Friday 6 July 2012

{الفكر القومي العربي} التهديد الأمريكي والموقف العراقي

 
التحليل الإسبوعي | التهديد الأمريكي والموقف العراقي
بقلم : حسين الربيعي
خاص توب نيوز
 
 
في السياسية العراقية الحالية ، تعودنا ان تبتر الامور الحقيقية و ان يستمر الحديث عن الامور غير الحقيقية ، والسبب عدم منهجية هذه السياسة بل هي ردود افعال واحيانا صفقات ليس الا... وغايتها لدى جميع الكتل والاحزاب و الشخوص المساهمين فيها ، وهي الحفاظ على الموقع و المكان والمنصب والمكاسب داخلها فقط ، وحتى ولو كان على مصلحة الوطن والشعب .
مسألة التهديد الامريكي للحكومة العراقية بعدم تسليمها طائرات اف16 التي تعاقدت على شرائها الحكومة العراقية ، صحيحة من نظرنا وان نفاها المستشار الاعلامي للمالكي ، واسباب صحتها كثيرة منها : الطلب "الرسمي" الذي سبق ان قدمه بارزاني رئيس اقليم كردستان بهذا الشأن للإدارة الامريكية في اطار الحفاظ على مكاسبه وموقعه كما اشرنا سابقاً ، كذلك الموقف العراقي الذي فوجئنا به والمغاير للموقف الذي سلكته الحكومة تجاه الازمة السورية ، في ما سمي بـ "مؤتمر المعارضة" في القاهرة ... والذي كان اكثر قرباً من المواقف "المتشددة" ضد النظام السوري  ، اثناء خطاب وزير الخارجية هوشيار زيباري في المؤتمر المذكور والذي اعقبه مباشرة تصريح المستشار الاعلامي للمالكي بنفي التهديد ــ جملة وتفصيلاً ــ على حد قوله .
والواقع ان الامر لا يخص المستشار الاعلامي ... بقدر ما كان يخص وزارة الدفاع او القيادة العامة للقوات المسلحة ... وربما وزارة النفط .
ان التهديد الامريكي تستر خلف رفع الحظر عن شركة "اكسون موبيل" ، التي تخترق وبمساعدة الاقليم السيادة العراقية والشعبية على الثروة الوطنية ، لم يكن حقيقة بشأن هذا الامر ، فالحظر على الشركة مضت عليه فترة من الزمن لم يصدر عنه رد من الادراة الامريكية.
وليس الخوف على "الشعب الكردي" .... من استخدام الاف 16 في عمليات عسكرية ضده ، الامر الذي اثار حفيظة ومخاوف امريكا انما .. ما قاله رئيس الوزراء عن استعداد العراق لإقامة علاقات مع كل دول العالم باستثناء دولة العصابات الصهيونية "اسرائيل" ، وايضاَ الموقف الرسمي من الأزمة السورية ورفض الحكومة العراقية الانجرار او المشاركة في المؤامرة ضد سورية.
اما بالنسبة "لإسرائيل" فإن واحد من اهم اسباب الاحتلال ، هو حماية امنها واطلاق هيمنتها على المنطقة ، بما فيها العراق وفي هذا الخصوص هناك تفاصيل دقيقة تتطلب مساحة اكبر للحديث عنها .
الخلاصة ان مقايضة قد جرت من خلال قضية التهديد غيرت موقف العراق من الازمة السورية ... هذا الموقف الذي صححه المالكي بعيد انتهاء المؤتمر بساعات ليدل ذلك على حقيقة الفوضى وعدم الاستقرار في السياسة العراقية ... التي تحاول الاستفادة احياناً من الشرخ داخل التوازنات الاقليمية والدولية الموجودة لرسم منهجيتها السياسية  .
 
 
 

No comments:

Post a Comment