Wednesday 30 May 2012

{الفكر القومي العربي} VB: السويد دار الهجرة للعرب والمسلمين



السويد دار الهجرة للعرب والمسلمين
 
 
لا تعتبر الهجرة أمرا جديدا بالنسبة للسويد، فقد هاجر إليها على امتداد القرون المختلفة شعوب متعددة مثل الفلنديون و ألمان هانزا و الفالونيون و الاسكتلنديون  و الغجر واليهود وفي العصر الحديث هاجر اليها عدد كبير من شعوب امريكا الجنوبية و أفريقيا و آسيا ومن الشرق الأوسط. الهجرة الحديثة بدأت اثناء و بعد الحرب العالمية الثانية عندما لجأ اليها ما يقارب من 200 ألف أوروبي منهم أقلية مسلمة من اصل تتري هاجرت من فنلندا واستلندا إلى استكهولم وأسسوا نواة العمل الإسلامي في هذه البلاد عام 1947. واستقطبت السويد عمال اتراك و يوغسلاف ويونانيين للعمل في المصانع السويدية حيث تزايد الطلب على العمالة المستوردة ، وفي نهاية الستينات وبداية السبعينات من القرن المنصرم بلغ عدد المهاجرين العرب و المسلمين إلى حوالي 15000 شخص . الهجرة الأولى للعرب والمسلمين كانت اقتصادية محضة، وقد كان لها تأثير مباشر على نوعية " التواصل" المبني على الأخذ والعطاء المتبادل بينها وبين المجتمع السويدي المحيط بها ولكن سرعان ما تغير الحال حيث أقفلت السويد باب الهجرة وتشددت في إصدار تصاريح الإقامة. تم إيقاف جزء كبير من هجرة الأيادي العاملة إلى السويد خلال  اشتداد الأزمة الاقتصادية في سوق العمل السويدي في بداية السبعينات. و تحولت الهجرة بعد ذلك إلى لجوء سياسي و إنساني من مختلف الأقطار و استقبلت السويد لاجئين من دول امريكا الجنوبية و الوسطى و من دول آسيا و أفريقيا و الإتحاد السوفيتي و من دول الشرق الأوسط.
 
 الهجرة العربية والمسلمة لم تتوقف منذ  عام 1970 يوما واحدا رغم صعوبة الحصول على التاشيرات السياحية، بل هي مستمرة وبكثافة أشد حيث لجأ إلى السويد في السبعينات أعداد كبيرة من الأكراد والفلسطينيين والبنجال والأفارقة هروبا من جحيم الحروب والكوارث الطبيعية والاضطهاد السياسي  وبلغ عدد طالبي اللجوء في أواخر السبعينات من القرن العشرين حوالي 80 ألف شخص نصفهم من العرب و المسلمين، وبذلك ارتفع عدد المسلمين في بداية الثمانينات من القرن العشرين ليصل إلى 50000 شخص .
 
سياسة لم شمل الاسر المهاجرة
 قام أوائل المهاجرين وللاجئين السياسيين بإحضار عائلاتهم الى السويد، وتزوج الشباب من بلدانهم الاصلية وكونوا أسرا جديدة ولم تعد الهجرة قاصرة على الرجال بل شملت آلاف الفتيات اللواتي التحقن بأزواجهن، أو ممن هاجرن من بلدانهن برضى او عدم رضى ذويهن بسبب الفقر و ضيق ذات اليد أو الهروب من القيود الاسرية.
 
