Monday 9 July 2012

{الفكر القومي العربي} اقتربت الساعة فمتى ينشق القمر ..عن الثورة الحقيقية؟! بقلم/ د. رفعت سيد أحمد



على هامش صراع العسكر والإخوان بعد قرار مرسى :
اقتربت الساعة فمتى ينشق القمر ..عن الثورة الحقيقية؟!
بقلم/ د. رفعت سيد أحمد
* إن ما تعيشه مصر منذ اتخذ د. محمد مرسى قراره (رقم 11 لسنة 2012) مساء يوم الأحد الموافق 8/7/2012 بعودة مجلس الشعب للعمل وعقد جلساته وممارسة اختصاصاته ، يمكن وصفه بأنه صراع حاد على السلطة ، يظهر كل حين عبر قرارات ومواقف ، بعضها يهدر قيماً دستورية مستقرة، ويؤسس لاعتداء صارخ من السلطة التنفيذية التى يرأسها رئيس الجمهورية ، على السلطة القضائية التى تعد المحكمة الدستورية العليا أعلى درجاتها .
* إن المشهد السياسى المصرى الحالى يفتح الباب أمام سيناريوهات عدة ، لعل القاسم المشترك بينها أنها جميعاً ، ليست فى صالح الوطن ، أو الثورة ، بل هى انقضاض على الوطن واختطاف للثورة ، وما الفصل الأخير من الصدام بين (الدستورية) والرئيس إلا أحد أبرز تجلياتها .
* إن أكثر ما يزعجنا فى هذا المشهد ، هو أن كل أطرافه يدعون أنهم على حق ، وأن هذا الانقسام العام بين الفقهاء والسياسيين ، لهو آية النفاق الكبرى التى تعيشها مصر فى زمن الثورة المغدورة ، والدور الأمريكى الخبيث لاستكمال ذبحها عبر زيارة (بيرنز) قبل قرار د. مرسى بثلاث ساعات (هل مصادفة ؟!) ، ترى هل نحن على أبواب أزمة مارس جديدة ؟ تلك الأزمة التى وقعت عام 1954 حين أطاح عبد الناصر وجيشه الذى قام بثورة 1952 بالإخوان المسلمين وأدخلهم السجون لمدة 18 عاماً ، بعد أن يئس من احتواءهم وبعد أن اكتشف أن صراعه ليس سوى صراع حاد على سلطة يريدها الإخوان ، ولا علاقة له بالدين وأنهم لا يقبلون فى صراعهم بغير الانفراد والقيادة الكاملة ؟ هل فى الأفق صراع بين (العسكر) و(الإخوان) أم هو اتفاق بليل بينهما برعاية أمريكية لإشغال الناس ، وإنهاك مصر حتى تظل صغيرة ، وفاقدة للدور والرؤية وهو عين ما تتمناه تل أبيب ؟! .
أسئلة ليس لدينا إجابات قاطعة عليها ، ولكن دعونا نقترب منها فى نقاط محددة :
أولاً : من المؤكد الآن أن قرار د. مرسى بعودة مجلس الشعب ؛ هو قرار جماعة الإخوان ، وليس قرار الرجل وحده ، حيث اجتمع مجلس شورى الجماعة قبل القرار بيوم واحد وطالبه به فأصدره فوراً ، من ثم يصبح هذا القرار تأكيد مبكر جداً على انحيازات الرئيس المستقبلية ، والتى ستكون لصالح رؤية الإخوان لمصر وللمنطقة ، وليست لصالح (مصر الدولة) . لقد قطع القرار فى سرعة إصداره وعدم ملائمته سياسياً ومخالفته للدستور ، كل شك فى أن الرئيس قد انفصل عن جماعته التى أتت به إلى الحكم ، إن المؤكد الآن أنه بات واضحاً فى إخوانيته أكثر من أى وقت مضى ، ولا داعى لبناء آمال أو تحليلات بعيداً عن هذه الحقيقة.
ثانياً : إن احتمالات الصدام القادم بين أقوى قوتين فى الساحة على المستوى التنظيمى، وهما مؤسسة الجيش ومن خلفها بعض القوى المدنية ، والإخوان ومن خلفهم السلفيين ، وبعض الائتلافات الثورية الساذجة !! والتى يستخدمها الإخوان مثل (مناديل الكلينكس) لمرة واحدة لتحقيق مصلحتهم ثم التخلى عنهم !! ، احتمالات واردة ، خاصة مع قيام الأمريكيين عبر (السفارة) وزيارات رجال السياسة والمخابرات اليهود (من عينة جون ماكين ووليم بيرنز) وبعد أيام هيلارى كلينتون ، بتغذية هذا الصراع الذى لا يتمناه أى مصرى ، إن الأصابع الأمريكية بدأت فى اللعب ، والقرار الأخير بعودة مجلس الشعب صدر بعد زيارة بيرنز مباشرة (!!) والمخطط الأمريكى للفوضى الخلاقة داخل مصر باسم (الثورة) ، بدأ ، لاستكمال الشرق الأوسط العربى ذو اللحية الممتد من تونس وليبيا ثم سوريا والآن مصر ، وهو شرق أوسط بقشرة (أو بلحية) إسلامية ولكن بقلب أمريكى لا يختلف إن لم يزد فى أمريكيته وتعاونه مع إسرائيل عن زمن حسنى مبارك وزين العابدين. ترى هل يدرك المتصارعون على تورتة السلطة أبعاد المخطط أم أنهم قد وقعوا فى الفخ ولا يستطيعون العودة ؟! .
ثالثاً : لقد غابت تماماً عن أجندة المتصارعين وبخاصة الإخوان وحزبها والرئيس القادم منها، مطالب الشعب الحقيقية فى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ، وهو الأمر الذى يؤسس لثورة جديدة ضد المتصارعين جميعاً ، تطيح بهذه الانتهازية السياسية الفريدة ، وتعيد لمصر دورها العربى المقاوم والمعادى لثورات الـ C.I.A فى المنطقة والمؤكدة على وطنية الجيش، وقدسية القضاء ، والحريات السياسية المتكافئة للجميع دون استحواذ أو استعلاء باسم الدين أو السياسة !! ، فهل اقتربت الساعة ، وإذا كانت قد اقتربت ، فمتى ينشق القمر ، ويخرج منه (بدر الثورة) الحقيقى الذى لوثته صراعات القوى الانتهازية ، والأيدى الأمريكية الملطخة بدماء الشهداء !! .
 

E – mail : yafafr@hotmail.com

 


No comments:

Post a Comment