Sunday 27 May 2012

RE: {الفكر القومي العربي} ظاهرة صعود(نسر صباحى)


لماذا أرفض كلمة فلول

 

بفكر / حسين راشد

 

لا شك أن ما حدث في العالم العربي من تغيرات  يجعل كل مفكر و طني أن يبحث في مفردات العصر الآني الذي هبت عليه رياح التغيير و اشتعلت الحناجر فجأة و خرج الصامتون عن صمتهم ليدلوا بمرارات ترسبت داخل وجدانهم على مدار عقود من الزمن , وهذه العقود كانت كفيلة بأن ينتفض الشعب العربي عامة و المصري خاصة .. أما عن الشعب العربي فلأنه وجد أنه بعد الطاعة العمياء لحكامه و ترك معترك السياسة لمن كانوا يعتبرونهم أجدر منهم و أعلم في هذا المجال حتى وجد الشعب العربي أن هؤلاء الذين خولوا لهم معترك السياسة ليسوا بجديرين بهذه المهمة , و أن عدوهم الذي بات قريباً من تحقيق حلمه المزعوم دون وقفة حقيقية من تلك النخب أمامه بل زادت الطينة بلة بأن أصبحوا أصدقاء هذا العدو فيما اعتبره الكثيرون من العامة أنه انبطاح عربي أمام المد الصهيوني, بل و من خلال التعاملات التي تطفح على السطح رأت الشعوب العربية حكامهم بنظرة العملاء و الخونة لأوطانهم .. فلا هم استفادوا من مهادنة العدو ولا هم استطاعوا أن يحاربوه ليجلوه عن أراضينا المحتلة .. وكل هذه و أكثر من السلبيات أدت إلى فوران الشعوب العربية  حينما أيقنوا أن من على سدة الحكم يعملون من أجل مصالحهم الشخصية لا من أجل شعوبهم و بلادهم , فأصبح تزاوج رأس المال و السلطة يشكل أكبر مظاهر الاستبداد المالي و السياسي و الذي أنتج نتاجاً عكسياً لما يريده الوطن , فزادت البطالة و زاد الفقر في ربوع الشارع العربي كما أن إهمال مصالح الفرد العربي و إحساسه أنه يسرق و تسرق بلاده أمام عينيه و هو على شفا حفرة من نار الحاجة أدى إلى أن يثور على هذه الأنظمة ,

لا شك أننا جميعاً نعلم هذا جيداً , و خاصة من يحملون على أكتافهم الهم العربي و الصراع العربي الصهيوني, و من المحزن جداً أننا الآن في حالات الثورة ننسى أو نتناسى أن هناك أعداء حقيقيون يقفون و يستعدون لجني ثمار الفوضى التي انتجتها عوامل عدة منها على سبيل المثال لا الحصر شعور الفرد في الشارع أنه هو الثورة الحقيقية و أن أهدافه هي أهداف الثورة بينما يعارضه من بجانبه ليقول له ليست هذه أهداف الثورة بل ما أؤمن به هو الهدف الحقيقي و أنا الثورة .. و بين هذا و ذاك تضيع قيم الثورة الحقيقية و تتفتت القوى لتصبح كأعواد القش المنفصلة و التي من السهل على أي عدو أن يكسرها  بأقل القليل من القوة . بينما كنا ننتظر كسياسيين و وطنين أن نجتمع جميعاً على أهداف أساسية. و نتجنب الأحلام الوردية, فالسياسة في بعض مفاهيمها تقول أنها "فن الممكن" لا فن المستحيل أو فن الأحلام .

ومن هنا كان علي أن أدخل في موضوع مقالي الذي عنونته بـ "لماذا أرفض كلمة فلول" وهي الفاجعة التي كلما سمعت أحداً يقولها أسأله أن يأتي بأي تعريف أخر لمن استفادوا و افسدوا الحياة السياسية من النظام القديم , لعلمي بأن هناك من سيستفيد من هذه الكلمة التي تفشت بيننا دون أن يعلم أحد ما هو المصدر الرئيسي لها , خاصة أنها لم تكن دارجة على ألسنة الشعب المصري في كل العقود الفائتة, و سأضع لكم النص الذي جعلني أكتب هذا المقال في هذا التوقيت خاصة كي نستعيد ذاكرتنا و نوقف هذا التطاحن قليلاً لنفكر جيداً و نستنشق هواءً عربياً أصيلاً يخلو من شوائب الصهيونية .

