Friday, 25 May 2012

{الفكر القومي العربي} العراق وتحديات بقائه

حسين الربيعي | التحليل الإسبوعي
العراق وتحديات بقائه
 
خاص توب نيوز
 
لا تزال الازمة مع الأكراد بأبعادها المتعددة صاحبة التأثير الأول على مستحدثات الحراك السياسي فمن جانب إن الأزمة ذاتها قد اينعت آمال إعادة بناء الدولة على أسس وطنية وفقاً لما تردد عن قررات المالكي في فرضه هيبة الأجهزة الأمنية الأتحادية في مدينة كركوك وابعاد الاجهزة الامنية الخاصة بحزبي الاقليم منها ، فإن الانباء عن حشود عسكرية قتالية بمواجهة ما يسمى حدود  الإقليم ... هي لإبراز العين "الحمراء" للإقليم وتهديده بإمكانية استخدام العصا الغليظة ضده ، لوقف سياسة خلط الاوراق من جانب التحالف الكردستاني .
إن التحالف الكردستاني بزعامة بارزاني شخصياً ، يمارس سياسة مزدوجة تهدف الى اشاعة الفوضى السياسية داخل الجزء العربي من العراق ، وداخل التحالف الوطني الذي تنتمي له كتلة رئيس الوزراء  ، من خلال مشروع  سحب الثقة عن المالكي والقبول بمرشح التيار الصدري لرئاسة الوزراء ، فيما نظن ان المخطط المرسوم وفقاً لأبعاد الصورة "الامريكية ــ الكردية" فإن المرشح المعقود عليه العزم  هو "أحمد الجلبي".
و فيما يقوم الاكراد بمناوراتهم السياسية هذه ، تجري على قدم وساق محاولات إعادة المشاريع الطائفية في مناطق اخرى وتتزايد عمليات الارهاب خصوصاً في مناطق الأنبار لإنعاش مشروع الإقليم "السني" مرة اخرى ، فالعملية  الاخيرة ضد الزوار اللبنانيين في الانبار تحمل نفس البصمات والاهداف لعملية شبيهة جرت في حلب قبل يوم منها ، ما يؤكد ان الجهات او القيادات هي قيادات واحدة للعمليات الارهابية في سورية والعراق ولبنان ايضاً ، وبأدلة متعددة .
وبالقدر الذي نحاول فيه الربط بين خيوط مايجري في شمال العراق وغربه ، فإن الهدف لا زال هو تقسيم العراق ، ولعله لا تزال هناك قيادة فرعية لشرق أوسط جديد بخصوص هذه المنطقة ترسم وتدير وتنفذ .
وفيما يحاول الاكراد ان يبدوا اكثر اهتماماً بالديمقراطية من خلال تحريضهم على سحب الثقة من المالكي والتحذير من الديكتاتورية ، فإنهم استوحوا شعار "فرق تسد" على الأقل من أجل الحفاظ على المنجزات التي تحققت عندهم عن طريق تمددهم على "المناطق المتنازع عليها" واهمها كركوك تحت ساتر المادة (140) الدستورية ، فإن نشر القوات الاتحادية القتالية على الحدود ، لا أعتقد ان الغرض منها بدء عمليات عسكرية ، إذ لا تزال بيد الحكومة وسائل أكثر تأثيراً وأقل ضرراً من اندلاع معارك قتالية ، كالوسائل الاقتصادية في مجالات متعددة .
يبقى الأهم في رأينا ،  ان ما يعانيه العراق سببه شيوع ثقافات خاصة دعى لها سياسيو العملية السياسية منذ الاحتلال ، ليس في مناطق كردستان او المناطق القريبة فقط بل في الوسط والجنوب ، وبما إن التجربة أثبتت ان حكم العراق يحتاج حاكماً عربياً ... فأنه بالتأكيد يجب ان يحمل ثقافة مواطنية عراقية جامعة ، إطارها واساسها عربي ، وعليه فإن معركة رئيس الوزراء للمرحلة القادمة ، أياً كان اسمه ، معركة نشر ثقافة موحدة ... فهي وحدها القادرة على تجفيف مصادر الارهاب والطائفية والفتنة والانفصال.
 
 

No comments:

Post a Comment