المؤتمر الشعبي اللبناني
مكتب الإعلام المركزي
كمال شاتيلا: التظاهرة الشعبية أكدت على إستعادة الشارع للحيوية الوطنية وشكلت رسالة كبيرة للطبقة السياسية الحاكمة
ما تعرض له رئيس الحكومة بالأمس موجه ضده وضد تياره السياسي بصفتهم أحد رموز الفساد وليس ضد مقام رئاسة الحكومة
المصارف الكبرى والشركات العقارية الكبرى ومغتصبي الاملاك البحرية يشكلون ثالوث المصائب للناس
رأى رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا أن التظاهرة الشعبية الحاشدة التي اقيمت في ساحة رياض الصلح أكدت على إستعادة الشارع للحيوية الوطنية وشكلت رسالة كبيرة للطبقة السياسية الحاكمة، داعياً لتوحيد الجهود بين كل القوى والحركات التي شاركت، ووضع خطة عمل فيما بينها لتوحيد الأهداف والمطالب، معتبراً أن ما تعرض له رئيس الحكومة بالأمس موجه ضده وضد تياره السياسي بصفتهم أحد رموز الفساد وليس ضد موقع رئاسة الحكومة.
وقال شاتيلا في بيان له اليوم: أتوجه بكل التقدير لكل القوى الشبابية والوطنية التي شاركت في تظاهرة رياض الصلح، كما احيي اخوتنا في اتحاد الشباب الوطني وحملة بدنا وطن وسائر الحملات الهادفة للتغيير في بيروت وعكار ومناطق اخرى.
ان تظاهر الآلاف ضد الطبقة الحاكمة كانت ناجحة من حيث مشاركة وفود من بيروت وكل المحافظات اللبنانية، فعبّرت عن اعادة الحيوية الوطنية للشارع ضد العصبيات الفئوية التي مارسها اهل الحكم للمحافظة على نهجهم وفسادهم.
ان المطالب التي رفعت بوجه الحكام هي من صميم حقوق الشعب المغتصبة بهدف الاصلاح وتطبيق بنود الدستور ومحاسبة الفاسدين وتمويل الموازنة والسلسلة والعجز في الخزينة من أموال تجمع المصارف الكبرى والشركات العقارية الكبرى ومغتصبي الاملاك البحرية وليس من الطبقات المتوسطة والفقيرة.
لقد شكلت التظاهرة بداية الرد على حرب التجويع التي لا تميز بين مسلم ومسيحي واظهرت الفشل التام للسلطة في اثارة العصبيات لمنع اعادة توحيد الشارع الوطني. وقد حافظت على سلميتها وديمقراطيتها بالرغم من محاولات قوى السلطة ان تزوّر ارادة الناس وتظهر الصراع هو بين شيوعيين والحكومة او بين طائفيين والسراي في حين ان الحراك شعبي وليس حزبي. لقد استقوت السلطة بالاعلام العميل التابع للمصارف والسفارات الاجنبية لتشويه هذا الحراك الشعبي المتجدد، وإننا نؤكد ان المجموعة التخريبية التي حاولت الاصطدام مع القوى الامنية ليست من التظاهرة وانما هي تابعة لجهات ترمي الى تخريب الحراك الشعبي وتخويف الناس كما حصل عام 2015 لكنها لم تستطع تشويه المظهر الحضاري للتظاهرة واتحاد الناس وراء مطالبهم المشروعة.
لقد شكلت التظاهرة انذاراً مدويّا ضد السلطة لوقف احتكارها للسلطة والثروة ومواصلة الفساد وأكدت أن لا سكوت بعد اليوم عن المظالم. فالحراك الشعبي يستهدف اسقاط دستور السلطة التي تكونت بتفاهمات اقليمية دولية منذ العام 1992، والعودة لاحياء دستور الطائف الوطني الذي نص على العدالة السياسية والاجتماعية. فهذا الدستور الذي تجاوزته السلطة بدستور ديكتاتوري أقام نظام الحزب الواحد المتعدد الرؤوس والحقت القضاء بها وعطلت اجهزة الرقابة.
ان حزب المستقبل تولى السياسة الاقتصادية الوحشية منذ العام 92 وتولى وزارات الاقتصاد والمال في معظم الحكومات، فكيف يسمح لنفسه رئيس الحكومة بالسؤال عن المطالب للمتظاهرين وهو يعلم ان سياسة حزبه كانت دائماً تعبيراً عن الرأسمالية الوحشية وضد الاكثرية الشعبية.
كان على رئيس الحكومة ان يعيد المال المنهوب من خزينة الناس والمقدر ب575 مليون دولار والذي منحه المخرّب الاقتصادي رئيس المصرف المركزي رياض سلامة لبنك البحرالمتوسط الذي يملكه السيد الحريري قبل ان يصرّح بانه ضد الفساد. كان يجب ان يقدم المثال قبل ان يخاطب المتظاهرين الذين يعتبرونه احد ابرز رموز الفساد. اما قول البعض بان الانتقادات من المتظاهرين التي تلقاها الحريري موّجهة لموقع رئاسة الحكومة الاسلامي فهو غباء وهرطقة وتزوير للحقائق. اين كان هؤلاء الذين يقولون هذا الكلام المنحرف يوم أوقفنا نحن بالتحديد اقتحام السراي ايام التظاهرات الواسعة ضد حكومة السنيورة وقلنا للمتجمعين في بيت الرئيس العماد ميشال عون اننا نميّز بين السنيورة وسياسته المرفوضة وبين السراي التي نرفض اقتحامها.