وأنني استطيع في ثقة أن أصرح اليوم بأننا أصحاب التشريع،  واننا المتسلطون في الحكم، والمقررون للعقوبات، وأننا نقضي باعدام من نشاء ونعفو عمن نشاء، ونحن ـ كما هو واقع ـ اولو الأمر الاعلون في كل الجيوش، الراكبون رؤوسها، ونحن نحكم بالقوة القاهرة، لأنه لا تزال في أيدينا الفلول التي كانت الحزب القوي من قبل، وهي الآن خاضعة لسلطاننا، ان لنا طموحاً لا يحد، وشرهاً لا يشبع، ونقمة لا ترحم، وبغضاء لا تحس. اننا مصدر ارهاب بعيد المدى. واننا نسخر في خدمتنا أناساً من جميع المذاهب والاحزاب، من رجال يرغبون في اعادة الملكيات، واشتراكيين ، وشيوعيين، وحالمين بكل أنواع الطوبيات Utopias[1]، ولقد وضعناهم جميعاً تحت السرج، وكل واحد منهم على طريقته الخاصة ينسف ما بقي من السلطة، ويحاول أن يحطم كل القوانين القائمة. وبهذا التدبير تتعذب الحكومات، وتصرخ طلباً للراحة، وتستعد ـ من أجل السلام ـ لتقديم أي تضحية، ولكننا لن نمنحهم أي سلام حتى يعترفوا في ضراعة بحكومتنا الدولية العليا."انتهى الاقتباس"

هذا الاقتباس أخوتي و أخواتي الكرام الوطنيون الغيورون على عروبتكم من بروتوكولات حكماء صهيون البروتوكول التاسع

ولهذا البروتوكول أغراض و رؤى تصورها الواهمون بأنهم بمجرد إثارة النعرات الكاذبة بأن الشعوب ستطلب منهم بعد ذلك أن يحكمونهم بدلاً من أهلهم و أنفسهم .

لهذا أرفض هذه الكلمة .. و أطالب كل وطني و عربي و عروبي أن يلفظ هذه الكلمة و يشطبها من قاموس حياتنا .. فهل نعي هذا الدرس أم أننا سنظل في غياب حتى في أوقات صحوتنا و عزتنا .. و نحن على أعتاب رسم مستقبل جديد لمصرنا الغالية التي هي في الأساس محطمة الحلم الصهيوني و السد المنيع أمامه و الذي تحطمت أحلام الصهاينة على أعتابة مرات و مرات .. و إلى النهاية سنظل صامدين محققين لحلمنا العربي الشريف النظيف .. محافظين عليه بكل ما أوتينا من قوة ذات البين و قوة الفكر المضاد لهذا الفكر الشيطاني المريض.

و الحديث لا ينتهي.. فللحديث دائماً بقية

حسين راشد

مساعد رئيس حزب مصر الفتاة

رئيس



[1] الطوبيات يقصد بها ما يسمى الممالك الفاضلة أو كما سماها الفارابي المدينة الفاضلة ومفرد هذه الكلمة Utopia (لا أرض) وأول من استعملها في الانجليزية السير توماس مور Sir Thomas More(1489 ـ 1535) للدلالة على مملكة فاضلة تخيلها، وتخيل الناس فيها سعداء جميعاً، وقد صارت بعد ذلك تطلق على كل فكرة من هذا القبيل وقد ترجمنا أحياناً بالممالك الفاضلة مستأنسين بتسمية الفارابي الفيلسوف المسلم لفكرة له تشبه فكرة الاسمين من التشابه في اللفظ والمعنى، فأما اللفظ فظاهر، وأما المعنى فلأن  طوبي في العربية ـ كما وردت في القرآن والترجمة العربية للانجيل ـ تؤدي معنى الجزاء للصالحين بما عملوا من خير، وقد جعلنا النسبة إليها  طوباوية وطوباوياً.


 

 ==========================

الفنان التشكيلي والقاص والشاعر

حسين راشد

نائب رئيس حزب مصر الفتاة وأمين لجنة الإعلام

رئيس الاتحاد العربي للإعلام الالكتروني

رئيس تحرير جريدة مصر الحرة الالكترونية

www.misralhura.tk

www.auem.org

 

.

No comments:

Post a Comment