Sunday 8 July 2012

{الفكر القومي العربي} بيان شباب هيئة التنسيق السورية المعارضة


 
 

شباب هيئة التنسيق المعارضة: الجيش الحر لا يخدم الثورة بسبب خطابه الطائفي

07 Jul 2012 at 10:00am
أصدر شباب هيئة التنسيق المعارضة بيانا أكدوا فيه على التزامهم بمبادئ الهيئة الرئيسية مثل رفض العنف والطائفية والتدخل الأجنبي، وقد تضمن البيان فقرات مطولة تركز على نقد تجرية "الجيش الحر"، حيث اعتبر شباب الهيئة أن "الجيش الحر" لا يخدم الثورة بسبب خطابه الطائفي، فضلا عن ممارسته العنف ضد كل من يخالفه في العقيدة والموقف.
تجدر الإشارة إلى أن معظم أعضاء وأنصار وجمهور هيئة التنسيق المعارضة، التي يقودها في الداخل المحامي حسن عبدالعظيم، وفي الخارج الناشط الحقوقي هيثم مناع، يعارضون النظام منذ السبعينات والثمانينات، وفي سيرهم الذاتية سنوات طويلة من السجن في سجون النظام تراوحت بين 5 إلى ما يفوق العشرين عاما سجنا، وبخصوص شباب الهيئة فإن قسما كبيرا منهم من أبناء أو أقرباء سجناء سياسيين سابقين.
ولم يصدر أي رد بعد من "الجيش الحر" على هذا البيان.
وفيما يلي نص البيان كاملا:
إلى أبناء وطننا الحبيب:
نحن شباب هيئة التنسيق الوطنية في الوطن وخارجه نعلن ما يلي:
يمر وطننا الحبيب بأخطر أزمة تعصف به بعد بزوغ فجر أول أمل له ولشعبه انبثق مع أول صيحة حرية وكرامة من درعا الخالدة ، سرعان ما انتشرت وتضاعفت إلى أن عمت أرجاء الوطن ، مطالبة بما حرمنا منه من حقوق ومواطنة حقة ، وباسقاط نظام القهر والدكتاتورية الذي لم يجد رادعا أخلاقيا أو وطنيا أو انسانيا في اعلان الحرب على شعبه والذي أوصلنا إلى ما نحن عليه الآن من تفتت ، ومن جراح تعمل في الوطن وشعبه من عنف وعنف مضاد ادى الى ان البعض فقد في خضم الصراع البوصلة والتوجه.
ولا غرابة والحالة هذه أن تتعرض كل الأحزاب والهيئات والتجمعات السياسية التي تتألف منها المعارضة على اختلاف توجهاتها إلى خضات وموجات اضطراب بين صعود وهبوط ، ورهانات بعضها مصيب وبعضها مثير للجدل ، وبعضها الآخر لا يمت إلى ثورة الكرامة بصلة ، بل هو دخيل يحاول أن يكون موجها باجندات خارجية مختلفة، بينما تعرض شعبنا عبر حملات اعلامية مشبوهه لتضليل كبير وتزييف لوعيه الوطني الأصيل .
أما نحن في هيئة التنسيق الوطنية فلسنا ببعيدين عن تلك الموجات أو تلك الاضطرابات ، بل عانينا وما زلنا نعاني منها فلا نخفيها أو نحجبها ، بل نواجهها ونوجّهها ، ونحاول دوما ابعاد أي خطر يمكن له المساس بلاءاتنا المعروفة ومبادئنا الأساسية التي وثق بها كثير من أعضائنا ومن شعبنا فعولوا علينا أملا للمستقبل ، وضامنا لوحدة الشعب والبلاد ، في حين ان عنف النظام والعنف المضاد الذي نشأ بمواجهته كانا يجهزا أجهزا كلاهما على جميع الحلول السياسية العقلانية و على رموز و منافع النضال السلمي كنهج ناجع و فعال في مواجهة النظام تمهيداً لاسقاطه.
