احثوا فى وجوههم التراب "
سأظل أطاردهم بالكشف وألاحقهم بالفضيحة أولئك المُتثاقفين المطأطئين الذين حذرت الرئيس مرارا من استطابة ما يتفوهون به . سأُعرى نفاقهم واحداً بعد واحد ، وسأكشف انبطاحهم مُنبطحاً خلف مُنبطح ، وهذا ما أستطيع وما أقدر عليه فى وطن يُعذبنا حُبه ، ويهمّنا تحضره ورُقيه .
سأكتب عن الموالسين للقهر ، المُشجعين على القمع ، المُنكرين لحرية الرأى . أولئك الذين تراهم رُكعا سُجدا يبتغون فضلاً من السلطة ، يأمرون بالمُنكر، وينهون عن المعروف ويُحرضون ضد الحرية .
إنهم يرون كُل رئيس هو الأنجب والأذكى والأنقى والأروع والأشجع والأقدر والأكفأ وأنه هدية السماء ورمز الكبرياء ولولاه لغرقنا وسقطنا فى المتاهة .
صاحبنا اليوم كاتب كبير وإعلامى شهير تاجر بفلسطين عقوداً ومدح مُبارك وصادق بنيه ثُم احتفى بثوار يناير ووقف بعدها على عتبة المشير طنطاوى، وتودد لمُرسى ، ثُم عيّن نفسه رسولا للجماهير المُحبة لدى الرئيس السيسى . لا يتورع الرجُل أن يكتب ويقول مايعتقد أنه يُرضى الرئيس مهما كان ضد العقل والمنطق ، ومهما كان مكشوفا كذبه ومُبالغته ،فهو يعتقد أن ذلك هو جواز مروره إلى اللامساءلة بعد اغتراف زكائب المنح من الطُغاة والمستبدين العرب .
مّنذ بداية الشهر أحصيت للمُنبطح 33 ذكراً للسيد الرئيس بين مقالات بالصُحف واطلالات بالفضائيات تدخُل فى باب المدح غير المعقول والمنطقى . منها مثلا قوله فى أحد البرامج بقناة " العاصمة " يوم 12 ديسمبر أن "الرئيس يتحرك بسرعة الصاروخ وأن المسئولين والوزراء هُم مَن يُعرقلوه ويُفرملوه" . وهوما يعنى أن مصر لم تُنجب سوى الرجل وحتى أولئك الذين يختارهم لتنفيذ سياساته ليسوا سوى مجموعة من المُعوقين والفاشلين !
ثُم يقول فى يوم آخر بذات الفضائية " السيسى بيتحرق فى مكانه 100 مرة كُل يوم عشانك وعشانى " وهو اسلوب يستدعى شُكر المحكومين لحاكمهم لتفضله بفعل ما يجب أن يفعله .
وقال ذات المُنبطح فى مداخلة أخرى على فضائية "صدى البلد " يوم الخميس الماضى " إن الرئيس السيسي أنقذ منطقة الشرق الأوسط كُلها من الإرهاب"، ولو قال الرجل " مِصرا" لصدقناه ، أما أن يمد قُدرات رئيس مصر لإنقاذ الشرق الأوسط كُله فهو أمر يخالف ما نشهده الآن فى ليبيا وسوريا من تمدُد " داعش " وميليشيات التأسلم .
والمُثير للسُخرية أن صاحبنا دخل قبل يومين فى نوبة بُكاء غريب على الشاشة لأنه يعلم "أن الرئيس لا ينام وأن المُتآمرين الخونة على الأبواب يُشككون فى أداء الرجل وينتقدون سياساته " وكأن كُل مَن يختلف أو يُناقش أو يرفض سياسات ما أو أداء بعينه هو خائن وأنه هو الوحيد المُخلص للبلد الباكى على مُستقبلها .
لست مُخبرا ولا مُحرضا ضد الموالس المكشوف ، فانا أعرف أن الرئيس يعلم تماما مَن يكيل له المدائح طلباً للرضا والنفوذ ، ومَن يُقدم النصائح آملا فى وطن أجمل وحاضرا أرقى .
الرئيس عبد الفتاح السيسى لا يريد مَن يعبدونه ولا يقدسونه أو يجعلون منه " سوبرمان " خارق للطبيعة ، وإنما يُريد مَن يضع أصابعه على الجراح ويشارك فى وصف الدواء .
وأعتقد أن الرئيس قرأ نصيحة مُعلم البشريةعليه الصلاة والسلام:" إذا رأيتم المداحين ، فاحثوا فى وجوههم التراب " وآمل أن يفعل بها .
والله أعلم .
مصطفى عبيد
المقال على الرابط
http://alwafd.org/essay/4470
No comments:
Post a Comment