Saturday, 4 April 2015

RE: {الفكر القومي العربي} يحيى حسين: زكريا عبد العزيز .. ثمن الشرف

مقال ممتاز وكلمة حق نادرة
 
أحييك يا أخى الأكبر على ما خطته يداك ، فهذا هو ما يبقى .أما الزبد فيذهب جفاء
محبتى
مصطفى عبيد
 

Date: Sat, 4 Apr 2015 04:22:31 +0000
From: alfikralarabi@googlegroups.com
To: yehiahussin@yahoo.com
Subject: {الفكر القومي العربي} يحيى حسين: زكريا عبد العزيز .. ثمن الشرف

 
زكريا عبد العزيز .. ثَمَنُ الشرف
بقلم المهندس/ يحيى حسين عبد الهادى
(الأهرام 4/4/2015)

أُحدثُكم اليوم عن أمينٍ يُخَوّنُ وصادقٍ يُكَذّبُ وشريفٍ يتطاول عليه الصغار .. عن قاضٍ جليلٍ أبصرتُ فيه وجهَ أبى الذى كُنتُ أُحبُّه حُبّاً كبيراً، وكان قاضياً شريفاً .. وقد استقر فى روع جيلنا منذ الطفولة أن الصفتين متلازمتان، أى أن كل قاضٍ لا بد أن يكون شريفاً .. أحببتُ في أبى عليه رحمة الله الأبَ وأحببتُ فيه القاضي، وامتزج الحُبّان شيئاً فشيئاً فى وجدانى حتى صارا شيئاً واحداً .. فصرتُ أُبصر فى كل قاضٍ وجهَ أبى، لكن إكبارى وحُبى لقضاتنا الأجَلاء تَضَاعَف عام 2005 وهم يقاتلون كالليوث دفاعاً عن استقلال القضاء ونزاهة الانتخابات (لا عن مكاسب شخصية) يتقدمهم هذا القاضى الوطنى الشريف زكريا عبد العزيز.
كان المتفائل الكبير أحمد فؤاد نجم يقول (هذا الشعب العبقرى له طُرُقٌ مبتَكَرةٌ للتغيير لم يعرفها العالم، أُسميها الطُرُق المصرىة .. من بينها أننا نشأنا نُردد مثل العالم كله أن المقاومة يقودها العمال والطلبة، ولم يخطر ببال أحدٍ أن يقودها القضاة كما حدث بقيادة أسد القُضاة زكريا عبد العزيز) .. رَحم الله عم أحمد فؤاد نجم الذى لم يَعِش ليرى أن جسارة الأسد صارت تُهمةً يُحاسبُ عليها، بل إن لقب (الأسد) نفسه انتحله (غيره).
في الوقت الذى كان (غيرُه) يُجاهر بالمطالبة بتقنين التوريث القضائى مبتكراً معادلةً فاجرةً تقول إن تقدير المقبول لابن أي قاضٍ يساوى تقدير امتيازٍ لغيره، كان زكريا عبد العزيز ورفاقه يقاتلون لتطهير ثوب العدالة مما علق به من شبهة المجاملة فى تعيين غير ذوى الكفاءة.. إلى أن تَكَلّلت جهودهم بصدور القانون الذى يشترط تقدير جيد على الأقل للالتحاق بالهيئات القضائية، وهو القانون الذى يُحاول (غَيْرُه) الالتفاف عليه الآن.
وما دُمنا نتحدث عن الصلاحية، فقد تعلمتُ من أبى القاضى أن ميزان العدل إذا اختّل فى يد القاضى يفقد صلاحيته .. وأن القاضى يكتسب حصانته من عَدلِه قبل أن يكتسبها من الدساتير والقوانين .. ووفقاً لهذا المعيار فإن المُنادى بتوريث القضاء هو الفاقد للصلاحية للعمل كقاضٍ حتى وإن لم تتم إحالته لمجلس تأديب.
وفى الوقت الذى كان (غَيْرُه) يَنعَمُون بمكافآتٍ خياليةٍ من العمل كمستشارين لوزاراتٍ بعينها تختارهم بالاسم، كان زكريا عبد العزيز ورفاقه يُقاتلون من أجل تحريم الإعارات الداخلية، صوناً لكرامة القاضى من أن يعمل بأجرٍ لدى سلطةٍ تنفيذيةٍ، ونأياً بالقضاة عن شُبهة الانحياز لمؤسساتٍ يعملون لديها (بالمناسبة، لم تتم إعارة زكريا عبد العزيز مُطلقاً طوال حياته، لا داخلياً ولا خارجياً).
لا يعلم إلا قليلٌ مِن المُقربين أن هذا الرجل الشريف كان يُقاتل عَنّا وعن استقلال القضاء ونزاهته، وهو يكتم أَلَمَه وهَمّه الشخصى .. رَحَلت شريكة حياته سنة 1999 ولم يتزوج بعدها وتفرغ لوظيفته وتربية أبنائه الثلاثة وكانت أكبرهم الشيماء دون العاشرة .. الشيماء تخرجت من كلية الحقوق دفعة 2010 بتقدير جيد ولم يتم تعيينها حتى الآن في أي هيئةٍ قضائيةٍ رغم انطباق كافة الشروط عليها، ولم يتدخل أبوها في طلب تعيينها، وعلياء بكالوريوس زراعة دفعة 2013 ولم يتم تعيينها حتى الآن أيضاً، أما أحمد فما زال طالباً في الجامعة .. بينما يُوَرّثُ (غيره) الوظيفة لأبنائه مثنى وثُلاث ورُباع.
هذا الأسد الشريف لا يملك من حطام الدنيا إلا شقةً يسكنها فى شبرا من حجرتين وصالة وسيارة لادا قديمة وميراثاً متواضعاً لأبنائه من أمهم (التى ورثته بدورها عن أُمِها).. ولم يُراكِم كغيره ثرواتٍ لا يعلم إلا الله مصدرها.
يا سيادة المستشار الجليل لا تحزن ولا تَكُ فى ضَيْقٍ مما يمكرون وسيكفيكهم الله .. ولا تُجهد نفسك ومحاميك بإعداد الدفوع عن لائحة الاتهام .. تُهمتُك الحقيقية يا سيدى هي الشرف ، وأنت تدفع ثمنَ شرفك .. فللشرف ثمنٌ ندفعه مِن دُنيانا كما أن للضعة والسقوط ثمناً يُدفَعُ مِن آخرتهم .. ولا تَخْشَ على سُمعتك لدى المصريين مِن حَمْلة تشويهك، فالمصريون يحبونك ويُجلّونك ويعرفون فَضلَك، وإن عجزوا عن الدفع عنك .. المصريون يُمَيّزون بين الخبيث والطيب.
أما رِزقٌك الذى يعبثون به، فالحمد لله الذى جعل رزقك ورِزقَنَا بِيَدِه سبحانه لا بِيَدِهم .. ولن يُضيّع اللهُ الشيماء وعلياء وأحمد وسيحفظهم ويبارك فيهم .. أليس الله بِكافٍ عبده؟.
(وليخشَ الذين لو تركوا من خلفهم ذريةً ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديدا)



--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
Visit this group at http://groups.google.com/group/alfikralarabi.
For more options, visit https://groups.google.com/d/optout.

No comments:

Post a Comment