مؤتمر بيروت والساحل: الحل في اليمن يبدأ باحياء العملية السياسية ومشاركة جميع التيارات فيها
التضامن العربي هدفه استعادة التوازن الاستراتيجي مع العدو الصهيوني وليس نتيجة لأية مشكلة آنية
دار الفتوى ومؤسساتها لجميع المسلمين وعلى الجميع الحفاظ على استقلاليتها ومنع اية وصاية عليها
الحكومة اللبنانية مدعوة لأن تلتزم بما نص عليه اتفاق الطائف حول الغاء الطائفية الادارية وجعل المناصب العليا مداورة
عقدت لجنة "مؤتمر بيروت والساحل" (العروبيون اللبنانيون) اجتماعها الدوري في مركز توفيق طبارة - بيروت، توقفت خلاله دولياً عند الاتفاق النووي الايراني – العربي وعربياً عند ذكرى الاحتلال الأميركي للعراق، وقضية مخيم اليرموك في دمشق، وما يجري في اليمن، ومحلياً عند موضوع التشكيلات الامنية وانتخابات المجلس الشرعي الاسلامي الذي دعا اليها سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية في 10 أيار القادم.
رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني الاخ كمال شاتيلا ولمناسبة ذكرى الاحتلال الأميركي للعراق، دعا العراقيين الى اعادة كتابة دستور جديد يؤكد وحدة وعروبة واستقلال العراق، بديلاً عن دستور بريمر التقسيمي، وذلك من خلال التنادي الى مؤتمر وطني عراقي جامع يعقد في القاهرة.
وبشأن مخيم اليرموك الذي كان يقطنه 200 ألف فلسطيني، وبسبب دخول التطرف اليه تم تهجير الغالبية منه ليبقى فيه اقل من 20 ألف فلسطيني، حذر الأخ كمال شاتيلا من مؤامرة اسرائيلية مستمرة لتهجير الفلسطينيين بعيداً عن حدود فلسطين المحتلة. فقد تم تهجير فلسطينيي العراق ثم نهر البارد في لبنان ثم معظم مخيمات سوريا واكبرها مخيم اليرموك.
اما بشأن ما يجري في اليمن فقد رأى الأخ كمال شاتيلا انه يؤدي الى المزيد من الشحن الطائفي والمذهبي، وبداية الحل هي اعادة احياء العملية السياسية بمشاركة جميع التيارات بما فيها الحوثيين، بعد ان ينسحبوا من مؤسسات الدولة ويعود الرئيس المؤقت وتوضع خطة تطبيقية لمخرجات الحوار الوطني بدون اي تدخل خارجي.
ان استمرار الأزمة يخدم التطرف الذي هو الوسيلة الفضلى لتحقيق مشروع الشرق الأوسط الأميركي الكبير الذي لم يتنازل عنه الرئيس الأميركي باراك اوباما. لذلك استغرب الاخ كمال طلب بعض الانظمة العربية الحماية من الادارة الاميركية وهي التي تخلت عن حلفائها سابقاً ومستعدة للتخلي عن حلفائها الآخرين عند أول محطة، والدليل حديث الرئيس الاميركي الأخير الذي برر فيه قيام التطرف وحمّل مسؤوليته للانظمة العربية متناسياً الدور الأميركي والأطلسي والإسرائيلي بإنشاء وحماية وتطور هذا التطرف من افغانستان حتى سوريا والعراق واليمن.
وحول الاتفاق العربي الايراني أكد الأخ كمال أن العرب كانوا أول من دافع عن امتلاك ايران للطاقة النووية السلمية منذ التسعينيات ورفضوا ان يكونوا قواعد للاعتداء على ايران، واليوم فإن الجميع، عرباً وايرانيين، مطالبين بالضغط لإنهاء القوة النووية الاسرائيلية.
واستعرض الدكتور عدنان احمد بدر آخر تطورات انتخابات المجلس الشرعي الاسلامي ومجالس الاوقاف التي دعا اليها سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان في 10 أيار القادم. ثم تناول الاجتماع موضوع التمديد للقادة الامنيين.
وفي ختام الاجتماع صدر عن اللجنة بياناً جاء فيه:
1 – تدعو لجنة مؤتمر بيروت والساحل "العروبيون اللبنانيون" الى التضامن مع شعب اليمن لاعادة الدولة والسلطة ورفض كل انواع الهيمنة والتقسيم والحروب القبلية، والعودة الى مقررات الحوار الوطني للانطلاق في عملية سياسية ديمقراطية يشارك فيها كل الاطراف اليمنية. ورفض استخدام اليمن قاعدة عدوان للامن القومي العربي من اي جهة كانت والمحافظة على وحدته وسيادته واستقلاله.
لقد اثبتت تجارب الاقتتال الداخلي انه لا يمكن لأي طرف ان يستفرد بمقدرات اي بلد عربي، كما اثبتت النزاعات الحدودية انها تكون مقدمة لاستقدام التدخل الاجنبي الذي يعمل منذ عقدين من الزمن لتنفيذ مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي يفتت جميع الدول العربية كمقدمة لتفتيت جميع الدول الإسلامية.
2 – ترحب اللجنة بالاتفاق النووي – الغربي – الايراني وترى في انتزاع ايران موافقة غربية على امتلاكها الطاقة النووية السلمية انتصاراً لها طالب به العرب منذ التسعينيات وهو قهر لارادة الاستعمار والتسلط الاجنبي، الا انها ترى ضرورة شن حملة عربية عالمثالثية على السلاح النووي الاسرائيلي لتجريدها منه .
3 – اذ تبارك اللجنة دعوة سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان لانتخاب مجلس شرعي اسلامي ومجالس الاوقاف الاسلامية، فإنها تحذر من مغبة تدخل اي طرف سياسي في هذه الانتخابات. فدار الفتوى ومؤسساتها هي لجميع المسلمين وعلى الجميع الحفاظ على استقلاليتها ومنع اية وصاية عليها. واللجنة ترى ان اول عمل يجب ان يقوم فيه المجلس الشرعي الجديد هو ورشة الاصلاح ومدخله توسيع الدائرة الانتخابية للمجلس من بضع مئات غالبيتهم من الموظفين لتوسيع القاعدة الانتخابية من اصحاب الرأي وأهل العلم.
4 – يطالب مؤتمر بيروت والساحل الحكومة اللبنانية ان تلتزم بما نص عليه اتفاق الطائف حول الغاء الطائفية الادارية وجعل المناصب العليا مداورة، والامر هذا ينطبق ايضاً على قيادة الجيش فاذا خلا مركز قائد الجيش فانه لا مانع قانونياً او دستوريا بتولي من هو الاعلى رتبة الى ان يصار لتعيين قائد جديد.
5 - ان العروبيين اللبنانيين اذ يجددون تأييدهم لإحياء التضامن العربي ومعاهدة الدفاع المشترك فانهم يرفضون الحملات المعادية للتضامن العربي الذي قاد معركة اكتوبر وحطم الاحلاف، وهو اليوم لا ينهض فقط من اجل اية مشكلة محددة بل هو تضامن شامل يهدف لاستعادة التوازن الاستراتيجي مع العدو الصهيوني.
------------------------ 10/4/2015
No comments:
Post a Comment