Tuesday 3 July 2012

{الفكر القومي العربي} مؤتمر "المعارضة" ... من يتأمر على من ؟

 
مؤتمر "المعارضة" ... من يتأمر على من ؟
 بقلم : حسين الربيعي                                                                                              
 
 
بعيدا عن السياسة العراقية المتموجة ، والموقف الغريب الذي تفوه به وزير الخارجية هوشيار زيباري في ما سمي بمؤتمر المعارضة السورية في القاهرة ، الموقف الذي أكده بطريقة أدنى الناطق بأسم الحكومة العراقية علي الدباغ .... بعيدا عن هذا الأختلاف في مواقف الحكومة العراقية من الأزمة السورية ... فهو بالتأكيد موقفا غير ثابت وغير معول عليه ، والدليل تجاوز الرئيس بشار الأسد على ما يخص العراق في سؤال من قبل مذيع القناة الرابعة الأيرانية ، حول مواقف كل من روسيا والصين وأيران والعراق .
بعيدا عن ذلك ، فإن الأتهامات بين أطراف "المعارضة" السورية ، باتت ظاهرة واضحة للعيان ، مما يقدره المتابعين ، أنه انعكاس لحقيقة تشتت هذه المعارضة وعدم أتفاقها على أهداف مشتركة ، فكل جهة ... بل كل شخص من أطرافها يغني على ليلاه ... فالجيش الذي يطلق على نفسه تسمية الحر ، أتهم مؤتمر القاهرة ـ رغم مشاركته فيه ـ بالتأمر ، والتنسيقية التي يقودها المنفك عن الناصرية حسن عبد العظيم ، يشكك اعضائها بمؤتمر القاهرة ، وعن النسب الممنوحة لأطراف المعارضة ، كما قال هيثم المناع في إشارة واضحة لتهميش  التنسيقية التي ينتمي لها " لحساب مؤتمر أسطنبول لأصدقاء الشعب السوري وبالتالي يبعد بالأساس فصائل هامة من المعارضة السورية ، من بينها هيئة التنسيق" وفق مقولته في مكالمة مع قناة روسيا اليوم ، بل  أن "أمين" سرها قال " انه الهيئة لاتعلق امالا كبيرة على هذا المؤتمر " مع أنها ايضا تشارك فيه .
والحقيقة أن هذه المعارضة ، لم تعد سوى بيادق فوق "رقعة" الأجندة الأمريكية والصهيونية المعادية للشعب السوري والشعوب العربية ، وعمالة من السياسيين المبتذلين الذين يعرضون خدماتهم على الأرصفة ، جمعهم الوكلاء الرسميين للمحافل الصهيونية من حكام الخليج ، إذ يكفي أنى يكون المؤتمر تحت رعاية محفل العربان العرب ، ليس لغرض البناء بل للهدم ، على وفق الطريقة التي تعاملوا ، بل تأمروا بها على العراق وليبيا ، والمساهمة بشكل مباشر وغير مباشر في أحتلالهما ، وتحت إشراف الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وتركيا وبريطانيا ، وكل دول الحنين للإرث الأستعماري البغيض  ... وعليه فإن ما سمته أطراف المؤتمر " مرحلة ما بعد الأسد " سوف تكون مريرة وقاسية على المؤتمرين المتأمرين ، لأنها تحتاج إلى خزين كبير من الصبر الطويل ، لم يتعلمه أصحاب الأحلام الوردية الذين ينتضرون قدوم القارس الأمريكي فوق دبابته ، قد ينقلهم على وتيرة هذا الأنتظار إلى نهاياتهم مالم يستفيقوا من خديعتها .
يقول مصدر فرنسي " أن الذين يقاتلون السلطة السورية ، جنود أمريكيين ، لكنهم لم يحصلوا بعد على الجنسية الأمريكية " ويضيف " في السياسة ، لاقرار حر لما أسمته أمريكا "مجالس ، العسكرية " ولا "الوطنية" ولا "التنسيقية" حرة ، لافي الشام ، ولافي أسطنبول ، ولافي باريس ، ولافي لندن ، ولاحتى في مكة ودبي والمدينة ... كل المعارضين في الأرتهانات للأمريكيين سواء ، إلا قلة قليلة ، كنا نظن أنهم أحرار ، ولكن ميزان اجتماع القاهرة سيحدد من قبل بالعبودية للأمريكي ومن بقي حرا " .
 
هذا الكلام يكفي ذوي الألباب ...ويبقى أن نتسائل على صدى مؤتمر القاهرة ، من يتأمر على من ؟  فإن المؤامرة جمعت كل الحشد داخل قاعة المؤتمر ، والتأمر صفة جميع المشاركين فيه  ... فمن يتأمر ويخون وطنه ومبادئه ، يتأمر يخون شريكه في الجريمة ولو كان من رحمه ولو علق في مكتبه الف صورة للبطل القومي جمال عبد الناصر ... ودعائنا أن نكون على خطاء ، فقد يكون بينهم من لايقبل بالعبودية الأمريكية ويعود لجادة الوطنية ... اللهم آمين .  
 

No comments:

Post a Comment