المؤتمر الشعبي اللبناني
مكتب الإعلام المركزي
المؤتمر الشعبي: موقفنا من أي قضية ينبع من إلتزامنا بالعروبة الجامعة وليس بأي علاقات جيدة أو سلبية مع دول عربية أو أطراف حزبية
لم تمنعنا مسؤولية النظام السوري عن نفي الأخ كمال شاتيلا من الوقوف إلى جانب وحدة سورية وعروبتها وإستقلالها ضد كل أنواع التدخل الأجنبي والتطرف المسلح كما هو موقفنا في ليبيا والعراق
نساند مصر وثورتها وقيادتها وقواتها المسلّحة لأنها العمود الفقري للأمة بصرف النظر عن سياسة إدارتها المنحازة حتى الآن لفريق 14 آذار في لبنان
إنحياز المسؤولين السعوديين لقوى 14 آذار على حساب العروبيين لم يمنعنا من تأييد موقف المملكة المساند لمصر ودعوتها لتطوير الجامعة العربية
وقوفنا إلى جانب مقاومة العدو الصهيوني لا يعني أن نلتزم كل موقف يتخذه أي طرف صديق في الشؤون العربية واللبنانية.. فلكل منّا منطلقاته ومواقفه
أكد المؤتمر الشعبي اللبناني أن موقفه من أي قضية ينبع من إلتزامه بالمشروع النهضوي العربي وليس بأي علاقات جيدة أو سلبية مع أي دولة عربية أو طرف حزبي، موضحاً أن مسؤولية النظام السوري عن نفي رئيس المؤتمر كمال شاتيلا طيلة 16 عاماً لم تمنعه من الوقوف إلى جانب وحدة سورية وعروبتها ضد كل أنواع التدخل الأجنبي والتطرف المسلح، وأن مساندته لمصر وثورتها وقيادتها وقواتها المسلّحة لأنها العمود الفقري للأمة بصرف النظر عن سياسة إدارتها المنحازة حتى الآن لفريق 14 آذار في لبنان، وأن موقفه حول المسألة اليمنية لم يتأثر بإنحياز المسؤولين السعوديين لقوى 14 آذار على حساب العروبيين، وأن وقوفه إلى جانب مقاومة العدو الصهيوني لا يعني أن يلتزم كل موقف يتخذه أي طرف صديق في الشؤون العربية واللبنانية.
وقال بيان صادر عن مكتب الأعلام المركزي في "المؤتمر": إن موقف المؤتمر الشعبي اللبناني السياسي، بقيادة رئيسه الأخ كمال شاتيلا، كان ولا يزال ينبع دائماً من فكرنا القائم على الايمان والوطنية والعروبة، ومن التزامنا بالمشروع النهضوي العربي، لذلك كنا ولا نزال ننتقد العصبيات القطرية التي فشلت طوال أربعين عاماً في التنمية والتحرير وعجزت عن المحافظة على الوحدات الوطنية، فاستُبيح الأمن القومي العربي من قوى دولية وإقليمية ودُمرت أوطان بمشروع الاوسط الكبير الصهيوني الاميركي.
من هنا يشدد المؤتمر الشعبي على أهمية وجود تضامن عربي فعّال بدأت ملامحه تظهر بعد ثورة يونيو في مصر وفي القمة العربية بشرم الشيخ التي تحركت لحماية الأمن القومي العربي المستباح، فبدأت الجامعة العربية المشلولة بالعمل من جديد بفعل حركة الأقطار العربية التي وجدت الحماية والملاذ في التضامن العربي وليس في الحمايات الدولية.
إن الحل العربي لمسألة اليمن لم يكن يستهدف فرض نظام سياسي على شعبه، بل إستجابة لهذا الشعب الذي أنتج عملية سياسية بمشاركة كل التيارات فانقلبت عليها جماعة فئوية. جاء الحل العربي بناء لطلب السلطة الرسمية ولإرادة الشعب اليمني الذي يرفض التدخل الاجنبي في شؤونه ولحماية وحدة وعروبة واستقلال اليمن، لذلك من الطبيعي أن نساند شعب اليمن والحل العربي في اليمن.
ومن الطبيعي أن تتعدد المواقف السياسية للأحزاب والتنظيمات في لبنان، لأن لكل منها منطلقه الفكري والتزامه السياسي. ونحن ننطلق من القومية العربية ومن حرية قرارنا، نحترم أصدقاءنا وتحالفاتنا وبخاصة في العمل لتحصين ساحتنا الوطنية من الإختراق الصهيوني والتطرف المسلّح والدفاع المتواصل عن أرضنا المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
وقد أعلن رئيس المؤتمر الشعبي غير مرّة بأننا مع حقنا في مقاومة العدو الصهيوني الذي يحتل أرضنا ولا يزال يعمل لتقسيم وطننا، الاّ أن ذلك لا يعني أن نلتزم كل موقف يتخذه أي طرف صديق في الشؤون العربية واللبنانية، فلكل منّا منطلقاته ومواقفه. نحن اعترضنا على اتفاق الدوحة واعترضنا ولا زلنا نعترض على أسلوب قوى 8 آذار في الحكومة. ونحن وقفنا ولا زلنا مع مصر الثورة وأيدنا التضامن العربي لحماية الامن القومي في حين أن بعضهم لم يؤيد هذه الثورة.
