Thursday 5 July 2012

{الفكر القومي العربي} نحتاج لمشروع يكافح المظلومية العراقي

 

  نحتاج لمشروع يكافح المظلومية العراقي
بقلم : حسين الربيعي
 
بين الحين والأخر ،  وعلى الأنغم الصاخبة للصراع بين مناصري عملية " تحرير العراق" التي قادتها امريكا والمساهمين فيها جنبا إلى جنب مع قوات الغزو والأحتلال ، وشركاء العملية السياسية التي نضجت على ناره ، يتصاعد تسويق مشروعات الأنفصال والتقسيم للعراق وتتفاقم لغة إعلانه ، لكي تصبح على مايبغي هؤلاء وخلفياتهم في واشنطن وأسطنبول ، وخلفياتهم الأخرى على ضفاف الخليج وصحارى الجزيرة العربية ... ثقافة سائدة تعم "سكان عدد من المحافظات العراقية " ، واخطر تلك التصعيدات ، التصعيد الأخير الذي كشفت عنه "مصادر خاصة" عن تحرك أسامة النجيفي وشخصيات وزعماء كتل سياسية ورؤساء عشائر ، ووجهاء ، وضباط جيش ، وتجار ومقاولين كبار ، لإقامة أقليم "سني" يتمتع "بأستقلالية" على طراز "استقلالية" كردستان .
إن تسويق مشروع التقسيم تحت عناوين ومسوغات "أستحواذ" طائفة على مفاصل الدولة ، وبسبب "شعور يعم سكان عدد من المحافظات العراقية ، يمكن وضعه تحت مفهوم "كلام حق يراد به باطل" رغم إن الأستحواذ الذي يتحدثون عليه ليس لطائفة ، بل هو استحواذ لمجاميع ، توافقت مصالحهم مع برنامج الأحتلال الأمريكي في المجال السياسي والذي صيغ تحت مسمى العملية السياسية ودستورها المفخخ ، والدليل ، درجة التهميش ، ومستوى البطالة ، وفقدان الخدمات ، الذي تعاني منه محافظات وسكان مناطق الطائفة "المستحوذة" ، ففي العام الماضي وبرفقة أخي منظر الزيدي ، رزت مدينة الشطرة جنوب العراق ، وفي منطقة كنش ، المحرومة من كل شيء الماء والكهرباء والصحة والتعليم ، والطرق ، والهواء النقي ، فهواء المنطقة تلوثه روائح نهر الغراف المتوقف عن الجريان ، منطقة محرومة من كل المرافق الحكومية ، سألت بعض اهلها السؤال التالي : ألا يوجد أحد المسؤولين هنا ؟ فأشاروا لي بسرعة على منطقة متوهجة بالأضاءة في حلكة ليل مدلهم تغط فيها المنطقة ، قائلين : هذا منزل النائب ح.س. من دولة القانون !!!
إن حشر المظلومية التي تولدت بسبب الأحتلال ونتائجه، لجهة أو طائفة ، سياسة تهدف إلى التقسيم الذهني والوجداني للشعب العراقي ، بل وتدخل ضمن سياسية تحريض البعض على البعض ، ليس لغرض إلا لتنفيذ مشروع بايدن لتقسيم العراق ، وصناعة عراق ضعيف ، وهي مهمة يضطلع بها "نجوم" خلقتهم إدارات الأحتلال ومؤسساته ، وبسبب الضعف الفكري ، والعقائدي المتخلف ، والأنتماء الطبقي البرجوازي والأقطاعي لأفراد وقادة تكتلات هذه "النجوم" تساقطت مع المشروع العثماني الممول سعوديا وقطريا ، ضد بوادر قيام مشرع تصحيحي داخل العملية السياسية ، لايتوائم مع مشروع مقاوم لأثار الأحتلال ، إلا انه خطوة تهيأ له  .
لم يكن الأستحواذ على مرافق الدولة ، او تهميش طبقة أو طائفة ، يوما من الأيام ، مبررا لطرح مشاريع تقسيم وانفصال ، في مسار الحركة السياسية في العراق منذ تأسيسه بعد الأحتلال البريطاني وفق بروتوكولات اتفاقية سايكس بيكو ... حتى العنصر الكردي ، لم يطرح مشروع الأنفصال واعلان الدولة الكردية إلا بعد الأحتلال ، مع الإشارة الضرورية لوجود فئة مهمة من الشعب الكردي مناهضة للأنفصال . وإن هذا لايعني إطلاقا نفي ظاهرة التعامل مع "الأخر" بأعتباره من الدرجة الثانية ، ليس من الطرف الأخر ، بل مع كل من لايتوافق مع الرؤيا السياسية للبعض المهيمن ، حتى من أبناء المذهب نفسه .
إن دعاوي الأنفصال مرفوضة من كل ابناء العراق ، بمختلف مذاهبهم وأديانهم وقومياتهم ، وفي كل محافظاتهم ، وهي ليست إلا وسيلة لتنفيذ ما عجز عن تنفيذه الأحتلال ، أما سياسة الظلم والتهميش ، وفساد الحكومة ، والمشاكل العظام التي يمر بها العراق ، وعدم المساواة وفقدان تكافوء الفرص ، فإنها تحتاج إلى نضال وطني مشترك ، يعبر التشكيلات والمصطلحات والتسميات والأستحكامات الطائفية والعنصرية والحزبية والمناطقية والعشائرية ... والفردية ، لمشروع وطني يكافح المظلومية العراقية ، بشكل وطريقة واحدة ، لايتصادم مع الأديان أو المذاهب ، ولكنه يضعها في مكانها الطبيعي ، في وجدان كل العراقيين ، ولكن بعيدا عن ألاعيب  السياسة والفتنة والتطرف .
 
 

No comments:

Post a Comment