استمر تدفق سيل اللاجئين السياسيين من إيران بعد نجاح الثورة الإسلامية الايرانية بتولي مقاليد الحكم هناك وفرار الكثير من أنصار الشاة ومن أنصار بعض المجموعات والاحزاب السياسية مثل الأفراد المنتسبين إلى الحزب الشيوعي "تودة" والى حزب " مجاهدي خلق" وقام حوالي ألف طالب إيراني مبعوثين للدراسة في زمن الشاة المخلوع بطلب حق اللجوء السياسي في السويد بعد انهاء دراستهم الجامعية ورفضوا العودة إلى إيران ، تقول التقارير الرسمية ان عدد الإيرانيين في السويد يتراوح بين 60 الى 70 الف شخص .  ولجأ إلى السويد آلاف اللبنانيين والفلسطينيين المقيمين في لبنان و سوريا و الأردن والعراق نتيجة الأزمات السياسية و الحرب الأهلية الطاحنة  والاجتياح الإسرائيلي المتكرر للبنان في مطلع الثمانينات والمجازر التي ارتكبت بحق المخيمات الفلسطينية هناك و تشير التقارير التي وصلتنا أن عدد الفلسطينيين بالسويد يزيد عن 30 الف شخص و غالبيتهم بدون وثائق تؤكد اثبات جنسيتهم الفلسطينية (بدون)، وتدفق سيل من اللاجئين الإرتريين والأثيوبيين والسودانيين الى السويد و وصل عددهم الى اكثر من 30 الف شخص ثلثيهم من المسلمين و الجالية الأكثر هجرة من العرب هي العراقية بمختلف شرائحها و طوائفها و عرقياتها و مذاهبها فالعراقيين عربا و اكرادا ، سنة و شيعة تدفقوا على السويد من مختلف الأقطار نتيجة للحروب والكوارث الإنسانية و يزيد عددهم هذه الأيام عن 200 الف شخص منهم حوالي 27 الف كردي .  وأما الأفغانيين فقد هاجروا بكثافة الى إيران و باكستان بسبب الحرب و منهم من هاجر إلى أوروبا عامة والسويد خاصة و يزيد عدد الأفغانيين هذه الأيام عن 10 آلاف شخص.  أما عن الصوماليين فقد تشرد الملايين منهم في شتى الأقطار و كان نصيب السويد حوالي 29 الف شخص. أما اللبنانيين فقد فروا بمئات الألوف الى أوروبا نتيجة الحروب الطائفية و استقر منهم حوالي 35 الف في السويد منهم 20 الف مسلم من الشيعة والسنة ولا توجد تقديرات توضح عدد اللبنانيين الشيعة أو السنة. اما السوريون فقد هاجروا بسبب الإضطهاد السياسي و القمع الأمني و اخيرا المجازر الشنيعة بحق السوريين المطالبين بالحرية و وصل عدد السوريين في السويد الى ما يزيد عن 22 الفا منهم 15 الف مسلم. الكوارث الطبيعية و الحروب الأهلية و الفتن الطائفية في دول جنوب شرق اسيا دفعت اكثر من 16 الف بنجالي و حوالي 14 الف باكستاني و حوالي 5000 اندونيسي للجوء الى السويد . و من دول شمال افريقيا و مصر وليبيا هاجر اكثر من 40 الفا و غالبيتهم هاجروا بحثا عن الرزق و لكن بعضهم فر لأسباب سياسية و بلغ عدد المغاربة المقيمين في السويد  حوالي 11 الف شخص و الجزائريين الى 6 الآف و التوانسة الى 5 الآف و المصريين الى 7 الآف و الليبيين الى حوالي 2000 شخص. هناك مئات اللاجئين الخليجيين و اليمنيين في السويد . المهاجرين الأردنيين الى السويد  إزدادوا يوما عن يوم و  يوجد في السويد اكثر من 4500 مهاجر يحملون الجنسية الاردنية وهم من اصول فلسطينية و أردنية . الاردنيون في السويد  منغلقون على انفسهم و بعيدون كل البعد عن التحزب او الانظمام لاي تجمع ديني او ثقافي وحتى جمعية الصداقة السويدية الاردنية لم يلتحق بعضويتها سوى افراد قليلون من الاردنيين ، رغم محاولات البعض تاسيس جمعية ثقافية اردنية الا أن التجاوب معها قليل جدا، و يعود السبب الى ان غالبية الذين هاجروا من الشباب العاطل عن العمل و الراغب في الوصول الى استقرار مادي سريع ، فالهم هو هم فردي .
 
 
أما هجرة المسلمين الأوروبيين وخاصة مسلمي دول البلقان فكانت كارثية حيث وقعت مجازر بحقهم قادها المتطرفون السرب و قتل فيها عشرات الألوف و تهجر اكثر من نصف مليون منهم و خاصة من مسلمي البوسنة والهرسك و كوسفا و لجأ الى السويد اكثر من 60 الف بوسني و حوالي 40 الف الباني و من مسلمي الجبل الأسود وسربيا وكرواتيا.
 
بسبب الحروب والكوارث الطبيعية  والفقر في العديد من دول افريقيا و آسيا ساهمت الكنائس من خلال المنصرين و مراكز الإغاثة الإنسانية التابعة لها بإنقاذ عشرات الألوف من الأطفال من الموت بسبب المرض والجوع او القتل على يد التنظيمات المسلحة وتم ارسالهم الى أوروبا  و تشير التقارير الأولية الى ان 3000 الآف طفل صومالي هجروا الى السويد و اعطو للعائلات السويدية لتربيتهم و كذا الحال مع اطفال افارقة و عرب و ايرانيين و هجرة الأطفال دون ذويهم مستمرة و لا يوجد احصائيات دقيقة عن الأطفال الذين تنصروا و لكنهم بغالبيتهم تحولوا الى النصرانية . تبنت العائلات السويدية الآف الاطفال الذين فقدوا ذويهم من مناطق الحروب والكوارث بغية حماية ارواحهم .
 
 بلغ عدد العرب و المسلمين في نهاية عام 2011 حوالي 750 الف شخص
 
 
الكوارث البحرية و البرية
 
 إن محاولات طالبي اللجوء لدخول السويد هي عمليات انتحارية ولا تسلم من المخاطر حيث غرقت مئات الزوارق التي يستخدمها المهربون على شواطئ اليونان و ايطاليا و اسبانيا و لا يوجد احصائيات دقيقة عن قوارب الموت التي تسببت بقتل الآف المهاجرين غير الشرعيين  و منهم من يلجا الى محاولات فردية كالاختفاء داخل الحاويات او تحت الشاحنات او تحت القطارات و يموت العشرات من المهاجرين غير الشرعيين دون رقيب أو حسيب و لكن الامل بالنجاج،  تجعل البعض يضع روحة على راحته و يلقي بها في مهاوي الردى وهذه الحال لا يسر الصديق ولا العدو.
 
الهجرة إلى أوروبا اصبحت تجارة رابحة للمافيا السياحية التي تقوم بعقد صفقات مع المهربين مقابل الاف الدلارات يدفها الراغبون بالهجرة، تقوم هذه اعصابات بخداع طالبي اللجوء و بعضهم يعتدى عليه و سجلت العديد من حالات الإغتصاب. حالة المهاجرين غير الشرعيين سيئة و احتمال حصول اللاجئين على الاقامة بالسويد قليلة و الغالبية تعمل بالأسود في المطاعم و شركات النظافة باجور متدنية ويستغلون كالعبيد و تبلغ اجرة اليوم للعامل حوالي 100 كرون يعمل للحصول عليها اكثر من 10 ساعات و الاجرة الرسمية للساعة الواحدة اكثر من 100 كرون ولكم ان تقيسوا هذا الاستغلال للانسان من قبل اخية الانسان
 
محمود الدبعي
السويد


No comments:

Post a Comment