمعضلة السورية وخلط الأوراق في خدمة هدفهم المعلن بإسقاط سورية الوطن والموقف وليس النظام فقط كما يروجون.

المكان الذي وجدت به الجثامين في إدلب وقربه من الحدود التركية وكذلك الطريقة الوحشية في تعذيب هؤلاء الشباب والتمثيل في بعض الجثث كما حدث في حالات أخرى ثم إلقائها على قارعة الطريق تظهر للجميع أن من فعل ذلك كان يدرك تماماً حجم الجريمة التي يرتكبها وأنه مغطى من جهات ودول نافذة وقادرة على حمايته حتى لو لم تظهر أسماء هؤلاء القتلة أو صورهم. الذين قاموا باختطاف المجندين الفلسطينيين وقتلهم هم عدد كبير من الأوغاد المأجورين ولابد أنهم يملكون المساندة من مجموعات أخرى تتحرك في تلك المنطقة وبالتالي فإن من شارك في العملية وعلم بوقائعها عدد كبير من هؤلاء ولا يمكن أن تزعم قيادات الجيش الحر أنها لا تعرفهم أو لا تعرف أين يتمركزون. ولو افترضنا أن هؤلاء مجموعات منفلتة لا هدف لها سوى التخريب والقتل فإن الوقت الطويل نسبياً بين عملية الخطف وعملية القتل تمنح العقلاء إن وجدوا فرصة التدخل لوقف الجريمة ومفاعيلها السلبية الخطيرة وهذا لم يحدث.

إن جماهير الشعب الفلسطيني في سورية وفلسطين وفي كل أماكن اللجوء والشتات ترفض وتدين هذا العمل الوحشي القذر، وتؤكد من جديد أن الاعتداء على جيش التحرير الفلسطيني هو عدوان على كل الشعب ويؤلم كل المواطنين الفلسطينيين أينما وجدوا.

إن واجب الجميع في سورية توفير الأمن والحماية للفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم وهذا واجب الشقيق وصلة الدم والقربى، وهذا الأمر ينطبق على أفراد وضباط الجيش الفلسطيني الذي يتم إعداده ليوم العودة والتحرير، و لأي مواجهة مع العدو الصهيوني.

الشهداء الذين اغتالتهم يد الغدر هم أبناؤنا وفلذات كبد أهلهم وشعبهم ولابد أن ينالوا حقهم من التكريم والقصاص من قتلتهم وإن طال الزمن.المجد لهم والخزي للعملاء والمأجورين.

Zead51@hotmail.com

 

 

د

No comments:

Post a Comment