وحتى الآن لا يوجد حوار سياسي بيننا وبين المسؤولين في المملكة العربية السعودية، وهم منحازون لقوى 14 آذار، لكن ذلك لم يمنعنا من تأييد موقف المملكة المساند لمصر العروبة ودعوتها لتطوير الجامعة العربية ومساعيها مع مجلس التعاون والجامعة لايجاد حل سياسي يعبّر عن شعب اليمن. إن موقفنا هذا مشابه لموقفنا من الازمة السورية، فبرغم نفي الاخ كمال شاتيلا خارج لبنان ستة عشر عاماً واضطهادنا سنوات، وبرغم الموقف السوري السلبي معنا، حددنا موقفنا من أزمة سوريا وغيرها على أساس قواعد ثابتة نابعة من التزامنا القومي العربي، ورفضنا كل أشكال التدخل الاجنبي في بلادنا، فمعيارنا هو الدفاع عن وحدة وعروبة واستقلال كل بلد عربي وحق شعبه في التغيير والتطوير والاصلاح، ومن الطبيعي أن نرفض تقسيم سوريا واسقاط الوطن السوري بغض النظر عن شكل وتوجهات النظام السياسي.
وقد يستغرب الكثير أن سياسة مصر الثورة في لبنان "يبدو أنها قيد الدراسة حتى الآن"، فالادارة المصرية اليوم مستمرة على نهج الرئيس حسني مبارك في ما يتعلق بلبنان بالانحياز لقوى 14 آذار وعلى حساب التيار الوطني العروبي، ومع ذلك فان المؤتمر الشعبي ومعه العروبيون الاحرار يساندون مصر و يتضامنون مع شعبها وقيادتها وقواتها المسلّحة، ويعتبرون مصر هي العمود الفقري للامة بصرف النظر عن سياسة إدارتها في لبنان، هكذا نتخذ مواقفنا بعيداً عن مصالحنا، فمصلحة الامة عندنا فوق أي اعتبار، كما كان تاريخنا النضالي دائماً.
لقد ساند جمال عبد الناصر السعودية حينما قام شاه ايران بالاعتداء على مرفأ جدة في الستينيات، وكان المصري والسعودي حينها يتصارعان دموياً على أرض اليمن، لان عبد الناصر يعتبر أن اي اعتداء على اي ارض عربية بصرف النظر عن اي نظام سياسي هو اعتداء على الامة.
إن الامة تحتاج الى تضامن عربي بعد افلاس العصبيات القطرية، تضامن يحقق تكاملاً اقتصادياً ودفاعياً ويدفع باتجاه اصلاح نظم البلاد العربية باتجاه المشاركة وحقوق المواطنة المتساوية واحترام الحريات العامة، تضامن عربي يضع حداً لمشروع الاوسط الكبير ويواجه الصهاينة المحتلين في فلسطين ولبنان والجولان. هذه هي الخطوط العريضة لسياستنا التي نعتبر أنها تمثل التيار الوطني العروبي في لبنان وفي خارجه. وما يهمنا الآن لبنانياً هو مواجهة خطر التطرف المسلّح الذي يسعى لاختراق البقاع وشبعا وحاصبيا، وابتعاد كل القوى السياسية عن ما من شأنه عزل لبنان عن محيطه العربي، فقوة لبنان ليست في الحماية الدولية الغربية التي حمت الاحتلال الاسرائيلي للبنان ولم تحمِ وطننا، وحده الحل العربي بالطائف أنقذ لبنان وأسقط مشاريع التدويل والتقسيم والهيمنة الاميركية، فالعرب هم طليعة من أنقذوا لبنان مراراً ونهضوا باقتصاده وساعدوه ويساعدوه لتقوية جيشه ومدّه بالاسلحة النوعية التي تمكنه من حماية الوطن ومن العابثين باستقراره.
إننا حينما نسمع أصواتاً ضد التضامن العربي، فان المواطنين يتساءلون: إذا تخلينا عن عروبتنا وعن التضامن العربي فما هو البديل؟ هل نستدعي التدخل الاطلسي الذي دمّر العراق وليبيا وقسمّ السودان؟ هل نلتزم بقوى اقليمية لها سياستها وأهدافها الخاصة؟ إن مصلحتنا كعرب ان نكون على صداقة مع ايران وتركيا واثيوبيا، فهي أمم لها روابط ومصالح مع العرب ولا تستقيم علاقات العرب مع هذه الامم على قواعد التدخل السلبي في الشؤون العربية أو في التدخل السلبي المتبادل بيننا وبينها، فكما علينا احترام خيارات شعوبهم عليهم أيضاً إحترام خيارات شعوب العرب ومصالحهم.
في الخمسينيات حينما نهضت القومية العربية بعد هزيمة العدوان الثلاثي على مصر، ونهضت حركات التحرر العربي في مواجهة الاستعمار، تحركت القوى الاطلسية لمواجهة المد القومي العربي بحلف مشكل من ايران وباكستان وتركيا اضافة الى بغداد التي كانت ملحقة ببريطانيا، فسمي بحلف بغداد ثم بحلف السينتو، وانهار هذا الحلف رغم ضخامته وقدراته امام قوة المد القومي العربي.
إننا نشهد اليوم حركة انبعاث للمشروع العربي وتشكيل قوة عسكرية مشتركة، وهو حالة دفاعية للمشروع عن الامن القومي، كما أشار رئيس الاركان المصري، وعلى كل القوى الاقليمية والدولية أن تراجع حساباتها، فاليوم هو غير الامس حينما كان الفراغ العربي الذي سمح باستباحة الامن القومي.
------------------------ 27/4/2015
Email: info@al-mawkef.com – info@kamalchatila.org بيروت – برج أبو حيدر – بناية شاهين – ط8/ص.ب: 7927/11 – هاتف: 305627 – 307287/01 فاكس: 312247/01
F: facebook.com/kamalchatila
No comments:
Post a Comment