نتفق جميعاً أن العنف هو أمر لا يمكن مناقشته بشكل نظري لأن النتائج العملية على الأرض هي التي تحدد طبيعته و شكله إلا أن ما جمعنا في هيئة التنسيق هو التصور العام لصيرورة العنف داخل النسيج الاجتماعي السوري ، وخشيتنا من النتائج الكارثية التي ستنجم عنه و تترتب على اتباعه كوسيلة للنضال و ما سيتركه ذلك من آثار كالتفكك الاجتماعي ، و تكريس الفكر الطائفي و القومي الأعمى الذي بدأت تتجلى مظاهرهما في الصراعات الحادة ذات البعد القومي والطائفي بين بعض مكونات الشعب السوري.
إن هذا التصور العام هو ما جعل الهيئة تتمسك بلاءاتها الثلاثة ، ليس لأنها مقدسة و ليس لأننا طوباويون أو مثاليون ، بل لأنها هي التي جعلت هيئة التنسيق قوة مستهدفة جردتها القوى الاقليميه والدوليه ـ التي لاتريد رؤية سورية بلدا حرا مستقلا ـ من كل وسائل دفاعها ، الا اننا رغم ذلك لم نستسلم أو نقدم التنازلات ولم نساوم ، وتمسكنا بهذا الطرح بثبات وقبضنا عليه كالقابض على الجمر لاننا نعرف بان ما نتمسك به هو وطن ومواطنين.
نحن شباب هيئة التنسيق في الداخل والخارج وفي خضم هذا الفرز الكبير لكل التوجهات ، نؤكد من جديد على ثوابتنا التي قامت عليها ثورة شعبنا السوري ، ومبادئها التي اسست لهيئة التنسيق الوطنية كمشروع للثورة في سورية ، والتي تعكس مبدئية وروحية المواطنة كحل مدني ديمقراطي للقضاء على الديكتاتورية والإستبداد ، وإرساء عقد اجتماعي جديد يحقق الإنتقال إلى سورية المواطنة ـ الحلم المنشود.
إن هيئة التنسيق الآن تواجه مشكلة كبيرة تسمى "فشل خطة كوفي عنان" التي أدت ـ ضمن واقع ميداني شديد السوء ـ الى تبلورتوجهين يعبر عنهما قسمان اولهما يكرس ويؤيد التسلح وانجاح العسكرة ، والآخر يلزم بيته لأنه هُمش تماما في الحراك بسبب العنف ، وعليه فإن رفض التدخل الخارجي والطائفية لا يستكمل ركائزه دون رفض العنف من أي مصدر كان . ولما كان النظام هو المصدر الأساسي والمنتج الأول للعنف بكل أشكاله بحق المجتمع والأفراد في سورية وعبر تاريخه الطويل ، فنحن نفهم ونتفهم ردود الأفعال ونؤكد على حق الدفاع عن النفس ردا على عنف النظام ، كما نثمن الموقف الإيجابي والانساني للمنشقين عن الجيش السوري الذين رفضوا إطلاق الرصاص على شعبهم ، ونثمن أيضاً مواقف لجان الدفاع الشعبي والأفراد الذين يتواجدوا في بعض الأحياء والمدن حيث يقومون بدور اغاثي وليس دورا عسكريا – سياسيا .
اننا نرى بأن كل أشكال التسليح والعسكرة تحت أية مسمى جاءت كـ " الجيش الحر " لا تخدم الحراك الثوري ولأسباب عديدة :
١- أنه لا يخضع لأي تنظيم مؤسساتي باعتراف الجميع ، فعلى الرغم من ان البعض يناقش وبحسن نيه بان الجيش الحر اصبح امرا واقعا ومن الافضل الاستفاده منه وضمه تحت جناح الثوره لتقوية ازرها ، علما بان هذا التحليل الناقص يغفل كل التجارب التاريخيه التي تؤكد ضم العسكر لكل أشكال النضال تحت جناحهم وليس العكس ، وقد رأينا بتجربتنا الشخصية ما حصل مؤخرا من رفض الجيش الحر لمؤتمر القاهرة للمعارضة السورية جملة وتفصيلا ، منصبا نفسه المرجع الشرعي والوحيد للثوره ومخونا كل رجالات المعارضة دون استثناء.
٢- لأنه يكرس عنفاً مجتمعياً في وطن قد أمعن النظام في تفكيك شرائحه، ويفتح ثغرة للتطرف المجتمعي بجميع أشكاله، وهذا مارأيناه في الخطاب الطائفي الصريح وعلى الملأ لعدة قادة بارزين فيه.
٣- يسمح بتسلل عناصر أجنبية وحركات جهاديه ويودي بالمجتمع إلى فوضى السلاح.
