Sunday 22 July 2012

{الفكر القومي العربي} تفكيك الجيوش وتدميرها



 
تفكيك الجيوش وتدميرها
 
السياسة الغربية العامة تجاه المنطقة هي منع قيام جيوش قوية، وتدميرها إن قامت على الرغم من إرادتها، ما لم تكن جيوشا لأنظمة حليفة جدا وموثوقة جدا. ومع قيام إسرائيل صارت هذه السياسة حاسمة وضرورية، ولها الأولوية الطلقة. ولدينا أمثلة تاريخية لا تخطئ:
 
أولا: في نهاية ثلاثينات القرن الماضي كان القرار الأوربي بتدمير الجيش المصري، جيش محمد علي وإبراهيم باشا، عقابا له على طموحاته الإقليمية، وبحجة أنه ديكتاتور قاس ظالم. وبالفعل تم بالقوة، تصغير حجمه، وتسريح غالبية جنوده. كما تم إفقاد السلطة المصرية سيطرتها على موارد البلد التي تمكنها من إعادة بناء جيش، والتفكير في طموحات. وهكذا أصبح الوضع في مصر آمنا بالنسبة لهم.
وقد مضت مائة سنة حتى استطاعت مصر أن تستعيد جيشها بعد ثورة 1952.
 
ثانيا: وكان الهدف من حزيران 1976 ضد مصر عبد الناصر هو الوصول إلى الجيش المصري وتدميره. لكن الخطة لم تنجح. فقد صمد المصريون وأعادوا بناء جيشهم الذي عبر قناة السويس في تشرين عام 1973.
 
ثالثا: بعد احتلال العراق عام 2003، كان القرار الأول الذي اتخذه بول بريمر هو حل الجيش العراقي، العمود الفقري لدولة العراق الحديث. وقد حل الجيش بالفعل، وسرح جنوده وضباطه، وحل محله جيش الميلشيات والصحوات، الذي ليس بجيش في الواقع. إنه جيش يشبه جيش مصر بعد هزيمة محمد علي.
 
رابعا: آخذين العبرة من مما جرى من فوضى في العراق أدت إلى مشاكل هائلة للقوات الأميركية، يبدو أن الأميركيين يسيرون في سوريا بحذر أشد. فليس المطلوب حل الجيش السوري بكامله، واستبداله بجيش صحوات جديد، بل المطلوب تقليم أظافره نهائيا، بحيث يتوقف عن تشكيل أي خطر على إسرائيل، أو يشكل قاعدة لدور إقليمي لسوريا. وتقليم أظافره يبدأ بنزع أسلحته الإستراتيجية، وخاصة الصواريخ والأسلحة الكيماوية. بالتالي، فالهدف المركزي الآن لأمريكا وإسرائيل هو الخلاص من هذه الأسلحة. وهم يغطون هذا الهدف بصيحات عن احتمال استخدامها داخليا، أي ضد المعارضة السورية. غير أن الأعمى يستطيع أن يدرك أن الهدف هو حماية إسرائيل لا حماية الشعب السوري من هذه الأسلحة.
الأسلحة الإستراتيجية هي المرحلة الأولى في الخطة، أما المرحلة الثانية فستكون تقليص الجيش السوري، وتحديد نوع الأسلحة التي يحق له امتلاكها، وذلك حتى يتم تصغير دور سوريا الإقليمي، وإلغائها كحاجز أمام القوة الإسرائيلية.
 
أما في ما خص مصر، فما منعهم من طرح مشروع تدمير جديد للجيش المصري إنما هو أمران اثنان:
الأول: أن الثورة الوطنية المصرية كانت في الواقع ثورة ضد التدخلات الأميركية في شؤون مصر. أي أنها توجه سهامها نحو الأميركيين. بالتالي، فلم يكن لهم أي سيطرة عليها.
الثاني: أن الجيش المصري وضع في السنوات الثلاثين التي حكم فيها مبارك تحت السيطرة الأميركية الكاملة. بالتالي، فجنرالاته مضمونون. بل إنهم قوة الثورة المضادة الأولى في مصر. عليه، فالحفاظ عليهم هو هدف أمريكا. فهم يقودون جيشهم لصالح أمريكا منذ ثلاثين سنة. من اجل هذا، أصبح هدف الثورة المصرية هو إبعاد هؤلاء الجنرالات عن السياسة، او إزاحتهم كليا. فهذه هي الوسيلة الوحيدة حتى تسيطر مصر على جيشها. أي حتى يكون جيشا من أجل مصالح مصر وشعبها.
 
وفي إيران ستمضي الأمور كما مضت في المنطقة لو انتصر الأميركيون. أي أنهم سيفككون جيش إيران، ويقيمون جيش صحوات بديلا منه.
 
__._,_.___
Recent Activity:
Messages in this forum reflect the author's opinion only and do not necessarily express the Forum�s point of view
.

__,_._,___


No comments:

Post a Comment