ان الذي اضعف رئاسة الحكومة هم آل المستقبل الذين مارسوا التبعية للاميركيين وتحالفوا مع القوات وتنكروا لعروبة الشارع الوطني ومارسوا الفساد والنهب للطبقات الشعبية ولم يدلوا بكلمة واحدة عن مواجهة احتلال الصهاينة لمزارع شبعا. فوجهوا بذلك اكبر الضربات للطائفة السنية التي كان رجالها يتصدون للاستعمار والصهيونية والإقطاع القديم، وانقلبوا على طبيعة التيار الوطني العروبي وحاربوا العروبيين وتحالفوا مع المستعمرين. فكان من الطبيعي ان يتخلى الشارع عنهم ولا يلبي دعواتهم فظهر إفلاسهم الشعبي والسياسي قبل أن يفلسوا مالياً.
ان تعاوننا مع حركات شعبية وطنية مستمر لمواصلة النضال المطلبي ونسعى مع كل المعنيين للإستفادة من اخطاء الحراك الشعبي 2015 فالحراك تراجع نتيجة مؤثرات السلطة ومجموعات تخريبية حاولت اقتحام السراي ومجلس النواب واحتلت احدى الوزارات. ان هذه الاعمال المشينة لا علاقة لها بمطالب الناس الذين تظاهروا بمئات آلاف لكنهم حينما شاهدوا هذه التصرفات الفئوية أحجموا عن المشاركة. وحتى لا يتكرر هذا المشهد المخزي، فإن على كل الحركات المشاركة في التظاهرات التشديد على القواعد التالية:
1 – المحافظة على السلم الاهلي وعدم التعرض اطلاقاً للجيش والقوى الوطنية.
2 – عدم التعرض لوزارات او ادارات او املاك عامة او خاصة وحمل شعارات كالحرية الجنسية والمثلية والزواج اللاشرعي. ان هذه الشعارات التي تعني حفنة من الناس ولا تعني الوطنيين المؤمنين على الاطلاق.
3 – المطالبة بالاصلاح والتزام الدستور وليس باسقاط النظام واسقاط دستور الطبقة الحاكمة.
4 – اعتبار المصارف الكبرى والشركات العقارية الكبرى ومغتصبي الاملاك البحرية هم مع نوابهم ووزرائهم يتحملون المسؤولية الاولى عن تخريب الاقتصاد والإعتداء المتمادي على حقوق الشعب، وعلى هؤلاء ان يدفعوا عجز الخزينة والديون وتمويل السلسلة من جيوبهم ومحاسبتهم من قبل القضاء النزيه وليس من قضاة تابعين للسلطة الغاشمة.
5 – ان مقاطعة اجهزة الاعلام التابعة للاحتكارات والسفارات الاجنبية ضرورة وطنية خاصة تلك التي تهاجم وتشوه الحراك الشعبي لافشاله وسنضطر لتسمية كل جهاز اعلامي يدافع عن الاحتكارات.
ان الحراك الشعبي ينجح اذا اعتمدت الحركات الشبابية المعنية بالامور التالية:
اولاً: المحافظة على ديمقراطية وسلمية التظاهرات.
ثانياً: ادانة كل مجموعة تخريبية للحراك.
ثالثاً: تشكيل ادارة موّحدة ورفض اي شكل من اشكال هينمة اي فئة على الحراك او احتكار صوت المتظاهرين.
رابعاً: صياغة برنامج اقتصادي اجتماعي موّحد مرحلي مع التصميم على الاصلاح السياسي الذي يبدأ باعتماد النسبية والمشاركة في مؤتمر وطني لوضع خطة تطبيقية لاتفاق الطائف.
ان التزام بهذه القواعد يوفر بيئة شعبية واسعة للحراك ويشجع الناس على الانخراط فيه ويشكل قوة ضاغطة بالفعل على السلطة. اما العصبيات الفئوية ومحاولات الاحتكار الحزبي فانها تجهض الحراك الشعبي وتقدّم افضل الهدايا للسلطة الفاسدة وهذه العصبيات ان حصلت فانها تشكل اكبر خطر على الشعب وتوازي او تزيد عن مؤامرات السلطة.
ان بيروت وطرابلس وغيرهما لم يستجيبوا لنداء المستقبل في التحشد بالملعب البلدي تأييداً لرئيس الحكومة، وهذا ابلغ رد شعبي على رئيس الحكومة وعلى كل من يخدع الشعب ويستغله لمصالحه الخاصة والفئوية. فبيروت كانت دائماً مع الحق والوحدة الوطنية وضد الاقطاع والراسمالية الوحشية ولن ينجح التضليل الاعلامي والدفع المالي في تغيير طبيعة اهل بيروت وغيرها.
------------------------- 20/3/2017
Email: info@al-mawkef.com – info@kamalchatila.org بيروت – برج أبو حيدر – بناية شاهين – ط8/ص.ب: 7927/11 – هاتف: 305627 – 307287/01 فاكس: 312247/01
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
Visit this group at https://groups.google.com/group/alfikralarabi.
For more options, visit https://groups.google.com/d/optout.
No comments:
Post a Comment