٤- تسمح بعض الكتائب بل إنها تمارس العنف وتدعو العناصر المنشقه إلى ممارسة العنف مع الأطراف التي تخالفها في العقيدة أو في الموقف.
٥- أن دعم الجيش الحر يتطلب امكانيات ماديه كبيره لا يمتلكها السوريون ، وسيكون سببا لان يُطلب الدعم من جهات اخرى لديها اجنداتها وحروبها ومصالحها ، وسيتحول بل تحول قسم منه فعلا ضمن ولاءات غريبه عن السوريين وعن مصالحهم .
6- لم يقدم الجيش الحر حتى الآن أية ايجابية في المناطق التي نشط فيها غير زيادة نسبة الشهداء ونسبة الدمار ، اضافة لتأكيد رواية النظام بوجود العصابات المسلحة ، على الأقل بين صفوف الجيش النظامي الذين باتوا الآن بصدد الدفاع عن أنفسهم بدلا من تعاملهم مع أزمة ضمير باتجاه شعبهم والتي بالتأكيد كانت ستولد ما لا يرغبه النظام.
لن يكون الجيش الحر أو العنف بمخلص أو منقذ للوطن بالرغم من تفهمنا كونه ظاهرة فرضتها الأحداث والتطورات ، لكن هذا يشرح أسباب الظاهرة ولا يبررها ، ونحن نذكر هنا على سبيل المثال بان ممارسة النظام قد افرزت ايضا الطائفية والجريمة والخطف والتطرف الديني .
إننا اليوم نرى أنه من واجبنا و من واجب الجميع التصدي لما أفرزه و يفرزه قمع النظام من ظواهر خطيره في الداخل السوري، لا أن نمتطيها لنحقق مكسبا شعبيا أو إعلامياً – رغم ضبابية مفهوم الشعبية – فلسنا هنا في حملة انتخابات كما أننا نؤكد بأن وطننا و شعبنا يستحقان أن نعمل جميعاً من أجل مصلحتهما و مستقبلهما وعلينا أن نكون صريحين و صادقين مع الشعب ولو كلفنا ذلك خسارة بعض شعبيتنا.
إننا أيها الاخوه نعلن أننا غير ملزمين بأي خطاب ومن أي جهة كانت تتبنى فكرة الجيش الحر الذي قدم نفسه كشكل من أشكال العنف وتكريسه ، فنحن لا يمثلنا الا عهد الكرامة والحقوق الصادر عن هيئة التنسيق بينما نتحفظ على كثير من بنود ووثيقة العهد الوطني الصادرة عن مؤتمر القاهرة الأخير ، وعليه فان البيان الصادر عن مؤتمر القاهرة الأخير لا يعنينا بتاتا إلا في الجوانب التي نجدها إيجابية في خدمة الثورة السلمية والشعب السوري و التي تتوافق مع مبادئ الهيئة و ثوابتها و أدبياتها.
و أخيراً علينا دائماً أن نؤكد على حقيقة أن هناك ظلم تاريخي حدث بحق الأخوة من القومية الكوردية و بحق الأخوة من باقي القوميات التي يتألف منها الشعب السوري ، وردا على هذا الظلم فإننا نعلن تمسكنا بمبدأ أساسي عنوانه أننا لا نقبل بأي تهميش لأي جماعات أو أقليات أو قوميات وتحت أي تعريف سياسي ، فهذا حق مشروع للمواطن على وطنه ، لن نقبل أن يكون هناك مواطنين من الدرجه الثانيه تحت أي ذريعة كانت.
الخلود لشهدائنا
الشفاء لجرحانا
الحرية لمعتقلينا
والنصر لثورة الكرامة

--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "alhewar" من مجموعات Google.
للنشر في هذه المجموعة، أرسل بريدًا إلكترونيًا إلى alhewaralbanaa@googlegroups.com
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى alhewaralbanaa+unsubscribe@googlegroups.com.
للحصول على مزيد من الخيارات، يمكنك الانتقال إلى هذه المجموعة على العنوان http://groups.google.com/group/alhewaralbanaa?hl=ar.


No comments:

Post a Comment