المؤتمر الشعبي اللبناني
مكتب الإعلام المركزي
هنأ المؤمنين بذكرى المولد النبوي الشريف وميلاد السيد المسيح
المؤتمر الشعبي: السلوك المتطرف يتناقض جذرياً مع الإيمان ولا يعبر عن إسلام ولا مسيحية
هنأ المؤتمر الشعبي اللبناني المؤمنين بذكرى المولد النبوي الشريف وميلاد السيد المسيح، مؤكداً أن السلوك المتطرف يتناقض جذرياً مع الإيمان الديني ولا يعبّر عن إسلام ولا عن مسيحية.
وقال بيان صادر عن دائرة الشؤون الدينية في "المؤتمر": تأتي ذكرى ولادة خير الخلق محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، مترافقة مع ميلاد السيد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، علّها تشكل فرصة لمراجعة الذات وسلوك طريق الخير الذي تدعو إليه الرسالات السماوية بعيداً من كل أنواع الشر، وبخاصة في هذه الأيام حيث تكثر الخطايا والجرائم بإسم الدين وهو منها براء.
ولعله من المفيد أن نرجع إلى التاريخ كي نذكّر لعل الذكرى تنفع المؤمنين وتردع من تطرّف أو إنحرف عن طريق الحق. فعندما اشتد أذى قريش على بعض المسلمين، أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة الى الحبشة وقال للمهاجرين: "إنها أرض صدق وفيها ملك(النجاشي المسيحي) لا يظلم عنده أحد".. وعندما هاجر الرسول إلى المدينة المنورة، كان فيها مسلمون ومسيحيون ويهود ومجوس وكفار، فلم يستلّ سيفه ليقتل من هو غير مسلم أو يسفك دمه أو يهجّره، بل وضع دستوراً يعد أنه أول ميثاق يقوم على أساس المواطنة وقبول التنوع في الإنتماء.
وعندما فتح الخليفة عمر بن الخطاب القدس، دعاه البطريرك صفرينوس للصلاة في الكنيسة، فرفض عمر حتى لا يـأتي جاهل بعده يحوّل الكنيسة إلى مسجد بحجة أن عمراً صلى فيها وإحتراماً لخصوصية الكنيسة المخصصة لشعائر أتباع رسالة محددة.. وقبل كل ذلك، جاءت أنوار سيدنا عيسى المسيح هداية للناس ودعوة لعبادة الله والمحبة والتسامح فهو من قال: "طوبى للرحماء فإنهم يُرحمون"، ثم كانت خاتمة الرسالات الاسلام العظيم رحمة للعالمين حيث قال سيدنا محمد "لا تُنزع الرحمة إلا من شقي"، وجاء ليتمم مكارم الأخلاق ويرسم للبشرية طريق الخير والخلاص والتحرر والحق والمساواة والعدالة.
إن الرسالات السماوية بريئة من كل متطرف أو متعصب أو تكفيري، وهي تدعو الى الخير وتؤكد على احترام كرامة الإنسان وعلى حقه في حياة كريمة يعيشها بأمان وحرية، بينما المتطرفون من كل الجهات يدعون الى الشر ويمارسون الشر ولا ينتجون إلا الشر.. وهذا السلوك الإرهابي المتطرف ليس مرتبطاً بالإنتماء الديني بل عرفته وتعرفه مجتمعات كثيرة وأبرزها الإرهاب الصهيوني العنصري، اضافة الى إرهاب الدولة التي تمارسه الإدارة الأميركية المتعاقبة على العرب والمسلمين، فضلاً عن الحملة الغربية على الإسلام والتشويه المتعمّد له في هذا الأيام.
إن التطرف هو عمل فردي أو حزبي أو فئوي وصناعة بشرية إجرامية، أما الدين فهو أنوار إلهية لخير الإنسانية جمعاء. التطرف ارتداد الى التوحش والجاهلية والوحشية، بينما الدين سمو نحو الفضائل والأخلاق والصراط المستقيم.. فلتكن ذكرى المولد والميلاد حافزاً للعودة إلى المنهج الصحيح والنهج السليم القائم على الوسطية والإعتدال والرحمة، ووقف كل أنواع التطرف والتعصب والتكفير من أي جهة أتى.
--------------------------------- بيروت في 24/12/2015
Email: info@al-mawkef.com – info@kamalchatila.org بيروت – برج أبو حيدر – بناية شاهين – ط8/ص.ب: 7927/11 – هاتف: 305627 – 307287/01 فاكس: 312247/01
No comments:
Post a Comment