Wednesday 16 December 2015

{الفكر القومي العربي} اللغة العربية اليوم بين الإعلام والتعليم محور ندوة اتحاد الكتاب اللبنانيين




اتحاد الكتاب اللبنانيين
         -------
 
"اللغة العربية اليوم بين الإعلام والتعليم" محور ندوة اتحاد الكتاب اللبنانيين
 
لمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، نظم اتحاد الكتاب اللبنانيين ندوة في مركزه موضوعها "اللغة العربية اليوم بين الإعلام والتعليم". قدّم لها أمين الشؤون الإعلامية في الاتحاد الاستاذ عدنان برجي، وادارها الدكتور سالم المعوش، وتحدث فيها كل من الدكتور علي حجازي والدكتور كامل صالح وحضرها حشد من اساتذة الجامعة والادباء والكتّاب.
أ.عدنان برجي قال: تشترك اللغة العربية مع باقي اللغات بكونها ذاكرة التاريخ ووعاء الثقافة وأساس الهوية والمرآة التي ترى فيها الأمة اهم مقوماتها لكنها بالنسبة للعرب وسيلة صون وحدة الامة والحفاظ على حضارتها وحفظ القرآن الكريم الذي أُنزل عربياً.
الدكتور سالم المعوش قال ادت اللغة منذ القديم الدور الاتصالي الرئيس في سياق التطور البشري والعلاقات الانسانية وعلى الرغم من الضبابية التي تغطي مسائل نشوء اللغات وتطورها فإن من الواضح انها حملت في تكوينها عدة مهمات معرفية متشابكة الى حد التعقيد الا ان ذلك لم يمنع القول: "انها فعل فزيولوجي لدفعها عدداً من اعضاء الجسم الى العمل كما انها فعل نفساني لأنها تستلزم نشاطاً ارادياً للعقل، وهي فعل اجتماعي لأنها استجابة لحاجات الاتصال بين بني الناس".
الدكتور علي حجازي قال: بعض الإعلام يقوم بدوره على أكمل وجه ويساهم بتحقيق التقارب بين مستويات التعبير اللغوية، من حيث التذوق الفني والجمالي للأدب والفن عبر نشر اللغة العربية عبر قنواته المرئية والمكتوبة والمسموعة.
والوسائط الاعلامية القديمة على ندرتها، خدمت اللغة العربية، وحفظت ابداعاتها وأبحاثها، بينما نلاحظ الكيفية التي يسيء فيها اليوم بعض ناقلي الأخبار والوقائع الى لغتنا الجميلة، فنراهم غير مبالين بارتكاب الأخطاء النحوية.
وينقل عن الدكتور فهمي هويدي قوله: "الغريب أن اللغة العربية كانت تعامل باحترام كبير حين كانت الأمية سائدة في مجتمعاتنا، حيث شملت ما متوسطه ثمانين بالمائة من السكان، ولما تراجعت نسبة الأمية، ودعّمت المدارس والجامعات، وتقدمت وسائل الطباعة والنشر لقيت اللغة العربية ذلك المصير البائس الذي صرنا إليه اليوم بصدده".
ويضيف د. حجازي: الأمر الآخر الأكثر خطورة هو ذلك المد الاعلامي العامي الذي بات مسيطراً على المقابلات والمساجلات والخطب، لذلك فعلينا ان نحترم لغتنا وبذلك نحترم نفوسنا، وذواتنا، ونحقق هويتنا القومية العربية التي باتت حلماً في ظل هذا الاحتراب المفروض علينا والمرفوض منا. وحرّي بمثقفينا عدم ادخال الكلمات الأجنبية الى اللغة العربية في التعليم وفي غيره.
د. كامل فرحان صالح قال: امام التحولات الثقافية الهائلة التي بدأت تتسارع على أكثر من صعيد، منذ آأواخر القرن العشرين، يجد المرء نفسه غير قادر على وضع مفهوم يطمئن اليه، للغة، كونها الحامل التقليدي للتعبير الانساني، واللازمة حكماً لمسألتي الإعلام والتعلم، وكونها في الأساس مجموع الألفاظ والقواعد التي تتعلق بوسيلة التخاطب والتفاهم بين جماعة من الناس.
وتساءل: هل اللغة العربية اليوم التي يتكلم بها نحو 800 مليون انسان كلغة اولى او ثانية، تعبر عن واقع الفئة الناطقة بها، ونفسيتها، وعقليتها وطبعها، ومناخها الاجتماعي والتاريخي؟
وأجاب: ليس العيب فيها، وانما العيب واقع على ابنائها الذين اهملوها، ولم يفتشوا عن ثرواتها الضخمة في كل علم وفن، اللغة العربية ليست غنية في مفرداتها فحسب، ولكنها غنية في صيغ قواعدها ايضاً، كما تمتاز بضروب كثيرة من أسباب النمو التي منها: الاشتقاق والمجاز.
وتابع: يلمس المرء على ارض الواقع، أن الهوة تتسع بين اللغة العربية والأجيال الجديدة، ولا سيما في السنوات الاخيرة، بعدما تفشت ظاهرة "خلطة الكتابة" العجيبة – اذا صح التعبير - ، وهي عبارة عن كتابة الحرف العربي بحرف وأرقام اجنبية، ولا سيما بين الطلاب في المراحل التعليمية المختلفة.
وانتهى الى انه: تبدو الحاجة ماسة، الى صياغة مفهوم جديد للتنمية اللغوية، تلحظ تسارع المستجدات التكنولوجية التي يتعاطى معها الطالب في يومياته والحاجات الجديدة في سوق العمل، على ألا تقتصر هذه التنمية على تغيير تدريجي يحدث وفاقا للانماط التقليدية، انما تكون عملية مجتمعية واعية هادفة الى ايجاد التحولات المنشودة، من ضمنها احداث تغيرات لغوية محددة ومنشودة عبر مناهج ترتكز على فهم عميق لواقع العصر ولغته.
وختم: ان اللغة العربية لن ترقى بالمديح، بل بجهد أبنائها في العلم والحضارة والإنتاج.
 
 
اتحاد الكتاب اللبنانيين
بيروت في 16/12/2015
 
 









No comments:

Post a Comment